أكّد مراد قره يلان، أحد قادة قوات الدفاع الشعبي، في الجزء الأول من مقابلة مع قناة Stêrk TV، أن قفزة 15 آب 1984 مثّلت "يوم الانبعاث" للشعب الكردي، وتحولت إلى محطة مفصلية في التاريخ السياسي والاجتماعي في كردستان، مشددًا على أن النضال اليوم يدخل مرحلة جديدة تقوم على السياسة الديمقراطية بدلًا من الكفاح المسلح.
في مستهل حديثه، وجّه قره يلان التهاني بمناسبة الذكرى الـ 41 لقفزة 15 آب، مذكّرًا بظروف "القمع والإمحاء والإنكار" التي كانت سائدة في كردستان قبل عام 1984. واعتبر أن الرصاصة الأولى في أروه وشمزينان جاءت كردٍّ مباشر على سياسات النظام، وأنها مثّلت لحظة "تبنّي الإنسان الكردي لإنسانيته".
وأضاف أن القفزة لم تكن حدثًا عسكريًا فقط، بل كانت ثورة اجتماعية وفكرية شملت كافة مجالات الحياة، وغيّرت ملامح المجتمع الكردي، وساهمت في بروز دور المرأة وانطلاق حركة جماهيرية تجاوزت حدود شمال كردستان إلى باقي أجزائها الأربعة.
وفي تقييمه للمراحل التي تلت التسعينيات، قال قره يلان إن قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بذل جهودًا جبارة لإيجاد حل سياسي للقضية الكردية، إلا أن الدولة التركية قابلت ذلك بعقلية أمنية وعسكرية حالت دون التقدم.
وأوضح أن الحركة لم تستطع مواكبة وتيرة التحول السياسي في بعض المراحل، مؤكدًا أن هذا يُعد موضع نقد ذاتي، لكنه حمّل الدولة التركية "المسؤولية الأساسية" في فشل جميع محاولات الحل.
وفيما يتعلق بالمرحلة الجديدة التي أعقبت المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، أعلن قره يلان بوضوح أن "الاستراتيجية الحالية لم تعد قائمة على الكفاح المسلح، بل على السياسة الديمقراطية"، مع التأكيد على أن روح قفزة 15 آب ستبقى حاضرة باعتبارها رمزًا للكرامة والانبعاث.
وردًا على تصريحات الدولة التركية بأن حزب العمال الكردستاني "لم يعد قادرًا على تنفيذ عمليات في شمال كردستان"، قال قره يلان إن هذه "حرب خاصة" وادعاءات غير واقعية، مضيفًا أن الحركة طوّرت تكتيكات وأساليب جديدة أكثر احترافية، وأن توقف العمليات كان التزامًا بنداء القائد أوجلان في 27 شباط، وليس نتيجة ضعف.
كما أشار إلى إسقاط طائرات استطلاع ومسيرات متطورة مثل طائرة "آكنجي"، مؤكداً أن "الذهنية الكردية تقود اليوم السياسة والتكتيك والتقنية".
وفي ختام المقابلة، وجّه قره يلان رسالة قوية إلى الحكومة العراقية بشأن محاصرة مخيم مخمور، معتبرًا ما يحدث "إهانة لتاريخ وقيم الشعب الكردي المقاوم". وقال:
"إذا استمر الضغط، فسنكون مضطرين لإرسال قوات الكريلا للدفاع عن أهلنا هناك".
وطالب رئيس الجمهورية العراقي الدكتور لطيف رشيد وجميع القوى الكردية داخل النظام باتخاذ موقف واضح، داعيًا الشعب الكردي في الداخل والخارج إلى التضامن مع سكان المخيم.
منبر الرأي