وجّه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نداءً باللغة الإنجليزية إلى الإدارة الأمريكية قائلاً: "لا لحرب مجنونة، أرجوكم".
وجاءت تصريحات مادورو خلال اجتماع مع نقابات مؤيدة له في العاصمة كراكاس، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا.
وقال مادورو في خطابه: "نعم للسلام، نعم للسلام إلى الأبد، لا لحرب مجنونة، أرجوكم". وأكد أن بلاده تسعى إلى تجنب أي صدام عسكري مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن الشعب الفنزويلي يريد "العيش بكرامة دون تهديدات خارجية".
تزامن تصريح مادورو مع تصاعد الحشد العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
فقد نشرت الولايات المتحدة عدداً من الطائرات والسفن الحربية قرب السواحل الفنزويلية، ضمن ما تصفه بجهود "مكافحة المخدرات"، دون تقديم أدلة على أن الأهداف التي تم استهدافها وتشمل ثمانية قوارب وغواصة – مرتبطة فعلاً بالتهريب.
وأظهرت بيانات الطيران أن قاذفة أمريكية من طراز B-1B حلقت فوق المنطقة الساحلية لفنزويلا، في استعراض جديد للقوة هو الثاني خلال أسبوع واحد. كما أعلنت ترينيداد وتوباغو أن سفينة حربية أمريكية ستجري مناورات عسكرية مشتركة قرب مياه فنزويلا الإقليمية.
رداً على التصعيد الأمريكي، أكد مادورو أن الجيش الفنزويلي على أهبة الاستعداد لحماية البلاد، مشيراً إلى أن فنزويلا تمتلك أكثر من خمسة آلاف صاروخ روسي ضمن منظومتها الدفاعية. وقال إن بلاده "لا تسعى إلى الحرب، لكنها لن تسمح بانتهاك سيادتها".
وأضاف أن أي محاولة لفرض "تغيير بالقوة" ستواجه برد قوي من الجيش الفنزويلي وميليشيات الحرس البوليفاري، التي كثّفت تدريباتها خلال الأسابيع الأخيرة استعداداً لأي مواجهة محتملة.
تأتي هذه التطورات وسط توتر متصاعد بين الولايات المتحدة وفنزويلا منذ عام 2019، حين أعلنت واشنطن عدم اعترافها بشرعية مادورو ودعمها للمعارضة بقيادة خوان غوايدو.
ومنذ ذلك الحين، فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات اقتصادية صارمة على كاراكاس، استهدفت قطاع النفط الحيوي وعشرات المسؤولين المقربين من الرئيس نيكولاس مادورو.
ويرى مراقبون أن التصريحات الأخيرة لـ ترامب بشأن العمليات السرية تمثل تصعيداً جديداً قد يدفع المنطقة نحو مواجهة عسكرية مفتوحة، خاصة في ظل استمرار الخطاب الحاد من الجانبين.