أدلت السياسية الكردية هيلين أوميت،عضوة حركة حرية كردستان، بتصريحات مهمة لقناة مديا خبر (Medya Haber TV) حول مسألة حلّ القضية الكردية والنقاشات اليومية في السياسة التركية، مؤكدةً أن الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان تمثّل المدخل الأساس لتحقيق الديمقراطية والسلام في تركيا والمنطقة.
تحية للقائد آبو وتحويل إمرالي إلى "جزيرة الأمل"
استهلت أوميت حديثها بتحية القائد عبدالله أوجلان، قائلة:
"أحيّي القائد آبو الذي حوّل جزيرة إمرالي، التي كانت من المفترض أن تكون مركزاً للإبادة، إلى جزيرةٍ للسلام والمجتمع الديمقراطي والأمل."
وأشارت إلى أن الوعي التاريخي في تركيا "ضعيف للغاية"، مما يعوق النضال من أجل الديمقراطية والحرية، بينما لدى المجتمع الكردي وعيٌ متجذرٌ نابع من مقاومته للمؤامرة الدولية في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر).
المؤامرة الدولية: مرحلة من هجوم الرأسمالية على الشرق الأوسط
أوضحت أوميت أن مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 جاءت في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، وكانت جزءاً من "خطة كبرى لهجوم الرأسمالية على الشرق الأوسط".
وقالت إن الهدف الأساسي منها كان إشعال حرب تركية كردية طويلة الأمد لفرض الهيمنة الغربية على المنطقة، مشيرة إلى أن تركيا لعبت دور "الحارس" في هذه المؤامرة الدولية التي قادتها واشنطن ولندن وتل أبيب.
أوجلان منع الحرب وسعى لسلامٍ تركي–كردي
أكّدت أوميت أن القائد أوجلان، ومنذ 27 عاماً، بذل جهوداً جبارة لإفشال أهداف المؤامرة الدولية، مضيفة:
"عمل القائد آبو على منع اندلاع الحرب التركية الكردية التاريخية، وسعى لتحديث تركيا على أساس جمهورية ديمقراطية، وبناء سلامٍ كردي–تركي يخدم شعوب المنطقة."
لكنها أشارت إلى أن عقبات كثيرة لا تزال تحول دون تحقيق هذه الرؤية بسبب "العقلية الأيديولوجية الرافضة في أنقرة".
حول التطورات في روج آفا وسوريا: لا لحلٍّ على حساب الكرد
تطرقت أوميت إلى التطورات الأخيرة في شمال وشرق سوريا، مؤكدةً رفضها لأي عملية سياسية "تسعى لجعل الكرد بلا حماية".
وأشادت بتصريحات قادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، مشيرة إلى أن دمج القوى العسكرية في سوريا يجب أن يتم ضمن إطار وطني شامل، لا على حساب نزع سلاح الكرد، بل على أساس "بناء حياة مشتركة وديمقراطية".
الإسلام السياسي والفاشية القومية
انتقدت أوميت النهج القومي الأحادي في تركيا والمنطقة، معتبرة أن فرض الهوية الواحدة ينتج الفاشية، وقالت:
"ما يُسمّى بالإسلام السياسي هو فاشيةٌ تُمارَس باسم الإسلام ضد قيمه الحقيقية. الإسلام الثقافي الديمقراطي يجب أن يُحمى ويُفهم بشكل صحيح."
وأضافت أن الإمبراطورية العثمانية استطاعت أن تحكم لقرون لأنها لم تفرض هوية واحدة، بينما الدولة القومية الحديثة خلقت صراعات مستمرة مع مكونات المنطقة كافة.
حرية أوجلان هي حرية تركيا والمنطقة
شددت أوميت على أن الحرية الجسدية لأوجلان تمثل شرطاً لتحرر تركيا من هيمنة النظام الدولي، قائلة:
"إن المطالبة بحرية القائد آبو تعني المطالبة بحرية تركيا نفسها، وتمكين شعوب المنطقة من مواجهة الهيمنة الرأسمالية الغربية."
وأكدت أن النظام السائد في إمرالي هو عقبة أمام تحقيق السلام والديمقراطية في تركيا.
الشبيبة والمرأة في طليعة النضال الديمقراطي
أشادت أوميت بالحراك الجماهيري الأخير الذي قادته حركة الشبيبة والمرأة في تركيا وكردستان، معتبرةً أن تظاهراتهم "كانت ناجحة ومعبرة عن روح المقاومة".
وقالت إن المطالبة بالحرية الجسدية لأوجلان ليست تهديداً لأي عملية سياسية، بل "جوهرها الحقيقي"، مشددة على أن حرية التعبير والتنظيم هي أساس أي ديمقراطية حقيقية.
الحرية الجسدية للقائد آبو ليست مطلباً كردياً فقط
أوضحت أوميت أن نضال أوجلان لا يخص الشعب الكردي وحده، بل "كل الشعوب والفئات المظلومة في تركيا"، من العمال والفلاحين إلى النساء والشباب.
وأكدت أن استمرار اعتقاله يعني استمرار القمع ضد كل فئات المجتمع التركي، مضيفة:
"إنه قائد الحداثة الديمقراطية، وحرية جسده هي مفتاح الحرية لكل شعوب المنطقة."
نحو حداثة ديمقراطية شاملة
في ختام حديثها، دعت هيلين أوميت إلى تبنّي مشروع الحداثة الديمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان، قائلة إن هذا المشروع هو "بديل واقعي عن أنظمة الدولة القومية والسلطة الأبوية"، لأنه يقوم على تحرر المرأة، وحماية البيئة، والمجتمع التشاركي.
الختام:
أكدت أوميت أن تحقيق السلام في تركيا والمنطقة لن يتم إلا عبر رفع العزلة عن القائد أوجلان وضمان حريته الجسدية، معتبرة أن هذه الخطوة ستكون "البداية الحقيقية لعصرٍ جديد من الحرية والديمقراطية لجميع شعوب الشرق الأوسط".