أكد الدكتور ماجد أبو رمضان، وزير الصحة الفلسطيني، اليوم السبت، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق، مشيرًا إلى إعلان الأمم المتحدة أن القطاع يعاني من مجاعة من الدرجة الخامسة، وهي أخطر مستويات تصنيف المجاعات عالميًا، والتي تسبق مباشرة الموت الجماعي.
وشدّد "أبو رمضان"، في تصريحات له، على أن "هذه الكارثة ليست نتيجة ظروف طبيعية، بل صناعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض حصارًا خانقًا ويمنع دخول الغذاء والدواء، ما تسبب في معاناة إنسانية غير مسبوقة".
وأوضح أنه "على العالم أجمع أن يقف بجدية وشجاعة أمام الاحتلال الإسرائيلي ولو لمرة واحدة، مطالبًا الولايات المتحدة بالقيام بدور إنساني حقيقي كما تفعل في مناطق أخرى من العالم، وأن تكف عن سياسة الكيل بمكيالين"، مؤكدًا أن الأولوية العاجلة تتمثل في وقف العدوان فورًا، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، إضافة إلى السماح بخروج الحالات الحرجة التي تحتاج للعلاج بالخارج ويقدر عددها بعشرات الآلاف.
كما ثمّن وزير الصحة الفلسطيني الدور المصري الكبير في دعم غزة، مشيدًا بمحاولات القاهرة المستمرة لوقف العدوان ورفع المعاناة عن سكان القطاع.
وأكد أن الشعب المصري يقتطع من قوت يومه لإرساله للشعب الفلسطيني، وهو ما ليس بغريب عليه، موجهًا الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الجهود المبذولة لإدخال المساعدات لقطاع غزة.
فقدان 1500 كادر طبي وإداري
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى تدمير شبه كامل للمقدرات الصحية، موضحًا أن محافظات شمال غزة ورفح تعرضت لدمار شامل، كما مُسحت مناطق واسعة مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ورفح.
وأشار إلى أن مدينة غزة وحدها يتكدس بها نحو 900 ألف نسمة، وهي مهددة بالاجتياح ومحاصرة من الشمال والجنوب، ما فاقم الأزمة الإنسانية، موضحًا أن المستشفيات المتبقية تعمل بأقل من 10% من طاقتها وسط نقص حاد في الأدوية ومواد التخدير والمستهلكات الطبية، بينما يعاني الأطباء والعاملون الصحيون من إنهاك شديد.
ولفت إلى أن وزارة الصحة فقدت 1500 كادر طبي وإداري خلال العدوان، فيما يضطر الأطباء الذين ما زالوا على رأس عملهم إلى الاستمرار في علاج مئات المرضى يوميًا رغم الجوع وسوء التغذية، وكشف أن بعض الأطباء لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم إلا بعد الحصول على محلول ملحي وريدي ليستكملوا عملهم.
وتابع: العائق الأكبر أمام إنقاذ الوضع الصحي في غزة هو منع إدخال المساعدات الطبية والغذائية من قِبل الاحتلال، رغم محاولات المؤسسات الدولية توفير ما يمكن من دعم، مشددًا على أن استمرار هذه الأوضاع يهدد بكارثة صحية أكبر، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وفوري لإنقاذ حياة ملايين المدنيين العالقين وسط الدمار والحصار.
كما أكد وزير الصحة الفلسطيني، أن الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة دخلت مرحلة غير مسبوقة من التدهور، حيث تجاوزت الكارثة كل التوقعات، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي المستمر، إلى جانب الحصار المطبق، أسفر عن استشهاد أو إصابة أكثر من 10% من سكان القطاع، في حين توفيت آلاف الحالات نتيجة انعدام العلاج اللازم، سواء لمرضى الأورام أو الكلى أو أصحاب الأمراض المزمنة، فضلًا عن الأطفال حديثي الولادة الذين حُرموا من الرعاية اللازمة بسبب غياب الإمكانيات.
ونوه بأن الوضع تفاقم أيضًا بسبب انعدام المياه النقية، ما دفع السكان لاستخدام مصادر غير صالحة للشرب، وأدى ذلك إلى تفشي أمراض منقولة مثل الإسهال والتقيؤ خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، مؤكدًا أن عدد الوفيات الناتجة عن هذه الظروف ارتفع بشكل خطير، حيث سُجلت حتى صباح اليوم أكثر من 284 حالة وفاة، بينهم 114 طفلًا.
منبر الرأي
منوعات
منبر الرأي
أصداء المرأة
منبر الرأي