بث تجريبي

بعد قمة الدوحة.. مصير غامض للقوة الدولية في غزة

يشهد قطاع غزة، منذ سنوات، أزمات أمنية وإنسانية متكررة نتيجة النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي والحروب المتلاحقة، ما دفع المجتمع الدولي للبحث عن حلول لتحقيق الاستقرار ومراقبة وقف إطلاق النار، في هذا السياق، تتصدر فكرة إنشاء قوة دولية في غزة اهتمامات الولايات المتحدة وعدد من الدول المشاركة.

غموض حول خطة ترامب لقوة غزة

تواجه خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الرامية إلى إنشاء قوة دولية في غزة، تحديات كبيرة. فالقمة التي عقدتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في الدوحة، الأربعاء، أظهرت أن تفاصيل القوة الدولية لا تزال غير واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بولايتها ومناطق انتشارها وقواعد الاشتباك.

وأوضحت مصادر دبلوماسية غربية أن واشنطن تسعى للحصول على التزامات من الدول المشاركة، بينما استُبعدت إسرائيل كليًا من المحادثات، ما يرفع تساؤلات حول إمكانية التنسيق مع القوات الإسرائيلية في الميدان.

قمة الدوحة ومشاركة 45 دولة

شهدت قمة الدوحة حضور ممثلين عن نحو 45 دولة لمناقشة إنشاء القوة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة. وعُقد الاجتماع مغلقًا، مع عرض الولايات المتحدة لخططها الأولية، ودعوة الدول لتحديد مساهماتها المحتملة سواء عبر قوات ميدانية، تمويل، أو تدريب. ومن المقرر عقد اجتماع آخر في يناير لمتابعة التقدم.

هيكل القوة الدولية في غزة لا يزال غير واضح

أكد دبلوماسيون غربيون أن هيكل القوة الدولية في غزة لم يُحدد بعد، وأن واشنطن تقيم مدى استعداد الدول للمشاركة دون تحديد الأدوار النهائية.

اقترح الاتحاد الأوروبي توسيع برامج التدريب الحالية للشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتشمل أفرادًا قد يُنشرون في غزة مستقبلًا.

وتجري الولايات المتحدة مناقشات مع دول مثل إندونيسيا، أذربيجان، باكستان، وبنغلاديش، بينما أبدت إيطاليا اهتمامًا يتركز على التدريب بدل نشر القوات، خصوصًا عبر دورها في معبر رفح.

تحديات ونقاط حساسة

تُظهر محادثات واشنطن مع 15 إلى 20 دولة، أن بعض الدول تشعر بقلق من خطر وقوع اشتباكات مباشرة مع مسلحين في غزة أو مع القوات الإسرائيلية. ولم تُحدد بعد قواعد الاشتباك أو توجيهات التسليح ومواقع الانتشار.

تركيا لم تُدعَ إلى الاجتماع بسبب اعتراضات إسرائيلية، إلا أن المسؤولين الأميركيين لم يستبعدوا مشاركتها مستقبلًا، مع وجود تقارير عن ضغوط تركية على دول أخرى لعدم المشاركة.

الجدول الزمني والتوقعات

من المتوقع أن تبدأ القوة الدولية في التشكل يناير المقبل، مع تدريب محتمل في دولة ثالثة بالمنطقة، قبل الانتشار الأولي في منطقة رفح داخل ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الذي تحدده إسرائيل وتسيطر عليه قواتها.

تأمل واشنطن في تعيين جنرال أميركي، ويُعد الجنرال جاسبر جيفرز، الذي أشرف سابقًا على فريق مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان، أبرز المرشحين لقيادة القوة.

وأكد دبلوماسي غربي أن العملية ستكون تدريجية: "نأمل الانتقال إلى المرحلة الثانية قريبًا، لكن قد لا تكون هناك نقطة بداية واضحة، الجدول الزمني بيد الولايات المتحدة".

 

قد يهمك