أشار الكونفرانس الثالث لاتحاد المرأة الكردية في آمد على دور المرأة الكردية في بناء الوحدة الوطنية والمجتمع الديمقراطي، وأكد البيان الختامي للكونفرانس إلى أنَّ السلام لا يتحقق إلا بحرية المرأة.
أعلن منصة اتحاد المرأة الكردية في شمال كردستان نتائج مؤتمره الثالث، وقال "الوحدة الوطنية، والنضال من أجل الثقافة واللغة، وحماية الحياة الحرة، والدور الريادي للمرأة في بناء السلام، هي الركائز الأساسية لهذا العصر، وستلعب المرأة دوراً محورياً في بناء المجتمع الديمقراطي".
عقدت منصة اتحاد المرأة الكردية في شمال كردستان كونفرانساً في آمد يومي 21 و22 حزيران تحت شعار "مع وحدة المرأة الكردية، نحو الوحدة الوطنية"، بمشاركة 101 مندوبة، وأُعلنت نتائج الكونفرانس في غرفة تجارة وصناعة آمد، وقرأت البيان الختامي بالنسخة الكردية من نتائج الكونفرانس الرئيسة المشتركة لبلدية ميردين الكبرى، ديفرم دمير، التي تم تعيين وكيل بدلاً منها.
وجاء البيان الختامي كما يلي:
"عقد كونفرانسنا بهدف تقييم دور ومهمة المرأة الكردية في بناء الوحدة الوطنية وحماية الثقافة واللغة الكردية وحماية القيم الاجتماعية وبناء عملية السلام والمجتمع الديمقراطي وتحديد خارطة طريق للنضال بإرادة مشتركة."
لقد اكتسب التاريخ معنىً من خلال مقاومة المرأة؛ فقد تحولت الأرض إلى إنتاج بأيديها، النساء اللواتي استمعنَ إلى صوت الطبيعة، وعشقنَ الحياة بإحساس لا حدود له، وحافظنَ على إرساء السلام، هذه الحقيقة، الكامنة في ذاكرة مقاومة المرأة الكردية، أصبحت اليوم شرارة طريق الحرية للبشرية.
لقد كانت النساء أعظم مخاوف السلطة الذكورية
إن العلاقة التي أقامتها مع الطبيعة ليست فقط لاستمرار الحياة، بل هي أيضاً أساس المعنى والخصوبة والوجود الجماعي، في هذا الكون، حيث الأرض هي الأم، والماء هو الحياة، والنار هو الروح، والهواء هو الكلام، وأصبحت المرأة لغةً مشتركة والصوت المشترك والضمير المشترك للجميع، لهذا السبب، أصبحت المرأة الهدف الأول للذهنيات المهيمنة والأنظمة الهيمنة؛ فبسبب وجودها وقدرتها على تنظيم الحياة الحرة، أصبحت أكبر مخاوف السلطة الذكورية.
بدون حرية المرأة، لا يمكن تحقيق السلام
لقد ناضلت المرأة الكردية ضد الاستعمار والنظام الأبوي عبر التاريخ، ودافعت عن جسدها وهويتها وطبيعتها، وقادت مسيرة حرية شعبها، هذا الكونفرانس دعوةٌ لنقل إرثٍ عريق من الماضي إلى المستقبل، ودعوةٌ لتعزيز دور المرأة في بناء السلام والتنظيم الاجتماعي، لأنَّنا نعلم جيداً أنه ما لم تتحرر المرأة، لا يمكن للمجتمع أن يتحرر، وبدون حماية الطبيعة، لا يمكن بناء الحياة، ولا يمكن تحقيق السلام بدون المرأة.
في ظل مرحلة تتم فيها إعادة تصميم خارطة الشرق الأوسط من جديد، وشن الحروب وإشعال الصراعات على الشعوب والأديان والمعتقدات، يُعزز انعقاد هذا المؤتمر آمال نسائنا في المستقبل، فالنظام العالمي والإقليمي، كما أصبحت سبباً في إبادة ثقافة الشعوب ولغتها وهويتها ومعتقداتها، ونهب الطبيعة وتدميرها في الماضي، تواصل اليوم سياساتها، كما فعلت لقرون على جغرافية المنطقة، وخاصة في كردستان، تحقيقاً لمصالحها الخاصة.
