بث تجريبي

لأول مرة في تاريخه.. امرأة تقود جهاز الاستخبارات البريطاني

مع اقتراب تنحي السير ريتشارد مور، عن منصبه في الخريف المقبل، يتوقع أن تتولى امرأة جهاز الاستخبارات البريطاني "SIS" –المعروف أيضًا باسم MI6- لأول مرة في تاريخ الجهاز، إذ ترأسه سابقًا 17 رجلًا.

المرشحات نساء فقط

وأشارت صحيفة " ذا ديلي ميل" البريطانية، إلى أن جميع المرشحين النهائيين للمنصب هم من النساء، إذ وصلت ثلاثة منهم إلى المرحلة النهائية من المقابلات التي عقدتها إدارة الجهاز لاختيار الرئيس الجديد، وتفاضل بالفعل حاليًا بينهن، بعدما أُجريت المقابلات النهائية مع الثلاث المرشحات، الأسبوع الماضي.

ومن المقرر أن يتنحى "مور"، البالغ من العمر 62 عامًا، عن منصب رئيس لوكالة الاستخبارات في وقت لاحق من هذا العام، بعد خمس سنوات من توليه المنصب.

عام 2023، كتب "مور" في تغريدة له: "سأساهم في تحقيق المساواة للمرأة من خلال العمل على ضمان أن أكون آخر مرشح من بين المرشحين من الذكور".

الأولى في التاريخ

يعمل لدى MI6 نحو 3600 موظف في المقر الرئيسي بلندن، الواقع في فوكسهول كروس على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، وفي مواقع سرية حول العالم.

ولكن على الرغم من أن ما يقرب من نصفهم من النساء، مع تزايد عددهن في المناصب العليا، لم تصل أي منهن إلى القائمة المختصرة لمنصب رئيس الجهاز.

تركز هذه الوكالة السرية على جمع المعلومات الاستخباراتية في الخارج، وسيُحدد رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر الفائز بناءً على توصية لجنة خبراء تضم ديفيد لامي، وزير الخارجية، وجوناثان باول، مستشار الأمن القومي.

شغلت امرأتان منصب المدير العام لجهاز الأمن الداخلي MI5، وهما ستيلا ريمينجتون و إليزا مانينجهام-بولر، أما جهازMI6، الذي تأسس عام 1909، فقد ترأسه ١٧ رئيسًا، جميعهم رجال.

المرشحة الأبرز.. دبلوماسية

في حين أن هناك اثنتان من المرشحات ضابطتان في جهاز MI6، لا يمكن الكشف عن اسميهما لأسباب أمنية، ورد اسم باربرا وودوارد، السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة.

تتمتع "وودوارد" بخبرة في العلاقات الدولية، التي درستها في جامعة ييل لنيل درجة الماجستير، ثم درّست اللغة الإنجليزية في بكين قبل انضمامها إلى وزارة الخارجية عام 1994، كما ترأست سابقًا وكالة حرس الحدود البريطانية.

وعلى الرغم من أن باربرا، البالغة من العمر 63 عامًا، تعد المرشحة الأبرز، أثيرت مخاوف بشأن توليها المنصب، إذ يتم اعتبارها على أنها مقربة جدًا من الصين.

وتشير أصابع الاتهام إلى افتقارها إلى الخبرة الاستخباراتية، في وقتٍ تُتهم فيه الصين بشن عمليات تجسس عدوانية في المملكة المتحدة.

اتهامات بالتحيز للصين

وودوارد هي أعلى امرأة في السلك الدبلوماسي البريطاني، وأمضت وقتًا في بكين، لكنها تعرضت لانتقادات لعدم إبداء أي معارضة حقيقية للنظام الصيني أثناء عملها سفيرةً هناك بين عامي 2015 و2020.

من بين قضايا أخرى، يُقال إنها اصطدمت مع شخصيات أخرى في الحكومة البريطانية بشأن نهج المملكة المتحدة تجاه اضطهاد الصين لأقلية الأويجور المسلمة، الذين تعرضوا لمعاملة اعتبرها الكثيرون إبادة جماعية.

وعندما فرضت الصين عقوبات على خمسة نواب بريطانيين بسبب انتقاداتهم الصريحة لمعاملة شعب الأويجور، قيل إن "وودوارد" لم تفعل شيئًا على الإطلاق للمساعدة.

وأثناء وجودها في الصين، أجرت مقابلة مع صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الناطقة باللغة الإنجليزية، استبعدت فيها استقلال تايوان كخيار.

تشكل تهديدًا

وصرح السير إيان دنكان سميث، الزعيم السابق لحزب المحافظين، والذي فرضت عليه الصين عقوبات، لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية: "هذا التعيين بالغ الأهمية لأمننا، وأي تردد في التعامل مع التهديد الهائل الذي تشكله الصين سينتهي بكارثة على المملكة المتحدة.

وأضاف: "نحن الذين نتعرض للعقوبات والهجمات من قبل أجهزة الدولة الصينية بشكل منتظم، نود أن نشعر بالقلق من أنها لم تكن حازمة تجاه الإجراءات الصينية، ولم تُثر قضية الأويجور إلا بعد مغادرتها الصين".

قد يهمك