في بدايات عام 2011 انطلقت شرارة الثورة السورية بإرادة ابناءها السوريين الرافضين للظلم والطغيان، فكانت مجموعات شبابية تصدح بأصواتها في الجامعات والساحات والشوارع والمساجد للمطالبة بإسقاط النظام البعثي وبناء وطن سوري قائم على المواطنة والعدل والمساواة.
ونظراً لتطور الاحداث في سوريا نحوي مرحلة الحرب الاهلية بسبب استخدام النظام السوري البائد استراتيجية التصعيد العسكري ضد الشعب السوري، وتدخل الدول الإقليمية والدولية في الملف السوري اتجهت الاحداث في سوريا الى مرحلة اللاعودة وبدى ان الإبادة مصير فئة من المجتمع السوري لامحالة، وهكذا على مدى أربعة عشرة سنة من الحرب الاهلية دمرت البنية التحتية والاقتصادية وشردت الملايين وقتل مئات الالاف من الشعب السوري، وغيبى عشرات الالاف من السوريين في السجون.
اليوم بعد سقوط النظام البعثي وسيطرت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها على السلطة بدمشق واندثار حكم الأسد، السؤال الذي يطرح نفسه ما هو المستقبل المنشود للشعب السوري في ظل انهيار تام لجميع مقومات الحياة وتدمير البنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية، فهل القوى المتواجدة في سدة السلطة قادرة على بناء نظام سياسي متكامل للنهوض بالشعب وبناء الوطن السوري من خلال تعريف جديد للمواطن السوري المتعدد الثقافات والاثنيات والأديان.
وهنا نحن بحاجة الى تقيم و بحث دقيق في تركيبة و طبيعة جميع الحركات و الفصائل التي تشكلت على مدى أربعة عشرة عام وسعت للسيطرة على نظام الحكم في سوريا من حيث عقائدها و ايدولوجيتها ، لاستشراق توجهاتها المستقبلية في بناء الوطن السوري ، و لنتمكن من معرفة امكانيات تلك الفصائل في ادراكها لحقيقة التنوع المجتمعي السورية وإمكانية وضع برامج لتحديد اطر المساهمة في الحياة السياسية وتحقيق العيش المشترك لجميع مكونات الشعب السوري دون تهميش لأي مكون ، وهل مشاريعها المستقبلية تتوافق مع الحالة الوطنية السورية ام انها عابرة للحدود ، وهنا لا بد معرفة مجموع الكيانات التي شكلت ما يسمى وزارة الدفاع السورية من خلال البحث في مجموع البنى الفكرية والعقائدية لتلك المجموعات ومدى تلائمها في بناء الدولة المدنية السورية ذات نظام ديمقراطي و التي يتشارك في بناءه جميع مكونات الشعب السوري مع الاعتراف بالتنوع الاثني او الديني او القومي ودور المرأة وحماية البيئة وهنا لابد من تسليط الضوء على:
أولا – إن مجموع الحركات والفصائل التي شكلت ما يسمى وزارة الدفاع والتي شاركت في مؤتمر النصر المنعقد في دمشق وهي المخولة في تحديد بنية النظام السوري المستقبلية تتكون من:
- فصائل ما يسمى الجيش الوطني ( الحمزات – السلطان مراد – السلطان عبد الحميد – جيش الشرقية ..... ) المرتبطة بتركيا، ان معظم مقاتليه من السوريين كانت تقاتل لأجندات وأوامر تركية، متبنية أفكار تتجاوز الحالة الوطنية السورية فهي تسعى الى تطبيق الشريعة الاسلامية والحفاظ على الهوية الوطنية التركية ومحاربة كل من يهدد امن تركيا.
- هيئة تحرير الشام : تتكون من مجموعة من الفصائل الجهادية الأجنبية والسورية (انصار الدين بقيادة أبو همام المهاجر – الاوزبك بقيادة أبو محمد الاوزبكي – التركستاني بقيادة أبو يوسف التركستاني – الشيشاني بقيادة أبو حذيفة الشيشاني – احرار الشام – لواء الحق – نور الدين الزنكي ) ان هذه التنظيمات تتبنى مجموع البنى الفكرية والعقائدية للسلفية الجهادية التي يعتبر منظرها في العقيد مجموعة فتاوي و اراء ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في سعيهم لبناء الدولة الإسلامية وهنا لابد من بيان بعض آرائهما في الأفكار التي تكون أسس في بناء النظام و المجتمع الإسلامي كـ:
-- كالغاية من الحكم: تطبيق الشريعة الإسلامية لأنه الحل الأمثل لتحقيق الاستقرار والعدالة على منهج السلف الصالح في التوحيد وطاعة الحاكم المسلم الذي يحكم بالشريعة الإسلامية.
