بث تجريبي

بعد تمديد وجودها حتى 2028.. تعرف على خريطة انتشار القوات التركية داخل سوريا

وافق البرلمان التركي مؤخراً في خطوة تؤكد التزام أنقرة بوجود عسكري طويل الأمد في الجارة الجنوبية، على تمديد تفويض نشر القوات المسلحة التركية في سوريا والعراق لعامين إضافيين حتى عام 2028.

يأتي هذا القرار في سياق ما تصفه تركيا بجهود مكافحة الإرهاب وحماية حدودها، لكنه يثير تساؤلات واسعة حول نطاق هذا الانتشار وحجم القواعد والنقاط العسكرية التي تديرها داخل الأراضي السورية التي توصف لدى كثير من السوريين بالاحتلال.
ويكشف تحليل بيانات ميدانية، استناداً إلى مصادر متخصصة أبرزها "مركز جسور للدراسات"، أن الوجود العسكري التركي في سوريا يتميز بانتشار واسع ومعقد يغطي شريطاً جغرافياً حيوياً في الشمال السوري، ما يرسخ وضعها كقوة فاعلة رئيسية ومؤثرة في مسارات الصراع.

خرائط الانتشار: 12 قاعدة و114 نقطة
وتظهر الأرقام أن إجمالي الوجود العسكري التركي داخل الأراضي السورية يتوزع على 126 موقعاً عسكرياً، تنقسم هيكلياً بين 12 قاعدة ثابتة و 114 نقطة وموقعاً عسكرياً أصغر حجماً.

وتنتشر هذه المواقع في ست محافظات سورية رئيسية، مشكّلةً شبكة لوجستية وعملياتية ضخمة تتيح للقوات التركية نطاقاً واسعاً من الحركة والتحكم.
ويتركز الانتشار التركي، بحسب الإحصائيات، على النحو التالي:
 - حلب (58 موقعاً): تتصدر محافظة حلب قائمة المحافظات من حيث عدد المواقع التركية، بواقع 58 موقعاً، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها أنقرة للمناطق التي تحتلها وكذلك المناطق المحاذية لريف حلب الشمالي والشرقي.

-  إدلب (51 موقعاً): تحتل إدلب المرتبة الثانية بـ 51 موقعاً"، ما يجعلها منطقة نفوذ تركي حاسم.

- الرقة (10 مواقع): تتوزع 10 مواقع في محافظة الرقة، وتحديداً ضمن مناطق عملية "نبع السلام" الاحتلالية على طول الحدود، بهدف تأمين الشريط الحدودي الشمالي الشرقي.

- الحسكة (4 مواقع): تسجل محافظة الحسكة 4 مواقع عسكرية.

-  اللاذقية (موقعان): يتركز الوجود في اللاذقية (موقعان) وحماة (موقع واحد)  بعضها ضمن مناطق جبلية استراتيجية.

- حماة (1 موقع): تسجل محافظة حماة وجوداً رمزياً بموقع واحد، غالباً ما يكون نقطة مراقبة متقدمة.

ويشير تمديد التفويض حتى عام 2028 إلى أن تركيا تعتزم تحويل وجودها المؤقت إلى وضع دائم استراتيجياً، يهدف إلى إنشاء مناطق عازلة على حدودها الجنوبية.
إن هذا التمديد، الذي جاء بأغلبية برلمانية، يكرس واقع تقسيم النفوذ في الشمال السوري، حيث باتت تركيا تدير وتحتل مناطق شاسعة تشمل مدناً رئيسية وتجمعات سكنية ضخمة.

قد يهمك