بث تجريبي

د. جيهان جادو تكتب: عهد جديد من الشراكة العميقة بين مصر والاتحاد الأوروبي

يترقب العالم لقاء القمة المنعقد ببروكسل يوم الأربعاء المقبل بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، وبين دول الاتحاد الأوروبي في مقر المفوضية الأوروبية.

وفي حقيقة الأمر، هذه القمة ليست فقط لقاءً على مستوى الجانبين، لكنها توطيد حقيقي لتعاون الاتحاد الأوروبي مع مصر في ظل الظروف الحالية على كافة الأصعدة. ويتطلع الاتحاد الأوروبي لهذه القمة منذ أن وقعت مصر الشراكة الاستراتيجية بينها وبين دول الاتحاد الأوروبي في مارس 2024، والتي ستستمر حتى 2027.

الهدف من القمة هو تعزيز الشراكة بين الجانبين على المستويات السياسية والاقتصادية، وتعميق التعاون في مجالات مثل التجارة، والاستثمارات، والأمن، والهجرة، والتنمية المستدامة.

وفي حقيقة الأمر، إن هذا اللقاء الهام بين مصر وممثلي المفوضية الأوروبية هو أكثر من حيوي وهام، وله أبعاد استراتيجية عميقة جداً على كافة المستويات. فعلى سبيل المثال، لو أخذنا الجانب الاقتصادي، فإن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لمصر، حيث تمثل التجارة مع أوروبا أكثر من 30٪ من إجمالي تجارة مصر الخارجية، بالإضافة إلى أن القمة ستركز على جذب استثمارات جديدة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، ومن المنتظر أن تشمل برامج دعم اقتصادي وهيكلي لمصر عبر البنك الأوروبي للاستثمار، مما يعود بالنفع على مصر اقتصادياً وسياحياً وتجارياً.

أما على المستوى السياسي، فأصبحت مصر الآن هي البؤرة الاستراتيجية للعالم والمنصة السلمية لما قامت به من دور حيوي في القضية الفلسطينية ودفع عجلة السلام في الشرق الأوسط.

لذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يعتبر مصر عنصر استقرار أساسي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى وقوف الجانب الأوروبي إلى جانب مصر لدعم جهودها في وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق عملية سلام شاملة، وأيضاً في الخطة المستقبلية لإعمار غزة.

كل هذه الأمور تجعلنا نثق بأن مصر أصبحت في بؤرة اهتمام العالم، بل في مقدمة الدول التي لا يجب الاستغناء عنها مطلقاً كما كانت من قبل. لكن تحركات مصر في المرحلة الأخيرة ثابتة، وجهود الدبلوماسية المصرية ورجالها الشرفاء تحت قيادة حكيمة تجمع بين الرزانة والثقة وحب الوطن، كلها معطيات تجعل مصر في الصدارة.

لنستطيع القول إن قمة بروكسل القادمة هي عهد جديد من الشراكة العميقة بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي.

قد يهمك