بث تجريبي

سوريا بين الأمرّين.. في يوم واحد توغل تركي شمالاً وإسرائيلي جنوباً

في يوم واحد، واجّهت سوريا ضربة مزدوجة لتحديات أمنها وسيادتها، إذ شهدت شمالها توغلاً عسكرياً تركياً متصاعداً، وفي الوقت نفسه تصعيداً إسرائيلياً على حدود الجنوب.

فقد دخلت أرتال عسكرية تابعة لجيش الاحتلال التركي الأراضي السورية من ثلاث جهات، هي عفرين ورأس العين المحتلتان، وشمال حلب، متجهة نحو مناطق منبج ومحيطها، في وقت تصاعد فيه النشاط العسكري على طول الحدود الشمالية والشرقية للبلاد.

                                         الأوضاع في سوريا

وتأتي هذه التحركات بالتوازي مع تعزيز القوات التابعة للحكومة السورية الانتقالية وجودها العسكري في دير الزور، عبر نشر منظومات مدفعية وطائرات مسيرة، ما يعكس توتراً متزايداً في المناطق الشرقية.

الاحتلال الإسرائيلي جنوباً

وفي الجنوب، واصل الجيش الإسرائيلي تصعيده على طول الشريط الحدودي، حيث توغّلت دوريات عسكرية إسرائيلية مساء أمس في ريف القنيطرة الأوسط، باستخدام ثلاث آليات عسكرية متجهة من العدنانية نحو قرية المشيرفة ثم رسم القبو.

وتكررت الخروقات الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، ما أثار مخاوف من توسع رقعة الانتهاكات وزيادة التوتر على خطوط الفصل، وهو ما تابعته قوات فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة لتوثيق الأضرار والاعتداءات.

                                                 طارق البرديسي - خبير العلاقات الدولية

أزمة سيادة

هذا التزامن بين توغلات تركية في الشمال وإسرائيلية في الجنوب يعكس أزمة السيادة الحادة المستمرة في سوريا حتى بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي يصادف اليوم 8 ديسمبر.

في هذا السياق، يقول طارق البرديسي الخبير في العلاقات الدولية، لموقع "المبادرة"، إن هذه التدخلات تعكس بوضوح ضعف السيادة السورية على أراضيها، وما يشهده البلد اليوم هو نتيجة سنوات من الانهيار، واستمرار فقد الدولة القدرة على حماية حدودها وفرض القانون.

وانتقد خبير العلاقات الدولية المصرية حالة الصمت المريبة لحكومة الشرع في دمشق خاصة فيما يخص التحركات التركية، وقال إن هذا الصمت يزيد من الإحساس بالعجز، ويعطي إشارات واضحة لكل الأطراف الإقليمية بأن سوريا أصبحت أرضاً مفتوحة للتدخلات الخارجية.

واعتبر أن هذا الواقع يطرح تساؤلات حول مستقبل الدولة السورية وقدرتها على استعادة سلطتها، ويكشف مدى هشاشة مؤسساتها أمام الضغوط العسكرية والسياسية الإقليمية والدولية.

قد يهمك