-- الجهاد: الحض على الجهاد في سبيل الله هو واجبًا ديني في القتال ضد القوات المعادية للإسلام (ما يسمى الفتوحات) وقد يشمل ذلك القتال ضد غير المسلمين الذين يمنعون نشر الإسلام أو يعتدون على المسلمين.
-- التوحيد والتنقية: شدد محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية على أهمية التوحيد وتنقية العقيدة من الشرك والبدع، وهذه الأفكار تأثرت بها الجماعات السلفية الجهادية، وقد تأثر الجولاني بالفكر السلفي الجهادي الذي يركز على الجهاد في سبيل الله وتطبيق الشريعة الإسلامية. هذا التأثير واضح في أهداف واستراتيجية جبهة النصرة وبالتالي رفض كل مخالف للسلفية الجهادية.
-- السلفية الجهادية: هي تيار فكري وحركة إسلامية متشددة، تتبنى أفكارًا سلفية تقليدية مع التركيز على الجهاد المسلح. تتميز بالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية واستخدام العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف. السلفية الجهادية لعبت دورًا في العديد من الصراعات الإقليمية وتسهم في تغذية التطرف والإرهاب وهو منهج الفصائل الأجنبية في هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة.
-- الولاء للجماعة: يظهر المقاتلون ولاءً قويًا لجبهة النصرة والجماعات الجهادية الأخرى التي تتبنى نفس الأيديولوجية.
-- البيعة للحاكم: تعني العهد والولاء للزعيم أو الحاكم المسلم الخاضع لمبادئ الشريعة الإسلامية، ويجب أن يكون قائمًا على الرضا والوضوح والحرية، والوهابية تركز على التقيد بالشريعة والحرص على الصدق والعدالة، ولا يمكن نقض البيعة الا شريطة أن يكون الزعيم غير ملتزمًا بالشريعة الإسلامية.
-- الحجاب للمرأة: هو واجب على المرأة المسلمة، حيث أنه وسيلة لتحقيق الستر والاحتشام. يشدد على أهمية الستر والاحتشام في الإسلام، ويرى أن الحجاب وسيلة لتحقيق ذلك. يمكن للمرأة أن تختار تغطية الوجه والكفين أو لا، ولكن يجب عليها أن تكون محتشمة في لباسها وتغطي رأسها.
-- عمل المرأة: يرى ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب أن دور المرأة يجب أن يكون في إطار الشريعة الإسلامية، وأنها يجب أن تحافظ على الحجاب والستر، وأن دورها الأساسي هو تربية الأبناء والعناية بالأسرة، وان الاختلاط بين الرجال والنساء يجب أن يكون محدودًا وفق ضوابط شرعية، وانها لا يمكن الخروج من المنزل الا مع محرم.
-- الانتماء إلى الأمة الإسلامية: يعتبرون أنفسهم جزءًا من الأمة الإسلامية، ويسعون إلى الدفاع عنها ومصالحها، وهذا نهج الحركات الجهادية ضمن الهيئة حيث تتجاوز الحالة الوطنية السورية.
-- الديمقراطية: لم يكن لابن تيمية اي فكرة واضحة عن الديمقراطية الحديثة، ولكن يمكن تطبيق مبادئ العدالة والشورى في الحكم، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحقيق الاستقرار والتنمية في المجتمع. الالتزام بالشريعة الإسلامية يعتبره ابن تيمية أمرًا مهمًا لضمان استقرار المجتمع ونمائه، بينما يرفض أبو محمد الجولاني الديمقراطية كنظام حكم، ويرى أنها تتعارض مع مبادئ الإسلام
-- أهل الذمة: يعتبر ابن تيمية غير المسلمين، أهل ذمة، وهم الأشخاص غير المسلمين الذين يعيشون في ظل الحكم الإسلامي ويدفعون الجزية وهنا ننتقل من الحالة الوطنية السورية الى حالة الامة الإسلامية وتقسيم المجتمع الى مسلمين واهل ذمة (يختلفون عن بعضهم بالحقوق والواجبات)، وطائفة ضالة يستلزم دعوتها الى التوحيد وفي حالة رفض يتم محاربتها.
-- الدعوة إلى الإسلام: يرى ابن تيمية أن الدعوة إلى الإسلام هي واجب ديني، ويشدد على أهمية نشر الإسلام بين غير المسلمين وإعلان الجهاد على كل من يمنع نشر الإسلام.
