أعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية عن وصول الدفعة الأولى من الطلاب السودانيين الحاصلين على منح دراسية كاملة، في خطوة وصفها المسؤولون بأنها تعكس الروابط الأخوية والتاريخية بين الشعبين، وتُعد لفتة إنسانية تجاه المتضررين من الحرب في السودان.
جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم في العاصمة مقديشو، ترأسه وزير التربية والتعليم والثقافة والتعليم العالي الصومالي فرح شيخ عبد القادر، الذي رحّب بالطلاب السودانيين مؤكداً أن هذه المبادرة تعكس التزام الصومال بدعم التعليم وتعزيز العلاقات الثنائية.
وقال الوزير في كلمته، يسعدني أن أرحب بطلاب السودان الشقيق. وجودهم هنا يذكرنا بكيف استقبل السودان آلاف الطلاب الصوماليين قبل عقود. مرحباً بكم في بلدكم وبين أهلكم."
وأضاف أن الحكومة ستوفر كل الدعم اللازم للطلاب لضمان استمرار تعليمهم في بيئة مستقرة وداعمة.
ووصف ممثل الطلاب السودانيين هذه المنح بأنها بارقة أمل في ظل المحنة التي يعيشها السودان نتيجة الحرب، مشيرًا إلى الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية التعليمية ونزوح آلاف الأسر.
وأكد أن هذه المبادرة تمثل فرصة لإعادة بناء مستقبلهم الأكاديمي وتمنحهم استقراراً نفسيًا وتعليميًا.
يمثل استقبال الطلاب السودانيين علامة فارقة في منطقة القرن الأفريقي، حيث يعكس تغير الأدوار بين البلدين. بعد انهيار الدولة الصومالية عام 1991، كان السودان وجهة رئيسية للطلاب الصوماليين، وتخرج في جامعاته عدد من القادة البارزين، بينهم الرئيس السابق شريف شيخ أحمد.
كما ساهم المهنيون السودانيون، خصوصًا المعلمون وعمال الإغاثة، في دعم المجتمع الصومالي، ما عزز الروابط الإنسانية والتعليمية بين الشعبين.
أكدت وزارة التعليم الصومالية أن مجموعات جديدة من الطلاب السودانيين ستلتحق قريبًا بمؤسسات التعليم العالي، ضمن برنامج مستمر لدعم المتأثرين بالحرب.
وأوضحت الوزارة أن هذه المبادرة تأتي ضمن سياسة الحكومة الرامية لدعم التعليم وتقديم المساندة الإنسانية، وتعزيز الروابط التاريخية بين السودان والصومال.
