بث تجريبي

الزعيم الكردي عبدالله أوجلان يدعو إلى وقف العنف ضد المرأة ويؤكد أهمية تنظيم المجتمع

أعلن وفد إمرالي التابع لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) في تركيا أن الزعيم الكردي عبدالله أوجلان خصّص الجزء الأكبر من لقائه الأخير للحديث عن المشكلات الاجتماعية، ولا سيما تصاعد العنف داخل المجتمع. وأوضح الوفد أن القائد يتابع عبر وسائل الإعلام تطور الأحداث الاجتماعية وازدياد الخلافات بين الأفراد والعائلات والعشائر، وهي أمور تسترعي اهتمامه بشكل خاص.

وجاء في البيان أن أوجلان قال: “أعلم أن مستوى العنف داخل المجتمع يزداد في ظل حالة الطوارئ، وخصوصاً العنف ضد المرأة الذي بلغ مستويات مرتفعة، وهذا أمر يؤلمني كثيراً”.

وأشار إلى أن العنف بات من أبرز القضايا التي ركّز عليها خلال اللقاء، مضيفاً: “أحد أسباب إصراري على معالجة هذه المشكلات هو قدرتي على التركيز عليها وإيجاد حلول لها. وبعد تجاوز المرحلة الأولى من عملية السلام وبناء المجتمع الديمقراطي، سننتقل لمعالجة هذه الملفات أيضاً. أعد بالعمل بقوة تعادل عمل عشر وزارات في وقت قصير، وستكون قضية العنف المجتمعي على رأس أولوياتي، مع ضرورة اتخاذ تدابير قانونية واجتماعية وأخلاقية وثقافية لمواجهة هذه الظاهرة”.

وفي ما يتعلق بالإجراءات العاجلة، دعا الزعيم الكردي الجميع إلى نبذ العنف قائلاً: “أطلب ممن يسمعني أن يضع السلاح جانباً، وأن يتعامل مع الآخرين بأخلاق رفيعة، وألا ينطقوا بكلمة تُجرح أحداً. حلّوا مشكلاتكم بالعقل والحوار. أرفض العنف داخل الأسرة، وبين العائلات والعشائر، وفي كل المجتمع والمدن، وأعدّه سلوكاً غير أخلاقي”.

كما دعا كل من يملك حسّاً سليماً إلى المشاركة في مكافحة العنف، قائلاً: “على كل من يتحمّل مسؤولية في هذا الملف أن ينظر إليه باعتباره واجباً أخلاقياً وأن يؤدي دوره بأعلى مستوى ممكن. أوجّه هذا النداء للوطنيين والأصدقاء ورفاق الدرب. قلت سابقاً إننا لن نسمح بخسارة أي روح خلال هذه العملية، وقد نجحنا في ذلك، لذا علينا إنهاء هذا العنف الذي يمزق مجتمعنا. ولا ينبغي حتى التلفّظ بكلمة قد تجرح إنساناً”.

وفي سياق حديثه عن المسؤولية السياسية، شدد أوجلان على ضرورة خوض نضال قوي ضد العنف، مرجعاً أسبابه إلى غياب التنظيم داخل المجتمع. وقال: “لقد حذّرت كثيراً من قبل؛ يجب تنظيم المجتمع وتوسيع هذا التنظيم ليشمل أصغر وحدة فيه. هذا مجتمع لا يمكن إهماله، وأسمى أشكال النضال الديمقراطي هو تنظيم الشعب”.

وخلال اللقاء، أكّد الزعيم الكردي الدور المحوري الذي يجب أن يؤديه حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في السياسة وتنظيم المجتمع، مضيفاً: “في المرحلة الثانية من العملية، سأعمل على هذه القضية. يمتلك الحزب إمكانيات كبيرة، وعليه أن يثق بنفسه. إنه حزب حاسم، وبغض النظر عن وصول تحالف الشعب أو الأمة إلى السلطة، لا يمكن تجاوز دوره. لذلك يجب على المجتمع أن ينظم نفسه وأن يثق بقدراته التي تصل إلى نحو 20%”.

وأوضح وفد الحزب أن أوجلان شدّد أيضاً على ضرورة إصدار قانون الاندماج، داعياً الجميع والقوى الديمقراطية إلى تحمّل مسؤولياتهم وبذل الجهد في هذا الاتجاه.

قد يهمك