أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أن مصر تنعم باستقرار داخلي، وسياسة الدولة القائمة على الصراحة والمصداقية أثبتت صحتها، خلال السنوات العشر الماضية.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية الواقعة في مقر قيادة الدولة الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة، أن مصر واجهت تحديات أمنية جسيمة منذ أكثر من عقد، إلا أن الدولة استطاعت تجاوزها وما زالت تحقق تقدمًا ملموسًا رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية.
ولفت إلى أن الظروف الجيوسياسية، منها الحرب في قطاع غزة، أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس، إلا أن مسار الإصلاح الاقتصادي مستمر، داعيًا الشعب المصري إلى مواصلة التضامن والتكاتف لتخطي الصعوبات وتحقيق التنمية المنشودة.
كما أبدى الرئيس السيسي اهتمامًا بالغًا بالتقدم العلمي، موضحًا أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست شرًّا في حد ذاتها، وإنما يكمن الأثر في كيفية استخدامها، فهي أداة نافعة إذا أُحسن توظيفها، لكنها قد تُستخدم لترويج الشائعات وهدم المعنويات، وهو ما يواجهه الشعب المصري بوعي وإدراك متزايد.
وفي الشأن الخارجي، أكد الرئيس السيسي، أن المنطقة العربية تمر بظروف استثنائية منذ عام 2011، وليس فقط منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، ما يؤكد صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول.
كما حذّر من محاولات بث الفُرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام، مؤكدًا قوة العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة، وضرورة تجاوز الخلافات من أجل وحدة الصف العربي، مشددًا على أن الأمن العربي وحدة متكاملة ترتبط به مصر ارتباطًا وثيقًا، وأن أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية.
وفيما يخص الوضع في قطاع غزة، أشار إلى أن مصر بذلت جهودًا كبيرة منذ عام 2007 لتجنب التصعيد، مُدركة أن الشعب الفلسطيني سيدفع الثمن في أي مواجهة، موضحًا أن التدمير الحالي في غزة غير مسبوق، والدولة المصرية تواصل العمل من أجل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس بدأ جولته بأداء صلاة الفجر مع طلاب الأكاديمية، وكان في استقباله الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية، أعقبها لقاء مباشر مع طلاب الأكاديمية، وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره البالغ لقيادات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والدارسين والدارسات، مؤكدًا لطلبة الأكاديمية أنها لم تعد مصنعًا للرجال فحسب، بل أصبحت منارة لإعداد الرجال والسيدات، وبناء الشخصية المصرية المتزنة القادرة على مواجهة تحديات العصر في مختلف مؤسسات الدولة، مشيدًا بالدورات التي تقدمها للكوادر المدنية وأهمية برامجها التدريبية والتعليمية في شتى التخصصات.
وأضاف أن الرئيس السيسي تابع عقب الطابور الصباحي اللياقة البدنية لطلاب الأكاديمية، إذ أشاد في هذا الصدد بالمستوى الرفيع الذي يتمتع به الطلاب من حيث اللياقة البدنية والثقة بالنفس، الذي انعكس جليًا في أدائهم خلال التدريبات، كما شارك الرئيس طلاب الأكاديمية العسكرية في تناول وجبة الإفطار، وتبادل الحوار مع الطلاب، وتأكيد أهمية التفاني في التدريب والتحصيل العلمي، إلى جانب ضرورة الوعي بما يحيط مصر من أحداث محلية، وأزمات إقليمية، وتطورات دولية.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس السيسي اختتم الجولة التفقدية، متمنيًا التوفيق والسداد لطلاب الأكاديمية العسكرية المصرية، موجهًا رسالة شكر وامتنان إلى أسرهم الكريمة، تقديرًا لدورهم في إعداد جيل واعٍ ومؤهل لحمل رسالة الوطن، ومواصلة طريقه نحو مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
من زوايا العالم
منبر الرأي