أعلنت الناطقة باسم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عائشة كول دوغان، أن وفداً موسعاً من الحزب، يضم الرؤساء المشتركين، سيتوجه الأسبوع المقبل إلى سجن جزيرة إمرالي للقاء عبد الله أوجلان.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد في المقر العام للحزب عقب اجتماعات اللجنة المركزية في اليومين الماضيين، قالت دوغان: "الأسبوع المقبل، سيتوجّه وفد من ضمنه رؤساؤنا المشتركون إلى إمرالي. نحن نُجري الاستعدادات اللازمة لهذه الزيارة".
وأضافت أن الحزب يرى في هذا اللقاء خطوة بالغة الأهمية لإحياء مسار الحوار السياسي الذي جُمّد منذ سنوات.
خلفيات الزيارة ودلالاتها
وتأتي هذه الزيارة في إطار التحركات السياسية للحزب ضمن عملية السلام في تركيا مع المكون الكردي، والتي دخلت مرحلة غير مسبوقة مع إطلاق أوجلان مبادرته الشهيرة "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي" في فبراير الماضي، في ضوء فلسفته التي تشكل أساساً للحركة السياسية الكردية، وكونه صاحب رؤية عابرة للحدود ترتكز على السلام، والديمقراطية، وحل القضية الكردية عبر الحوار.
وفي السنوات الماضية، كثيراً ما شدد أوجلان، الذي يقضي قرابة 27 عاماً في سجن إمرالي، عبر رسائل نادرة نقلها محاموه أو نواب سابقون، على أن مستقبل تركيا والمنطقة لن يكون مستقراً من دون الاعتراف بالتعددية الثقافية والسياسية.
وبرزت في هذا السياق وثيقته الشهيرة حول "النداء من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي"، التي دعا فيها إلى تجاوز الصراع العسكري، وإرساء قواعد شراكة سياسية بين مكوّنات الشعب التركي والكردي.
ونداء أوجلان للسلام تعود جذوره لأول مرة بشكل موسع إلى احتفالات نوروز عام 2013، مثّل لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الكردي – التركي. فقد دعا القائد الكردي حينها إلى وقف إطلاق النار وسحب المقاتلين من الأراضي التركية، مؤكداً أن "زمن البنادق قد ولّى، وحان وقت السياسة والديمقراطية".
جوهر هذا النداء ارتكز على مفهوم "المجتمع الديمقراطي"، الذي صاغه أوجلان كبديل للنظم السلطوية والمركزية، قائم على اللامركزية، والإدارة الذاتية، والمساواة بين الجنسين، وحماية البيئة.
وهذه الأفكار لم تبقَ مجرد شعارات، بل تحولت إلى أساس تجارب سياسية وإدارية في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث طُبّقت نماذج من "الإدارة الذاتية الديمقراطية" استلهمت بشكل مباشر أفكار أوجلان.
لكن دعوة أوجلان للسلام اكتسبت دفعة كبيرة عندما أطلق المبادرة الأهم في فبراير الماضي، ثم استتبعتها قرارات مؤتمر حزب العمال الكردستاني الشهيرة في مايو عندما أعلن الحزب حل هيكله التنظيمي، استجابة للمبادرة، ثم فعالية السليمانية الرمزية التي أتلف خلالها عشرات المقاتلين من الحزب أسلحتهم؛ كبادرة لإثبات جديتهم في عملية السلام.
وقبل أسابيع أعلن عن تشكيل لجنة برلمانية للحوار والنقاش حول عملية السلام، لكن لا تزال هناك العديد من علامات الاستفهام حول موقف النظام التركي، وعدم اتخاذه خطوات أكثر إيجابية لإنجاح المسار، لا سيما ما يتعلق بالحرية الجسدية لأوجلان الذي يخضع لعزلة مطبقة، ما أثار انتقادات واسعة حول موقف الحكومة.
البعد السياسي والإقليمي
وتسير هذه المرحلة بشأن العلاقة مع الكرد في تركيا في وقت حساس تشهد فيه البلاد تصاعداً في التوترات السياسية الداخلية، خصوصاً مع المعارضة حول ملفات الحريات وحقوق المكونات، فضلاً عن تحديات إقليمية تتعلق بالحدود السورية والعراقية، وكذلك أطماع
من زوايا العالم
منبر الرأي
بين السطور
نبض الشرق