على خلفية الذكرى الحادية عشر لمجزرة الإيزيديين في شنكال على يد الدواعش، التي توافق أغسطس من كل عام، تحدث موقع "المبادرة" مع السيدة/ سعاد حسو الإدارية البارزة باتحاد إيزيدي سوريا، والتي أدلت بتصريحات عديدة حول حق شنكال في الاعتراف بإدارتها الذاتية، وما طال المجتمع الإيزيدي المسالم من إبادات.
وشددت "حسو" على أن الوقت قد حان للاعتراف بالإدارة الذاتية في شنكال، والتي قالت إننا عندما نتحدث عنها نستذكر كافة المجازر والإبادات العرقية ضد هذا المجتمع المسالم الذي لا يعرف الحرب، معها نستذكر أيضاً ذكرى الفرمان والإبادة العرقية وننحني إجلالاً واحتراماً لكافة شهداء المجزرة.
المجزرة كانت أليمة
وقالت "حسو" إن المجزرة كانت أليمة جداً "لأننا شهدناها بعيننا فكانت المجزرة التي ارتكبتها داعش عندما احتلت الموصل وأتت عنوة على شنكال وارتكتب ما ارتكبت من قتل ودمار واعتصاب وخطف وبيع للنساء في أسواق النخاسة"، مضيفة أنه "إلى اليوم وبعد مرور 11 عاماً على هذه المجزرة لا تزالن المختطفات بيد الدواعش إلى اليوم".
وتابعت: "عندما نشاهد شنكال اليوم نجد أنه قد تم الاعتراف بالإبادة العرقية من الدول الأوروبية وإلى اليوم لم تعترف الدولة العراقية بالمجزرة، ولم يتم الاعتراف في العراق بحقوق المجتمع الإيزيدي، الذي له خصوصيته الثقافية والسياسية والدينية؛ فالإيزيدية ديانة قديمة جداً يفوق عمرها أكثر من 9 آلاف سنة، فهذه الديانة العريقة هي ديانة للمجتمع الإيزيدي الذي عانى كثيراً".
المجتمع الإيزيدي ونداء السلام
وتطرقت سعاد حسو إلى نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، الذي أطلقه القائد عبدالله أوجلان في 27 فبراير وما يعنيه للمجتمع الإيزيدي، إذ قالت إن ما شهدناه من إطلاق القائد آبو لندائه التاريخي من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي، ثم إقدام عشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني على إحراق سلاحهم خلال فعالية السليمانية الرمزية خطوة مباركة لدى أبناء شنكال والمجتمع الإيزيدي".
وقالت "حسو" إنه إن الدولة التركية كانت تواصل استهدف العراق وخاصة جبال كردستان بما في ذلك شنكال، مضيفة أنه منذ عام 2014 تقريباً كان يتم استهداف تلك المناطق كل دقيقة قبل إطلاق القائد نداء السلام، لكنها تلفت إلى أن هذه الاستهدافات توقفت الآن بفضل دعوة القائد أوجلان.
الاعتراف بالإبادة الجماعية لشنكال
وتقول الإدارية باتحاد إيزيدي سوريا إنه بعد توقف هذه الاستهدافات يجب أولاً الاعتراف بالإبداة الجماعية في شنكال من الدولة العراقية، وعليها أن تعترف أيضاً بحقوق الإيزيدين، وهي حقوق مشروعة؛ فعندما نقول إن هذه المجتمع له خصوصيته الخاصة به فيجب الاعتراف بها، في دولة من الأساس تشهد تعدداً في مكوناتها، ويجب أن يكون لهم جميعاً الحق في العيش بحرية وسلام.
وشددت على أن الإيزيديين لهم الحق في العيش بوئام وسلام وديمقراطية، لا سيما وأننا "نرى أن المجتمع الإيزيدي اليوم بدأ بتنظيم نفسه، وقد بدأوا بتشكيل قوات حماية شنكال، وبنوا مجالسهم وبنوا الحماية الذاتية من خيرة أولادهم ، كما بدأوا بتنظيم كافة الفئات المجتمعية التابعة لهم في مختلف الأماكن، في سوريا وأوروبا وكافة دول العالم".
شنكال عاصمة الإيزيدية
وقالت سعاد حسو إن كافة دول العالم تنظر إلى شنكال على أنه العاصمة الإيزيدية، والعاصمة لكافة الإيزيديين، ومن ثم فكل هذه الدول – بما في ذلك العراق – مطالبة بالاعتراف بالإدارة الذاتية لشنكال؛ فهي إرادة المجتمع الإيزيدي الذي عانى كثيراً من آلام 74 فرماناً أو إبادة، وكان آخرها الفرمان التي أتى من "داعش" المنظمة الإرهابية التي كانت تريد أن تحتل دولاً من سوريا إلى العراق ويشكلون لنفسهم دولة متطرفة.
وتحدثت كذلك عن إيزيدي عفرين بسوريا، وقالت: "نحن أيضا كوننا إيزيديين من عفرين، إيزيديين من سوريا، أيضا ننظم أنفسنا ونبني لمجتمعنا القاعدة الأساسية ويتم الاتفاق مع كافة الإيزيديين في العالم، ونرى من شنكال عاصمة الإيزيديين الأساسية ونعترف بشكل أساسي بالإبادة الجماعية في شنكال وبالإدارة الذاتية لها، مضيفة في ختام تصريحاتها: "حان الوقت للاعتراف بالإدارة الذاتية لشنكال".
منبر الرأي