بث تجريبي

بعد قرار مجلس الأمن..“جوجل” تعتمد الصحراء جزءًا من المغرب

في خطوة لافتة تعكس الاعتراف المتنامي بمغربية الصحراء، قامت شركة "جوجل" العالمية بتحديث خرائطها الرقمية لتُظهر الصحراء المغربية كجزء لا يتجزأ من أراضي المملكة، في تغيير واضح يعكس التحولات الجيوسياسية الأخيرة ودعمًا متزايدًا للموقف المغربي.

وجاء هذا التحديث بعد أيام قليلة من تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار تاريخي صادق عليه 11 عضوًا، يؤكد دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يقدّمه المغرب كحل واقعي ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

ويرى مراقبون أن هذا التغيير من جانب "جوجل" يمثل انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا للمغرب، ويُظهر مدى ترسّخ روايته في الأوساط الدولية والمؤسسات التقنية الكبرى، في وقت تواصل فيه المملكة حشد التأييد الدولي لمبادرتها التي حظيت بدعم متزايد من قوى إقليمية وعالمية.

انتصار دبلوماسي ينعكس رقمياً

التعديل الجديد على تطبيق “جوجل للخرائط” أزال الخطوط الوهمية التي كانت تفصل أقاليم الصحراء المغربية عن باقي مناطق البلاد، لتظهر خريطة المغرب الآن موحّدة في شكلها الجغرافي الكامل، وهو ما اعتبره المتابعون رسالة رمزية قوية تؤكد أن الواقع الرقمي بات يواكب الحقائق السياسية على الأرض.

ويؤكد هذا التوجه أن الشركات العالمية لم تعد بمنأى عن التطورات الدبلوماسية والقانونية التي تشهدها المنطقة، خاصة بعد أن أصبحت مبادرة الحكم الذاتي المغربية تحظى باعتراف متزايد من الدول والمنظمات الدولية.

دلالات التوقيت والتحول

يأتي تحديث "جوجل" في توقيت حساس، بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية خلال الأعوام الأخيرة، بدءًا من فتح قنصليات عربية وإفريقية في العيون والداخلة، وصولًا إلى دعم متصاعد في المحافل الدولية للموقف المغربي.

ويرى خبراء أن هذه الخطوة تعزز صورة المغرب كشريك موثوق ومستقر في المنطقة، كما تعكس التزام “جوجل” بتقديم معلومات دقيقة وواقعية لمستخدميها حول العالم، بعيدًا عن التجاذبات السياسية التقليدية.

انعكاسات اقتصادية وتقنية

من المتوقع أن ينعكس هذا التطور إيجابًا على علاقات المغرب مع الشركات العالمية العاملة في مجالات التكنولوجيا والاتصال، خاصة أن “غوغل” تُعد من أبرز منصات المعلومات التي تؤثر في تشكيل الوعي الجغرافي والسياسي لدى مئات الملايين من المستخدمين.

كما يُتوقع أن يُعزز هذا التحديث ثقة المستثمرين الدوليين في البيئة المستقرة التي توفرها المملكة، خصوصًا في أقاليمها الجنوبية التي تشهد مشاريع تنموية كبرى في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية.

مسار طويل لترسيخ مغربية الصحراء

قضية الصحراء المغربية تمثل إحدى أولويات السياسة الخارجية للمملكة منذ عقود، وقد تبنت الرباط منذ عام 2007 مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل واقعي يحظى بتقدير واسع من المجتمع الدولي.

وخلال السنوات الأخيرة، سجّلت الدبلوماسية المغربية سلسلة انتصارات متتالية، كان أبرزها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء عام 2020، وافتتاح العديد من الدول قنصليات في الأقاليم الجنوبية، لتؤكد أن المسار الدولي يسير بثبات نحو تثبيت مغربية الصحراء.

قد يهمك