بينما تتساقط القنابل في المنطقة، والصواريخ والقذائف تمطر على كل الجهات، ولهيب النيران يُشعل كل مكان، وأعمدة الدخان تتصاعد في كافة الأرجاء، وأشلاء وسط الحطام، تهدر معها أرواح البشرية، مخلّفة وراءها بحر من الدم، لا مساعي حقيقية تُذكر حتى الآن لِتُطفئ هذه النيران التي تؤجج سعيرها حروب السلطة والهيمنة المدمرة، التي لا تجلب للشعوب سوى المزيد من المجازر والقتل وسفك دماء الأبرياء، بلا حساب لغايات ومصالح شخصية، وبسبب الفتاوى التي يطبقونها تحت عباءة الدين والشريعة دوماً.
الشعوب في أغلبها ضد حكم القادة الحاليين الذين يحكمونهم، وبات الجميع في هلع وقلق هروباً من التصعيد العسكري الراهن الذي لا يؤدي إلا إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار والتقلب السياسي وغياب العدالة الاجتماعية والمساءلة وغياب البيئة الآمنة، لأن الكل في سباق للحد من انهيار مشاريعه التوسعية القومية، وسط قلق شعبي حول المصير، والمعيشة والمستقبل.
ولكي ينتهي هذا الكابوس المرسوم بمشاريع قوى الهيمنة العالمية الرأسمالية من حول العالم والعابر للحدود القارات والمحيطات، حيث تحاول إقحام الشعوب في الحروب رغما عنها، والتغلغل داخلها لتتمكن من الهيمنة عليها بشكلٍ كامل، وتعمّق الانقسامات في مجتمعات هشّة أصلًا نتيجة تأثرها المباشر بعناصر الصراع من المجاعة إلى الجوع، وسط ضجيج طبول الحرب الذي يصمُّ الآذان، وتتغير ملامح الحياة وتتبدل أولويات الناس والسكان. وتكرس شرعيتها عبر آلة الحرب المتوحشة والمدمرة.
لذا؛ يتطلب من الشعوب والمجتمعات المحلية المتعايشة في منطقة الشرق الأوسط المشتعل اليوم، وفي زمنٍ فقدت فيه الكلمات قيمتها، واستغلال المرحلة التاريخية الراهنة التي تشهد تطوراتٍ متسارعة والعمل من أجل التحرر من قيود الظلم والمشاركة في عمل منظم ونضال جماعي قائم على التكافل والتضامن الاجتماعي الذي يساهم في بناء علاقات اجتماعية قوية وصحيحة بين أفراد المجتمع الواحد والتلاقي معاً، وهذا التلاقي يجب أن يكون على هدف مشترك، ألا وهو مقاومة سياسة حكام السلطة ومناهضة أيديولوجيتهم العنصرية بمسؤولية عالية والوقوف في وجهها دوماً وفق نهج جديد يعزز روح التشاركية والإيجابية وفتح الطريق لآفاق أكبر وتأثير أعمق، وبرؤية واقعية واضحة ومقترحات تنسجم مع خصوصيات وخصال المجتمع.
من نافل القول بأن النضال والتنظيم المطلق هو السبيل الوحيد لعيش الشعوب الأصلية بأمان وسلام وحل جميع عناصر الخلاف، والاستعداد على أكمل وجه للمناقشة والتعاون لبناء الثقة بين الجميع، والعمل بالخطاب العقلاني الوسطي المعتدل، في كل القضايا والملفات المهمة والمصيرية، لتحقيق مجتمع ديمقراطي أخلاقي عصري يحتوي جميع الشعوب بأديانهم وأعراقهم وثقافاتهم المتعددة الموجودة من قِدم التاريخ في جغرافية الشرق الأوسط الصاخب، ويخدم أهداف الكل، وبالتالي تحقيق انتصارات متعاظمة والتعبير عن رأيهم كـ “صوت أصيل” للمقاومة الشعبية الكومينالية الاشتراكية الإنسانية لتحقيق نجاح باهر ولن تجد غضاضة في التخلي حتماً.
..... نقلاً عن صحيفة روناهي
منبر الرأي
منبر الرأي