-- التقية : هي مفهوم إسلامي يشير إلى إخفاء معتقدات الشخص الحقيقية أو مواقفه لتجنب الاضطهاد أو الأذى يرى ابن تيمية أن التقية لا تجوز في الإسلام إلا في حالات محددة، مثل الخوف على النفس أو المال أو العرض ، بينما يرفض محمد بن عبد الوهاب التقية بشكل مطلق، ويرى أن المسلم يجب أن يكون صادقًا في معتقداته ومواقفه، حتى في مواجهة الاضطهاد أو الأذى ، ولكن ابي محمد الجولاني طبق مفهوم التقية سابقا مع داعش والفصائل المتحالفة معه حنى تم التخلص منها او دمجها ضمن جبهة النصرة او الهيئة ، واليوم يتخذ التقية وسيلة بحق جميع المخالفين له ريثما يصل الى مرحلة التمكين في الحكم ودمجهم في دولته الإسلامية اوالقضاء عليهم .
-- السبي: يرى ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب أن السبي يمكن أن يكون حلًا في الحرب، مع الالتزام بالشروط الشرعية والتعامل الرحيم مع الأسرى، حيث يمكن أسر الأعداء وتحويلهم إلى عبيد أو أسرى حرب.
ثانيا – رأي منظري السلفية الجهادية في الطوائف والأديان:
إن بناء أي نظام سياسي لا بد من معرفة كيفية تنظيم العلاقة بين جميع فئات المجتمع أولا ، لأنه يشكل الأساس في تنظيم العلاقات البينية للمجتمع السوري ، فكيف لهيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها التي تتبنى منهج السلفية الجهادية في بناء النظام الإسلامي استنادا على اراء ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في تقييم الطوائف (العلوية النصيرية والدرزية و الإيزيدية والمسيحية والسريانية الاشورية ... الخ ) ان تتجاوز هذه الآراء الفقهية لمحمد بن عبد الوهاب وابن تيمية في هذه الطوائف ، لأنها تعتبر خروج عن الشرع الإسلامي الذي يستلزم الخروج على الخليفة ونقض البيعة وهذه الآراء هي:
- الطائفة العلوية النصيرية: ينتقد ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب النصيرية العلوية بسبب معتقداتهم التي يعتبرونها مخالفة للشريعة الإسلامية ومبدأ التوحيد ويصنفانهم كطائفة ضالة انحرفت عن المنهج الإسلامي الصحيح.
- الطائفة الدرزية: يرى ابن تيمية أن الدرزية طائفة غالية في الدين أي يعتقدون في أمور لا تتوافق مع العقيدة الإسلامية التقليدية مثل (تجسيد الإله وتناسخ الأرواح). وقد انتقد ابن تيمية هذه المعتقدات، معتبرًا إياها مخالفة لمبادئ الإسلام كما اعتبرها طائفة منحرفة عن الإسلام.
- الطائفة الإيزيدية : ينتقد محمد بن عبد الوهاب الدين الإيزيدي بسبب معتقداتهم التي يعتبرها مخالفة للتوحيد، مثل تقديس الشيطان وتأليهه ، و يشدد محمد بن عبد الوهاب على أهمية التوحيد في الإسلام، ويعتبر أن الإيزيديين قد انحرفوا عن هذا المبدأ بسبب معتقداتهم وهم فئة ضالة وبالتالي رفض معتقداتهم أو ممارساتهم .
- الزرادشتية: يرى ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب أن الزرادشتية، مثلها مثل الأديان الأخرى، يجب أن تُقيم على أساس التوحيد الخالص، وينتقدان الممارسات الشركية فيها كعبادة الأوثان والنار والعناصر الطبيعية.
- الاكراد: يرى ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب بأن الأكراد المسلمين مثل غيرهم من المسلمين، يجب أن يُعاملوا بالعدل والرحمة، مع التأكيد على الوحدة الإسلامية والتوحيد، وتجنب الفتن والخلافات بين المسلمين، بما في ذلك الأكراد المسلمين.
- الطائفة المسيحية: ينتقد ابن تيمية المسيحية في بعض الأحيان، خاصة فيما يتعلق بمفهوم التثليث والشرك. ومع ذلك، فهو يحترم عيسى كشخصية دينية مهمة، ويعتبر التوراة والإنجيل كتابين سماويين، وإن كان يعتقد أن النص الأصلي قد تم تحريفه، ان رأي ابن تيمية في المسيحية يعكس وجهة نظر إسلامية تقليدية، حيث يتم التأكيد على التوحيد والاعتراف بأنبياء الله، مع انتقاد الممارسات والاعتقادات التي تعتبر مخالفة للتوحيد.
