بث تجريبي

د. جيهان جادو تكتب: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم

أيامٌ قلائل تفصلنا عن افتتاح المتحف المصري الكبير، هذا الصرح الحضاري العظيم الذي يجسّد عظمة التاريخ المصري وروعة الحضارة الإنسانية.

إن افتتاح هذا المتحف يُعدّ إنجازًا وطنيًا وتاريخيًا يليق بمكانة مصر وريادتها الثقافية، ورسالة فخر إلى العالم بأن أرض الكنانة ما زالت منارةً للعلم والجمال والإبداع والثقافة.

لعلّ أهمية هذا المتحف تتجسّد في كونه مشروعًا ضخمًا ثقافيًا وحضاريًا اهتمّت به مصر والعالم كله كأحد أهم وأضخم المشاريع الثقافية في العالم، ويُعدّ بالفعل من أبرز المشروعات القومية في مصر، ليكون بوابةً حضاريةً كبيرة تربط الماضي العريق بالحاضر الحديث.

إن أهمية هذا المتحف تكمن في أنه رمز قومي للحضارة والثقافة المصرية، حيث يحتوي على مقتنيات ثمينة لا توجد أبدًا في أي متحف في العالم، ولذلك أرى أنه سيكون الوجهة التاريخية والحضارية لمصر المستقبل، كما سيجعل من مصر بوابة السياحة العالمية التي سيأتي إليها العالم كله.

لذلك، فإن أهميته تتمثّل في أنه سيكون من أهم المشاريع السياحية في القرن الحادي والعشرين، ويسهم في تنشيط الاقتصاد المصري من خلال السياحة والتوظيف والخدمات المحيطة بالمتحف، بل يمثّل استثمارًا طويل الأمد في التنمية القومية، بالإضافة إلى أهميته العلمية والفكرية، حيث يحتوي على مراكز أبحاث وترميم وتعليم متقدمة تخدم الباحثين المصريين والدوليين.

لذلك ينتظر افتتاحه العالم أجمع، لأن الحقيقة أن المتحف المصري الكبير له أهميته الكبرى بالنسبة للعالم، وليس فقط لمصر، فهو لا يخص مصر وحدها، بل يُعدّ هديةً من مصر إلى البشرية، لأنه يجمع كنوزًا تمثّل إحدى أقدم وأعظم الحضارات في التاريخ الإنساني، ويعرض قصة الإنسان منذ فجر التاريخ من خلال آثار تعكس تطوّر الفكر والفن والدين والعلوم في مصر القديمة، وهي أساس حضارات أخرى في العالم.

وإن المتحف يؤكد أن مصر كانت وما زالت أرض السلام والعلم والحضارة، ويبعث برسالة إلى العالم مفادها أن الثقافة والتراث هما طريق التفاهم بين الشعوب.

قد يهمك