أكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، اليوم السبت، أن واشنطن تعمل مع شركائها الدوليين لزيادة الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان، بهدف دفعها إلى محادثات تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وشدد المسؤول، على أن الحل العسكري غير قابل للتحقق، وأن السلام هو الخيار الوحيد المطروح.
وأوضح المسؤول الأميركي أن الرئيس دونالد ترامب "يريد السلام في السودان"، مشيراً إلى أن كلاً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يقدما حتى الآن أي إشارات تدل على استعداد فعلي للانخراط في عملية سلام حقيقية.
وأضاف أن واشنطن بصدد تعزيز التنسيق مع المجتمع الدولي لفرض ضغوط إضافية على أطراف الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.
وفي المقابل، جدّد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، رفضه القاطع لأي مفاوضات مع من وصفهم بـ"المتمردين".
وأكد أن الحرب لن تتوقف إلا بانتهاء التمرد بشكل كامل، معلناً التعبئة العامة وداعياً كل القادرين على حمل السلاح للانضمام إلى الجيش.
وفي سياق دولي متصل، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً جديداً بشأن الوضع في السودان، أدان فيه الانتهاكات المرتكبة من جميع أطراف النزاع منذ اندلاع الحرب. وأكد القرار أن ما يجري في السودان يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن الانتهاكات تشمل استهداف المدنيين وارتكاب أعمال عنف واسعة النطاق تستدعي تحركاً دولياً عاجلاً.
خلال زيارة ميدانية إلى منطقة السريحة بولاية الجزيرة، قال البرهان إن الجيش مصمم على القضاء على قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن السودانيين دفعوا ثمناً باهظاً للحرب.
واتهم قوات الدعم السريع بالنهب والقتل، مؤكداً أن السكان يهربون من مناطق سيطرتها إلى مناطق الجيش. وشدد على أنه لا تفاوض ولا سلام قبل أن تضع قوات الدعم السريع سلاحها وتُجمع في مواقع محددة.
وأعاد البرهان التذكير بمجزرة السريحة في أكتوبر 2024 التي قُتل فيها 124 مدنياً، محمّلاً الدعم السريع المسؤولية عنها، ومعتبراً أن هذه الحوادث تكشف طبيعة "التمرد" وخطورته. وأكد أن أي مسار للحوار يجب أن يبدأ بـ"إنهاء التمرد بالكامل".
وفي الرابع من نوفمبر الجاري، أعلن الجيش السوداني استمرار عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع، عقب اجتماع لمجلس الأمن والدفاع بحث المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية.
وأكد الجيش أن أي هدنة ستكون بلا قيمة إذا لم تلتزم بها جميع الأطراف.
من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي قبولها هدنة إنسانية مقترحة من الآلية الرباعية الدولية، لكنها لم تلتزم بها، حيث واصلت الهجوم على الفرقة 22 في بابنوسة—آخر معقل للجيش في ولاية غرب كردفان.
كما شنّت هجمات بطائرات مسيّرة على مدن خاضعة لسيطرة الجيش، بينها الخرطوم وعطبرة والدمازين وسنار وكوستي، ما أدى إلى تصاعد التوترات واستمرار الاشتباكات المسلحة بين الطرفين.