الصراع القائم بين كل من الاحتلال الاسرائيلى وتركيا علي الثروة والأرض والشعب السورى يتطلب ضرورة تضافر الجهود بين كافة المكونات والارتماء في أحضان الدول العربيه لمواجهة التحديات الحالية والمستقبليه خاصة بعد سلسلة التناحر بين ابناء الشعب الواحد
ولايمكن اغفال سلسلة الهجمات والاعتداءات سواء التركيه علي الشعب الكردى او الإسرائيلية علي الاراضى السوريه الاخيرة وخاصة التى استهدفت مهاجمة هدف قرب القصر الرئاسي بدمشق حيث تعد هذه هي المرة الثانية التى تشن فيها اسرائيل ضربة علي سوريا في غضون ايام محدودة بعدما تعهدت بالدفاع عن الدروز
وتتواكب الهجمات مع استغلال جهات محلية ودولية توسيع الانشقاق والانقسامات القائمة لتحقيق اهداف خاصة حيث يتم الاستعانة بوسائل التواصل الالكترونى
لنشر سيل من المعلومات الكاذبه والمضللة لايقادالفتنه بين ابناء الشعب الواحد ومنها ما تم نشره حول تدمير الحكومة السورية لاشجار عيد الميلاد وبيع النساء كعبيد
ولا يمكن اغفال الوقائع الاخيرة والمتعلقة بالاشتباكات المسلحة ذات الخلفية الطائفية في صحنايا ومدينة جرماناوالتى خلفت اكثر من ١٠٠ قتيل وتعتبر هذه الحادثة هي الأحدث في سلسلة المحاولات التى تبذلها إياد خفية للعبث بمقدرات سوريا
ومن المؤكد ان هذه الأيادي الخفيه تعتمد في مؤامراتها علي أدوات لعل من اهمها استغلال الفراغ و الغياب الامنى في بعض المناطق والسلاح المنتشر في ايدى الجماعات المختلفة والجامعات الي الفبركة الاعلاميه علي وسائل التواصل الاجتماعي لاثارة الفتنه الطائفية واشعال الصراعات المسلحة
وكلنا نتذكر اشتباكات جرمانا التى فجرها انتشار تسجيل صوتي مفبرك منسوب لدرزى يسيء فيه للنبى والرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتندلع بعده الاشتباكات بين الطائفية بين السنه والدروز وتعيد للاذهان الأحداث الدمويه التى دارت علي خلفية سياسية في قرية ذات غالبية علوية منذ نحو شهرين وراح ضحيتها اكثر من الف سورى
ولازالت دعوات الفتنه الالكترونية مستمرة لتخويف العلويين بمعلومات مضلله بهدف دعوتهم للمقاومة المسلحة ..كما تستهدف دعوات التضليل الاعلامي وما يفرزه من فتن امتداد الاثر السلبى علي نظرة المجتمع الدولي لدمشق ودعمه لها
ومن الاهمية رصد ما تنتهجه اسرائيل حاليا بالاراضى السوريه خاصة بعد التوتر الأمني بريف دمشق حيث تصاعدت حملات التحريض السياسية والعسكرية علي حكومة الإنقاذ للإدارة السوريه الجديده وماتبعه من توجيه أمريكى للسلطات الانتقاليه بوقف القتال ومحاسبة مرتكبي اعمال العنف والايذاء بحق المدنيين على افعالهم
اتصور اهمية الاسراع بمشاركة كافة مكونات الشعب السورى والكردى في الملف الامنى وعزل التيارات الاجنبيه من التعامل بهذا الملف ودعوة كافة الأطراف الى الالتزام بالحوار والعمل الجاد للوصول للتفاهم سورى سورى شامل مع الاستعانة بالمبادرة المصريه التى تدعو الى تبني دعم ارادة الشعب السورى في المحافظة علي سيادته ووحدته وسلامة أراضيه وحماية استقراره
أن وجود مقاتلين أجانب وتكفيريين على رأس مؤسسات عسكرية وأمنية سورية يزيد التوتر والقلق لدى الشعب السوري، وكذلك لدى الدول الإقليمية والعالمية. وبالرغم من أن هذه الجزئية ما زالت موضع انتقاد، إلا أن سلطة هيئة تحرير الشام لم تستطع أن توجد حلاً لهذه الإشكالية. وما زُعم من موضوع حل الفصائل ودمجها في وزارة الدفاع والمؤسسات الأمنية لم يتم بالشكل الفعلي، بل حصل في الإعلام والبيانات، فما زالت العديد من الفصائل، وخاصة في شمال سوريا، تأتمر بالأوامر التركية أو أوامر قادتها الخاصة.
ولا يمكن اغفال دور المجتمع الدولي في التصدى لماتقوم به اسرائيل من اعتداءات متكررة وممنهجةبكامل المنطقة تحت ذريعة محاربة العدوانية في حين ان أفعالها هي العدوان الكامل بما يضمن الحفاظ علي الحقوق السورية في كامل اراضيها وعدم التدخل الأجنبي في شئؤنها الداخليه
بالفعل الخروج الآمن لسوريا من النفق المظلم يتوقف علي ارادة وعزيمة أبنائها للتعاون مع بعضهم البعض دون إقصاء لأي فصيل وتحقيق البناء الجاد للوصول الى مرحلة الاستقرار والسلام في كافة المناطق السورية والإصرار علي المضى في مسار المقاومة والرد علي كافة الاعتداء من اى محتل لمنع استهداف امن المواطنين وسوريا.
من زوايا العالم
فضاءات الفكر
أصداء المرأة