بث تجريبي

الصين تسوّق نفسها كقوة داعمة للاستقرار العالمي عبر منتدى "شيانجشان" للأمن

في كلمة تعكس الطموح المتصاعد لبكين على الساحة الدولية، دعا وزير الدفاع الصيني دونج جون، اليوم الخميس، إلى بذل جهود مشتركة لتعزيز الحوكمة العالمية وبناء "مجتمع مصير مشترك للبشرية"، وذلك خلال المنتدى الثاني عشر للأمن في "شيانجشان" بالعاصمة الصينية.

طرح دونج رؤية تقوم على إبراز الجيش الصيني كـ"قوة عالمية من أجل السلام والاستقرار"، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق العلاقات الدولية إلى أجواء تشبه الحرب الباردة. الوزير حذّر من استخدام بعض القوى الدولية لإرث الحرب العالمية الثانية كـ"أداة سياسية"، معتبراً أن ذلك يهدد النظام العالمي ويقوض فرص الاستقرار.

استراتيجية مزدوجة

الأبعاد التحليلية في خطاب دونج تكشف عن استراتيجية مزدوجة: فمن ناحية، تسعى بكين لتقديم نفسها كفاعل مسؤول يتجاوز الانقسامات التقليدية ويعمل على مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود؛ ومن ناحية أخرى، تستخدم خطاب "السلام" لتحدي الهيمنة الغربية، خصوصاً الأميركية، التي تُتهم بفرض سياسات قائمة على الردع والضغط.

إشارات الوزير إلى "مفترق الطرق" بين السلام والحرب تحمل دلالات سياسية عميقة، فهي تضع الصين في موقع الحارس للنظام العالمي الجديد، وتمنحها شرعية أوسع لتعزيز تحالفاتها مع قوى كبرى وإقليمية مثل روسيا والبرازيل، وكذلك مع دول نامية تبحث عن بدائل للمنظومة الغربية.

منصة دعائية للصين

المنتدى، الذي يشارك فيه قادة دفاع من أكثر من 100 دولة، يُمثل أيضاً منصة دعائية للصين لتعزيز خطابها الأمني العالمي. بكين تسعى من خلاله إلى تكريس صورة بديلة عن تلك التي تروجها واشنطن، إذ لا تقدم نفسها كقوة مهيمنة، بل كداعم للتعاون الأمني والحوار الاستراتيجي.

في المحصلة، يظهر خطاب دونج جون أن الصين تريد أن تتحول من قوة إقليمية إلى لاعب أساسي في معادلة الأمن العالمي، مستخدمة أدوات "الدبلوماسية العسكرية" لتعزيز صورتها كقوة سلام، في وقت يشهد فيه النظام الدولي تراجعاً في الثقة بالمؤسسات القائمة وتصاعداً في الاستقطابات الجيوسياسية.

قد يهمك