بث تجريبي

قمة شرم الشيخ للسلام.. أمل في مرحلة جديدة من الاستقرار والتفاهم الإقليمي

تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة واحدة من أهم القمم الدولية في السنوات الأخيرة، وهي “قمة شرم الشيخ للسلام” التي تُعقد برئاسةٍ مشتركةٍ بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة من الشرق الأوسط والعالم. وتهدف القمة إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق مسارٍ سياسي شامل لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

تعكس القمة التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تقودها القاهرة لإحياء مسار السلام، وفتح صفحة جديدة من الحوار الإقليمي بعد سنواتٍ من التوتر. وتأتي الدعوة المصرية في وقتٍ تشهد فيه المنطقة لحظة تاريخية عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي أُبرم برعايةٍ أمريكية ومصرية في مدينة شرم الشيخ.

ومن المقرر أن تنطلق أعمال القمة غدًا الاثنين، بمشاركة واسعة تشمل الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، السعودية، قطر، تركيا، الإمارات، الكويت، البحرين، إيران، الهند، اليابان، وباكستان، إضافة إلى حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وعددٍ من قادة الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية.

وتركز القمة على ثلاثة محاور رئيسية: ترسيخ الهدنة في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإطلاق مفاوضات سلام جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى جانب مناقشة آليات إعادة الإعمار ووضع آلية مراقبة دولية لتنفيذ الاتفاق.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات له قبل مغادرته واشنطن، أن قمة شرم الشيخ تمثل “انطلاقة جديدة نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا”، مشيرًا إلى أن الاتفاق الذي تم توقيعه في شرم الشيخ “يؤسس لمرحلة جديدة من البناء والسلام الدائم”، ويضع الأساس لإعمار قطاع غزة. كما شدّد على أن بلاده تعمل لضمان صمود الهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم.

من جانبه، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك في القمة لدعم خطة السلام الأمريكية، مؤكداً التزام باريس بحل الدولتين وضرورة بناء رؤية شاملة تضمن أمن الفلسطينيين والإسرائيليين معًا. أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فأكد أن حضوره القمة يأتي “تأكيدًا على دعم الجهود الدولية لإنهاء دوامة العنف وتمهيد الطريق لحل سياسي دائم”.

ويُنتظر أن تخرج القمة ببيان ختامي يكرس اتفاق شرم الشيخ للسلام كمرجعية جديدة للحوار الفلسطيني-الإسرائيلي، ويؤسس لشراكة دولية في إعادة إعمار غزة، ويطلق آلية تنسيق أمنية وإنسانية تشرف عليها الأمم المتحدة.

تحظى القمة باهتمام عالمي غير مسبوق، إذ تراها الأوساط السياسية لحظة مفصلية لإعادة صياغة توازنات المنطقة، وبداية مرحلة من السلام المستدام والتنمية المشتركة، تقودها مصر من موقعها التاريخي كركيزةٍ أساسيةٍ للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

قد يهمك