بث تجريبي

خاص/ المبادرة .. السياسي المصري ناجي الشهابي: مصر قادرة على ردع مخطط التهجير الإسرائيلي للفلسطينيين

رسالئل عديدة شديدة اللهجة وجهها السياسي المصري البارز ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي، في حوار خاص مع "المبادرة"، فيما يتعلق برؤيته تجاه الممارسات والمزاعم الإسرائيلية الأخيرة ضد مصر، وإمعان تل أبيب في تنفيذ مخطط التهجير للشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

واعتبر "الشهابي" أن هذه الممارسات تجري في إطار تواطؤ كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف فرض مشروع "إسرائيل الكبرى"، مؤكداً  أن هذه المزاعم ستظل حبيسة الهواء بفضل قوة الجيش المصري الذي أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بناءه ليصبح قادراً على الردع. كما أوضح أن مصر رفضت مخطط التهجير بشكل قاطع، مشيراً إلى أن القوات المسلحة المصرية قادرة على دخول تل أبيب خلال 24 ساعة إذا حدث أي هجوم إسرائيلي.

........ وإلى نص الحوار

*بداية، كيف ترى المزاعم والاتهامات الإسرائيلية التي تطال مصر بشأن نشر قوات في سيناء بالمخالفة لمعاهدة السلام، فضلاً عن الإصرار الإسرائيلي على تهجير الشعب الفلسطيني؟

- في واقع الأمر الممارسات الإسرائيلية تجري بمشاركة أو بتواطؤ كامل مع الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب. فكلاهما على قناعة تامة بضرورة إقامة "إسرائيل الكبرى" وأن الوقت قد حان لذلك، وأن تكون أرض فلسطين للشعب اليهودي فقط. هذه القناعة ناتجة عن مزاعم أيديولوجية تلمودية وعن توجهات قومية يهودية ليست جديدة، ويشجعها الضعف والهوان الرسمي العربي. ولذلك تستمر مزاعم إسرائيل، ويستمر المخطط الصهيوني–الأمريكي لتهويد الأراضي الفلسطينية، وأمريكا حتى الآن تدعم تل أبيب بكل شئ، وتعوضها عن كل دولار تنفقه في هذه الحرب.

*هل تجد هذه المزاعم صدى ما على أرض الواقع؟

- هذه المزاعم مستمرة، لكنها ستصطدم بالواقع. الواقع الذي يقول إن الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع إعادة شباب القوات المسلحة، وتجهيزها بأحدث الأسلحة العالمية، من خلال قراره الشجاع – الذي يعد من أشجع القرارات التاريخية – عندما قرر تنويع مصادر السلاح وكسر احتكار الولايات المتحدة لتسليح الجيش المصري. لهذا السبب ستظل العديد من المزاعم في الهواء ولن تستطيع لا إسرائيل ولا أمريكا أن تحولها إلى واقع ملموس على الأرض العربية سواء في غزة أو في سيناء.

*لكن إذا دفعت أمريكا وإسرائيل في هذا الاتجاه، ألا يعني ذلك مخاطرة بإشعال حرب في الشرق الأوسط هو في غنى عنها؟

- بالطبع هذه لعب بالنار، وقد يهدد باندلاع حرب إقليمية. لكن واشنطن سياساتها ليست بعيدة عن إشعال الحروب، فهي مستفيدة من صناعة وتجارة السلاح عالمياً، هي تاجر السلاح الأكبر في العالم، وتربح كثيرًا من تأجيج الصراعات. الولايات المتحدة، سواء في إدارتيها الجمهورية أو الديمقراطية، لها مصالح في المنطقة وهي من دعمت سياسات أدت إلى نشوء المجموعات المتطرفة. والانتفاع الأمريكي من الصفقات العسكرية الهائلة واضح، وقد ربطت إدارة ترامب علاقات مالية مع بعض الدول من أجل بيع السلاح وتحقيق مصالح اقتصادية.

*ماذا عن المواقف العربية، كيف تقرأها في ضوء هذه التطورات الخطيرة؟

- هناك قصور واضح في مواقف بعض الدول العربية. وكان يجب استثمار العلاقات بين الدول العربية باتجاه تأسيس قوة عربية دفاعية مشتركة، بقيادة مصر، بدلاً من ربط الأمن العربي بعلاقات خارجية تبعد عن مصالح الأمة الحقيقية. وقد رأينا الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة حين وصف إسرائيل بـ"العدو" لأول مرة منذ اتفاقية السلام، وهو موقف كان يجب دعمه عربياً.

*ماذا عن قدرة القاهرة على مواجهة مخطط التهجير الإسرائيلي؟ وكيف تعاملت معه برأيك؟

- مصر قادرة على ردع أي مخططات تهجير أو تهويد واسعة. كما أن الدور المصري الدبلوماسي والسياسي – وخاصة الدبلوماسية الرئاسية – بعد أحداث السابع من أكتوبر دفع الكثير من الدول باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين، رغم محاولات الإدارة الأمريكية لمنع ذلك والتحذيرات من ذلك، وبالتالي حققت مصر انتصاراً دبلوماسياً في هذا المسار. مصر قدَّمت موقفًا واضحًا ورفضت سياسات التهجير. التحركات المصرية كانت سبباً في خلق عزلة دولية لإسرائيل، وكذلك للإدارة الأمريكية، وقد نجحت في ذلك. فضلاً عن ذلك فإن مصر لديها قوات مسلحة قادرة على إنهاء إسرائيل في 24 ساعة، إذا بدأوا الحرب سيجدوا القوات المصرية في تل أبيب خلال 24 ساعة. مصر خلال 10 سنوات طورات قواتها المسلحة على نحو يجعلها قادرة على الردع وحماية حدودها وأمنها القومي. القوات المسلحة المصرية قادرة على الردع وحماية أمن البلاد والمنطقة. مصر لديها جاهزية قتالية عالية، أنا لا أقول هذا الحديث على سبيل المبالغة. وقد أجرت تدريبات مشتركة مع عدة دول، مما يعزّز من قدراتها العملياتية. القول إن القوات المصرية قادرة على فرض رد قوي في حال اندلاع عدوان هو أمر جاد وليس مبالغة. الجهد الذي بذلته الدولة في بناء القوات المسلحة والتجهيزات على مدى السنوات الماضية جعلها عنصر ردع حقيقي.  

قد يهمك