الحرب الإسرائيلية الإيرانية ومخاوف تركيا
اليوم، تُسلّط أنظار العالم أجمع، بما في ذلك تركيا، على الحرب الأكثر سخونة "الأكثر اشتعالاً"، وهي الحرب الإيرانية- الإسرائيلية، والتي انضمّت إليها الولايات المتحدة اليوم، وهذه الصورة الشرق الأوسط، التي وصفها السيد عبد الله أوجلان قبل سنوات بتوقعاته السياسية، وأطلق عليها الحرب العالمية الثالثة، هي بلا شكّ ما يُقلق تركيا اليوم، كما تُدرك تركيا بأنَّها إن لم تُوقف ضغوطها وسياسات إبادة الشعوب، ولم تُقرّ بالحقوق والحريات في إطار التحول الديمقراطي، فلن تنجو من حالة الحرب، وستعود إليها.
أنَّ خارطة الحل هي دعوة القرن التاريخية للسيد عبد الله أوجلان
كسائر الدول القومية التي تسعى جاهدةً لحماية وجودها، تُناقش الدولة التركية اليوم، لحماية نفسها من هذه الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، سياسات الإبادة الجماعية والإنكار التي انتهجتها ضد الكرد على مدى مئة عام، على مستوى مختلف، وتُجري محادثات ولقاءات مع السيد عبد الله أوجلان، إنَّ خارطة الطريق التي ستضمن بالدرجة الأولى حق الشعب الكردي وجميع الشعوب والمعتقدات المختلفة في الحياة والهوية المشتركة والمتساوية هي تلك الخارطة التي أعلنها السيد عبد الله أوجلان في 27 شباط تحت عنوان "بناء السلام والمجتمع الديمقراطي" ومن واجبنا ومسؤوليتنا، نحن النساء الكرد، أن ندعم هذه الدعوة التاريخية لضمان مطالب وحقوق شعبنا.
مع فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" ستنهي الحرب
نحن النساء نعلم أن النظام الأبوي يقوم على الحرب والعنف، ويعمل هذا النظام على تعزيز نفسه يوماً بعد يوم، إنَّ نضال النساء ضد ظلم هذا النظام واستبداده، بقوتهنَ الكامنة وفلسفة "المرأة، الحياة، الحرية"، كفيل بوقف مجازر الشعوب والحرب والعنف في المجتمع، ويمهد الطريق للسلام.
القرارات المتخذة في الكونفرانس
وفيما يلي القرارات التي نتجت عن مناقشاتنا التي استمرت يومين:
-اتحاد المرأة الكردية: احتياجاته التاريخية والحالية ومقررات مؤتمرنا إنَّ نضال المرأة الكردية في المجالات الوطنية والثقافية والاجتماعية هو ثمرة إرث مقاومة تاريخية والاحتياجات السياسية الحالية، واليوم، يُعدّ تأسيس اتحاد المرأة الكردية أكثر من مجرد خيار، بل مسؤولية تاريخية تقع على عاتق كل امرأة كردية لمواجهة جميع أشكال سياسات الإنكار والإبادة الجماعية والقمع ضد الشعب الكردي، وقد قرر المؤتمر بأنَّ يرتكز هذا الاتحاد على منصة عابرة للحدود، تجمع تجارب نساء الكرد من جميع أنحاء كردستان، وتعزز تنظيمه، وتعيد تقييم بنيته، ليصبح القوة الأكثر ديناميكيةً وتحولاً في بناء الوحدة الوطنية.
- مهمة المرأة في الحفاظ على الثقافة الكردية ونقلها
تقع على عاتق النساء الكرد، حاملات الثقافة الكردية وقوتها الإبداعية والتحويلية، مسؤولية تاريخية تتمثل في نقل هذا الإرث إلى الأجيال الجديدة، ويجب على النساء القيام بدورهنَ كعناصر إبداعية وتحويلية في الثقافة، من الغناء إلى الأزياء الشعبية، ومن الطعام إلى الفولكلور، وقد تشكلت كل جوانب الهوية الكردية بعمل المرأة، وقد قررنا في الكونفرانس بأنَّ نلعب نحن النساء دوراً أكبر في الإنتاج الثقافي، وأن نُحيي منظومات معرفة التقاليد الثقافية والجنسوية، بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل الوحدة الثقافية والفنية، ينبغي إقامة المهرجانات الوطنية (الثقافية والفنية ) سنوياً بشكل منظم في كل جزء من كردستان.