- السريان الاشوريين: يرى ابن تيمية يرى أن السريان الآشوريين كجماعة دينية غير مسلمة يجب التعامل معهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويشدد على أهمية الدعوة إلى الإسلام بالطرق السلمية، ويعتبر أهل الذمة يجب أن يدفعوا الجزية كجزء من اتفاقية العيش في ظل الحكم الإسلامي.
لن نسترسل في البحث عن نشاط الحركات الجهادية في الساحة الدولية او لفترات تاريخية مضت بل نتابع ما هو ماثل امامنا في سوريا سواء تنظيم داعش او هيئة تحرير الشام مع تغير شكلها زمنيا ، يتبين ان الحركات الجهادية كانت تسعى دائما الى بناء نظام سياسي إسلامي لتطبيق الشريعة الإسلامية ، فمثلا في عام 2014 يتم تشكيل مجلس الشورى المجاهدين (جبهة النصرة وحركة احرار الشام ونور الدين الزنكي ) ، إضافة الى انشاء المحاكم الشرعية ومعاهد تحفيظ القران ولجان دعوية إسلامية.
كما ان حكومة الإنقاذ في ادلب كانت ذات صبغة إسلامية ، كما اننا نعيش حالة فريدة في تاريخ نشأة سوريا منذ كانون الأول من 2024 وذلك من خلال سيطرت فصائل إسلامية راديكالية - تنتهج السلفية الجهادية كعقيدة - على السلطة في دمشق بعد سقوط النظام البعثي ، هذه السلطة الراديكالية اتخذت عدة خطوات لترسيخ سلطتها على جميع مفاصل الحكم في المحافظات السورية وسوريا ، فمؤتمر النصر المنعقد بتاريخ 29/1/2025 الذي يمهد للمرحلة الانتقالية حيث اتخذت فيه عدة قرارات لم يتم الإعلان عن بعضها كإعلان البيعة لأحمد الشرع خليفة للمسلمين في سوريا على منهج النبوة والسلف الصالح ، وكذلك حصر جميع صلاحيات الحكم بيده كونه خليفة المسلمين ، وبالتالي فلا يمكن عزل الخليفة من الحكم الا في حالة خروجه عن تطبيق الشريعة الإسلامية ، وهذا ما أكده الإعلان الدستوري من خلال اعتماد دين الرئيس الإسلام ، وان الشريعة الإسلامية هو المصدر الرئيسي للتشريع وليس كأحد مصادر التشريع .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن منظري الحركات السلفية الجهادية تعتبر تشكيل أي نظام حكم إسلامي لا بد ان تمر في عدة مراحلة للوصول الى الدولة الإسلامي وهي:
- المرحلة الأولى من سيطرتها على الحكم هي مرحلة (الدعوة) نشر الدعوة الإسلامية وتعريف الناس بمبادئ الإسلام
- الثاني (التأسيس) تأسيس الدولة الإسلامية على أسس شرعية وقيم إسلامية.
- الثالثة هي مرحلة (الاستقرار) تحقيق الاستقرار الداخلي والخارجي للدولة الإسلامية.
- المرحلة الأخيرة هي مرحلة (التمكين) تمكين الدولة الإسلامية من خلال تعزيز المؤسسات والهياكل.
وفي المراحل الأولية يمكن تجاوز بعض المخالفات الشرعية (الضرورات تبيح المحظورات) ريثما تتوطد أواصر الخلافة وبعدها يبدا مرحلة التمكين مرحلة تطبيق الشريعة الإسلامية، وهنا لا بد من الإشارة الى ان تحديد المرحلة الانتقالية بخمس سنوات هي للوصول الى مرحلة التمكين للدولة الإسلامية.
وهنا لا بد من لفت الانتباه الى اننا نمر بالمراحل الأولية في بناء النظام الإسلامي في سوريا، فعلى الصعيد الداخلي اتخذت السلطة الحالية عدة إجراءات لتعزيز المؤسسات والهياكل لدولة الخلافة القائمة على تطبيق الشريعة الإسلامية وذلك من خلال:
- تشكيل الهيئات السياسية (مجالس الشورى) في كل المحافظات ضمن مقرات حزب البعث العربي الاشتراكي لتقديم المشورة والرأي والتوجيه والتعينات في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويشرف عليها امراء من هيئة تحرير الشام.
