وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر باعتقال 70 مستوطنًا يُشتبه بضلوعهم في أعمال عنف داخل الضفة الغربية، وفق ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية.
كما أصدر تعليماته بإخلاء 14 بؤرة استيطانية تُصنَّف كمراكز لنشاط ما يُعرف بـ"الإرهاب اليهودي"، في خطوة نادرة تعكس ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة على الحكومة.
تأتي هذه الخطوات في إطار محاولة الحكومة الإسرائيلية احتواء انتقادات دولية متصاعدة بشأن تصاعد عنف المستوطنين، في وقت تواجه فيه تل أبيب ضغوطًا أمريكية وأوروبية للحد من التوسع الاستيطاني وضبط الجماعات المتطرفة في الضفة الغربية.
وفي سياق آخر، تشهد أروقة جهاز الموساد حالة من التوتر الداخلي الحاد، وسط توقعات بحدوث موجة استقالات، عقب قرار نتنياهو تعيين سكرتيره العسكري اللواء رومان جوفمان رئيسًا جديدًا للجهاز الاستخباراتي الأعلى حساسية في إسرائيل.
نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في الموساد قولهم إن جوفمان "يفتقر إلى الخبرة الاستخباراتية العميقة" اللازمة لقيادة الجهاز، مؤكدين أن اندماجه الكامل في المنصب قد يستغرق عامًا أو عامين، ما يزيد من مخاوف العاملين بشأن مستقبل الجهاز في ظل تحديات إقليمية متصاعدة.
وتشير التقديرات إلى أن قرار نتنياهو أثار غضب عناصر الجهاز، خصوصًا بعدما قدم الرئيس الحالي للموساد، دافيد برنياع، قائمة تضم مرشحين من داخل المؤسسة يتمتعون بخبرة واسعة، لكن رئيس الوزراء تجاهلهم في اختياره لجوفمان.
ورغم الجدل المتصاعد، أعلن مكتب رئيس الحكومة أن نتنياهو اتخذ قراره بعد سلسلة مقابلات شملت جميع المرشحين، موضّحًا أن اللواء جوفمان سيخلف برنياع الذي تنتهي ولايته في يونيو 2026. ومن المقرر عرض التعيين اليوم على اللجنة الاستشارية للمناصب الرفيعة للمصادقة عليه.
يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو انتقادات داخلية بشأن طريقة إدارة الملفات الأمنية والاستخباراتية، إضافة إلى ضغط دولي متزايد بشأن سلوك المستوطنين في الضفة الغربية، ما يضع رئيس الوزراء أمام توازنات معقدة بين التحالفات السياسية ومتطلبات الأمن.