ـــ دور المرأة في الحفاظ على اللغة الكردية وتطويرها
إنَّ بقاء اللغة الكردية وتطورها أساس الهوية الوطنية، وللنساء دور محوري بارز، بدءاً من نقل اللغة داخل الأسرة وصولاً إلى التعليم، ومن الأدب إلى الإنتاج الإعلامي، وقد قرر مؤتمرنا، في هذا السياق، بأن تتولى المرأة مسؤولية نقل اللغة الكردية إلى الأجيال الجديدة، وأن تصبح كل امرأة فاعلة في المبادرات المحلية المتعلقة باللغة الكردية، وأن تجمعها في شبكة، وأن توسع نطاق النضال اللغوي، وأن تقاوم النهج والوعي القائل بأن "اللغة الكردية لغة ناقصة ولا تمتلك معايير علمية "، وأن تصبح أقوى مناصرة لقضية التعليم بلغة الأم وضمان الحفاظ على اللغة الكردية، يجب أن تكون اللغة الكردية لغة التعليم ومكانة للشعب الكردي.
ــــ مكافحة العنف ضد المرأة وسياسات الإبادة الجماعية
إنَّ العنف متعدد الأوجه ضد المرأة الكردية ليس قائماً على النوع الاجتماعي فحسب، بل له أيضاً أبعاد وطنية وطبقية وسياسية، لقد حاصرت سياسات حماية أمن الدولة، والعسكرة، والفقر، والتهجير القسري، والانحلال الثقافي، أجساد النساء الكرد وحياتهنَ، قرر كونفراسنا رفع مستوى الوعي بالحماية الذاتية على المستويين المحلي والوطني ضد هذه الهجمات متعددة الأوجه، وتعزيز شبكات التضامن النسائي، وبناء خط نضالي مشترك، ليس فقط النضال القانوني ، بل يشمل أيضاً النضال الاجتماعي المنظم، الذي يمكن أن يُشكل أساساً قوياً ضد العنف.
ــــ مهمة المرأة في بناء السلام والمجتمع الديمقراطي
أنَّ النساء اللواتي يقدمنَ التضحيات الكبيرة في ظروف الحروب، هنَ أيضاً مؤسِّسات السلام والحياة الديمقراطية، نحن، النساء الكرد، نقول بإنَّه إلى جانب إسكات السلاح، يجب أن تبدأ عملية السلام الكريم والدائم، تُرسى فيها العدالة وتُضمن الحقوق على أساس المواطنة المتساوية، وقد أكد كونفرانسنا بأنَّ من أهم أهدافه أن يكون لهذه المنصة دور فاعل في بناء المجتمع الديمقراطي القائم على منظور نموذج القائد عبد الله أوجلان الديمقراطي والبيئي وحرية المرأة وفي هذا السياق ينبغي تعزيز تضامن النساء على المستوى المحلي والوطني والعالمي.
ــــ البيان الختامي والقرارات
يُعلن مؤتمرنا الثالث عن بداية عصر جديد من خلال جمع الذاكرة الجماعية للنساء الكرد، وتجاربهنَ النضالية، وآمالهنَ في المستقبل، إنَّ الوحدة الوطنية، والنضال من أجل الثقافة واللغة، والدفاع عن الحياة الحرة، وقيادة المرأة في بناء السلام، هي الركائز الأساسية لهذا العصر.
إنَّ قوة وخبرة نضال المرأة الكردية التي أوصلتها إلى هذا المستوى، يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في بناء المجتمع الديمقراطي، فمع المرأة الحرة، ينشأ المجتمع الحر، ومع حرية الثقافة واللغة، تتحقق الهوية الحرة، عاشت وحدة المرأة الكردية عاش نضال المرأة الكردية المشترك "المرأة، الحياة، الحرية".