- تشكيل لجان (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) في كل المحافظات وبإشراف امراء من هيئة تحرير الشام ، مهمتها خلق أرضية ثقافية مجتمعية تتلاءم مع مشروعهم في بناء نظام سياسي إسلامي ، كالدعوة الى الإسلام بين جميع مكونات الشعب السوري وتعزيز ما يسمى الأخلاق والقيم الإسلامية في المجتمع السوري ومن نشاطات هذه اللجنة ( منع الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة ونشر ثقافة الحجاب بين النساء – التشجيع على اهتمام المرأة بالمنزل وتربية الأطفال و الحد من عمل المرأة - استهداف الملاهي ومنع الأغاني في المسارح ودور الثقافة - نشر ثقافة حفظ القران بين فئة الشباب والنساء والتحفيز على قبول الفكر السلفي - استهداف الفئة الشابة بالجامعات وفرض الثقافة الإسلامية السلفية عليهم - دعم المساجد بخطباء ذو خلفية سلفية واستهداف الخطباء الصوفيين.
- تهميش جميع الطوائف الرافضة لنشر الفكر الإسلامي السلفي كالعلويين والدروز والمسيحيين والإيزيديين والسريان الاشوريين بالحياة الاجتماعية في سوريا، ومحاولة دمجهم بدعوتهم الى الإسلام او محاربتهم بذريعة الجهاد في سبيل نشر الإسلام وهذا ما شهدناه مؤخرا في كفريا والفوعة في ادلب وفي الساحل السوري واشرفية صحنايا وجرمانا والسويداء وعفرين.
- رفض مشاركة كل من يخالف معتقداتهم السلفية في بناء نظام سياسي ديمقراطي لسوريا لأنها تعتبر مخالفة شرعية لإمامة المسلمين نظرا لان الديمقراطية ليست من الإسلام ومنافي لمبدأ البيعة والخلافة برأي أبو محمد الجولاني.
- السعي لتغيير المناهج الدراسية في جميع سويات الدراسة بما يتوافق مع المنهج الإسلامي السلفي ونشر كتب وبراشورات تتضمن فتاوي لابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في المراكز الثقافة والمساجد والمدارس وساحات الجامعات.
- العمل على تجنيد الأطفال تحت مسمى اشبال الخلافة وتثقيفهم وتدريبهم على الأسلحة.
- تشكيل خلايا عسكرية سرية هدفها تتبع الافراد والجماعات المرتبطة بفلول النظام البائد او المخالفة لنهجهم وعقائدهم ومحاولة تجنيدهم او القضاء عليهم في جميع المحافظات السورية.
- حل الجيش والامن السوري وفصل شريحة كبيرة من الموظفين في عدة قطاعات اقتصادية وسياسية وتعليمية ومن مؤسسات الدولة وتعين أناس من ذوي التوجه الفكر السلفي بدل عنهم كالمرافئ والهجرة والجوازات والمعلمين والجمارك والمعابر الحدودية ومحاولة تشكيل جيش وامن من قادة وعناصر هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها من السوريين والأجانب.
- أمام هذا الواقع الداخلي السوري هناك على الصعيد الدولي سعى من السلطة الانتقالية في دمشق لبناء شبكة علاقات دولية، لتامين الاعتراف الدولي بالسلطة الحالية وقبولها ضمن المجتمع الدولي، ومن ثم فتح الأفق السياسية الدولية امامهما تمهيد لرفع العقوبات الاقتصادية على سوريا وكذلك رفع قادة تحرير الشام والفصائل من لوائح الإرهاب لتبدأ مرحلة اعادة الاعمار في سوريا في ظل نظام سياسي إسلامي.
- وفي هذا البحث لم اتطرق الى الجانب الاخر من المجتمع السوري سواء كانت الحركات المدنية والديمقراطية او التيارات الاثنية او حركات المرأة او القوى العسكرية والسياسية التي تسعى الى بناء نظام سياسي ديمقراطي بيئي لا مركزي يعتمد على التنوع ودور المرأة في الحياة كنها ليست بصددها الان
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه:
أمام هذا المشهد المعقد وبقيادة قادة هيئة تحرير الشام للمرحلة الانتقالية هل يمكن بناء نظام سياسي إسلامي ام مدني وهل تستطيع القوى الوطنية الديمقراطية السورية والمجتمع الدولي قادرة على فرض مبادئها الوطنية والدولية في مجال الحقوق والحريات والسيادة وبناء الوطن السوري لجميع السوريين.
---------------
المراجع :
- كتب محمد بن عبد الوهاب
- كتب ابن تيمية
فضاءات الفكر