أثارت تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرز خلال مشاركته في مؤتمر المناخ بمدينة بيليم شمال البرازيل جدلًا واسعًا مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وعدد من مسؤولي البلاد، بعد انتقاد ميرز لظروف المدينة الحارة والرطبة، وفقًا لما ذكرته شبكة "دويتش فيله".
وكان ميرز قد عاد إلى برلين بعد مشاركته في المؤتمر وقد أبدى عدم ارتياحه للمدينة التي من المتوقع أن تستضيف محادثات الأمم المتحدة للمناخ هذا العام. وقال في تصريحات للصحفيين: "سألت مرافقيّ من الصحفيين: من منكم يرغب في البقاء هنا؟ لم يرفع أحد يده"، مضيفًا أن الجميع كانوا سعداء بالعودة إلى ألمانيا. واعتبر البعض أن ميرز كان يحاول مقارنة ألمانيا إيجابيًا بقوله: "نعيش في واحدة من أجمل بلدان العالم".
وفي المقابل، رد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ساخرًا بأن ميرز كان جديرًا بأن يستمتع بوقته أكثر في بيليم بدلًا من الانتقادات، مضيفًا أنه كان عليه أن يخرج إلى مطاعم المدينة ويجرب مأكولاتها التقليدية ليدرك جودة الحياة فيها.
كما انتقد حاكم ولاية بارا، هيلدر باربالو، تصريحات ميرز ووصفها بأنها "متحيزة"، لافتًا إلى أن من المدهش أن يتفاجأ من ساهموا تاريخيًا في ظاهرة الاحتباس الحراري بدرجات الحرارة في الأمازون. بدوره، وصف رئيس بلدية بيليم إيجور نورماندو تصريحات المستشار الألماني بأنها "غطرسة"، مؤكدًا أن زوار المدينة عادة ما يُبدون إعجابهم بها.
من جهته، سعى المتحدث باسم ميرز إلى تهدئة الجدل، موضحًا أن ضيق الوقت منع المستشار من الاستمتاع بالمنطقة بشكل كافٍ، مؤكدًا تقديره للجهود المبذولة لاستضافة حدث دولي بهذا الحجم في المدينة. كما أشاد وزير البيئة الألماني كارستن شنايدر خلال المؤتمر بكرم ضيافة الشعب البرازيلي.
وكان اختيار بيليم لاستضافة المؤتمر الدولي قد أثار نقاشًا داخل البرازيل بالنظر إلى أنها مدينة صغيرة نسبيًا يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة وتعاني تحديات في البنية التحتية، رغم مساعي لولا للتأكيد على أن عقد المؤتمر في منطقة الأمازون يتيح للمشاركين التعرف مباشرة على البيئة التي تشكل محور النقاش المناخي العالمي. وفي ظل هذه التحديات، يرى سكان المدينة أن بيليم رغم مشكلاتها الحضرية أصبحت وجهة سياحية متنامية بفضل تراثها الاستعماري وأسواقها المفتوحة ومطاعمها ذات الأطباق المحلية الفريدة.