اليوم، في الحادي عشر من سبتمبر 2025، نحيي الذكرى الرابعة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، وهو حدث غير وجه العالم، بما تبعه من أحداث وحروب لا يزال صداها ممتداً حتى اليوم.
هجمات 11 سبتمبر، التي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي، أدت إلى مقتل ما يقرب من 3000 شخص، وتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وإلحاق أضرار بالغة بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في واشنطن.
ماذا حدث في 11 سبتمبر 2001؟
في صباح 11 سبتمبر 2001، قام 19 إرهابياً تابعين لتنظيم القاعدة باختطاف أربع طائرات ركاب تجارية. كانت خطتهم هي استخدام الطائرات كقذائف موجهة.
- الضربة الأولى: في الساعة 8:46 صباحًا، اصطدمت الطائرة الأولى، رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11، بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
- الضربة الثانية: بعد ذلك بوقت قصير، في الساعة 9:03 صباحًا، اصطدمت الطائرة الثانية، رحلة الخطوط الجوية المتحدة رقم 175، بالبرج الجنوبي. تسببت هذه الضربات في اشتعال حرائق هائلة وفي النهاية انهيار البرجين.
- الضربة الثالثة: في الساعة 9:37 صباحًا، اصطدمت الطائرة الثالثة، رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 77، بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في مقاطعة أرلينغتون، فرجينيا.
- الضربة الرابعة: الطائرة الرابعة، رحلة الخطوط الجوية المتحدة رقم 93، التي كان يُعتقد أنها متجهة نحو مبنى الكابيتول الأمريكي أو البيت الأبيض، تحطمت في حقل ببلدة شانكسفيل، بنسلفانيا، بعد أن قاوم الركاب وأفراد الطاقم الإرهابيين.
الواقع الحالي للظاهرة الإرهابية
وبعد 24 عامًا من هجمات 11 سبتمبر، تغيرت طبيعة التهديد الإرهابي بشكل كبير على النحو التالي:
- ظهور الجماعات الإرهابية اللا مركزية: على الرغم من تراجع نفوذ تنظيم القاعدة، إلا أن العالم شهد صعود جماعات إرهابية جديدة مثل تنظيم داعش، الذي اتبع استراتيجية مختلفة تقوم على السيطرة على الأراضي وإقامة "خلافة" في العراق وسوريا.
- الانتشار الجغرافي: لم يعد الإرهاب محصوراً في مناطق معينة، بل انتشر ليشمل دولاً في إفريقيا وآسيا وأوروبا.
- الإرهاب الفردي والذئاب المنفردة: شهد العالم أيضًا تزايدًا في الهجمات التي يشنها أفراد يتأثرون بفكر الجماعات المتطرفة عبر الإنترنت، ويُعرفون باسم "الذئاب المنفردة".
- استغلال التكنولوجيا: يستخدم الإرهابيون اليوم وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل مكثف للتجنيد، ونشر الدعاية، والتخطيط للعمليات، مما يشكل تحديًا جديدًا لأجهزة الأمن.
نقطة تحول
لا تزال هجمات 11 سبتمبر تشكل نقطة تحول في التاريخ الحديث، حيث أدت إلى تغييرات جذرية في السياسات الأمنية والاستخباراتية على مستوى العالم.
ومع أن التحديات الأمنية قد تطورت، فإن مكافحة الإرهاب تظل أولوية عالمية. في هذه الذكرى، يتجدد التأكيد على أهمية التعاون الدولي وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة هذا التهديد المتغير، الذي لم يعد مقتصراً على جماعات منظمة، بل أصبح يشمل أفرادًا وشبكات منتشرة في الفضاء الإلكتروني.
فضاءات الفكر
نبض الشرق
نبض الشرق
منبر الرأي
بين السطور
