تناول الكاتب السوداني محمد عثمان إبراهيم في مقاله “برهان وكباشي وعلاء – فك الارتباط وعقدة الورق” مفهوم السلطة من زاوية غير تقليدية، مبرزاً أن القوة الحقيقية لا تكمن في عدد الدبابات أو الطائرات، بل في القدرة على إدارة الزمن واتخاذ القرار في لحظة فارقة.
رفض الكاتب الاستشهاد بالأمثلة العربية رغم وفرتها، مفضلاً التذكير بتجربة الرئيس المعزول عمر البشير، الذي تمكن عبر التكرار والممارسة من إطالة عمر نظامه رغم افتقاره للبراعة السياسية.
وأوضح أن البشير ارتكب خطأً قاتلاً حين سلّم صلاح قوش مفاصل الأمن، ما أدى إلى سقوط حكمه.
استحضر الكاتب قصة راسبوتين مع العائلة القيصرية الروسية، موضحاً أن التأخر في التخلص منه كلفهم الحكم بعد عامين فقط. ورأى أن هذا المثال يعكس أهمية التوقيت في اتخاذ القرار السياسي.
قدّم الكاتب صورة رمزية للسلطة من خلال قصة الجنرال الذي لم يعرف باسمه، بل بلقبه فقط، مبيناً أن فارق الثواني بين قرار معاونِه رودريغو دي أغويلار وتنفيذه قلب المعادلة، ليكون الانتصار للجنرال.
كشف الكاتب عن خلافات بين رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق شمس الدين كباشي، معتبراً أنها تمس الدولة ومؤسساتها.
وانتقد الانقسام الذي أضاع فرصة تاريخية لمشاركة عادلة لسلطنة دارفور في الحكم، مؤكداً أن الاختيار الخاطئ للشخصية أضعف البنية السياسية.
أشار الكاتب إلى أن صعود أبناء جبال النوبة إلى منصب نائب القائد العام يمثل مكسباً وطنياً، محذراً من أن خسارته بسبب لعبة التوقيت ستعيد البلاد إلى الوراء نصف قرن، وتهدد الوحدة الوطنية.
روى الكاتب استقبال كباشي في كردفان الكبير وهو يقف في سيارة مكشوفة وسط الجماهير، موضحاً أن هذا المشهد عزز صورته كزعيم أول، لكنه قد يعجّل بخسارة الجميع إذا تسارع إيقاع الثواني.
أبرز الكاتب تذمر كباشي من طريقة إدارة البرهان لملفات الدولة عبر متعاقدين شخصيين، مع اتهامه في قضايا فساد رغم غياب القنوات المؤسسية لتوزيع المهام. وربط ذلك بحادثة المنامة التي أظهرت ضعف أدواته الإعلامية.
تساءل الكاتب عن طبيعة لقاء كباشي مع عبدالرحيم دقلو في البحرين، معتبراً أن التساؤل يعكس خللاً في آليات اتخاذ القرار داخل المؤسسة العسكرية والسياسية.
أكد الكاتب أن المقدم أمن علاء الدين محمد عثمان تغوّل على سلطات كباشي، فأصبح مسؤولاً عن ملفات سياسية حساسة، بينما تراجع نشاط آخرين مثل الفريق ياسر العطا.
أوضح الكاتب أن كباشي طالب البرهان بإبعاد علاء الدين عن ملف الاتصال السياسي مع قوى حزبية ودول إقليمية، مستخدماً عبارة "فك الارتباط" التي تثير حساسية لدى البرهان وحلفائه.
أعلن الكاتب أن البرهان رد على الاحتجاجات بتعيين علاء الدين مستشاراً خاصاً لرئيس مجلس السيادة، مانحاً إياه حصانة وصلاحيات جديدة، بما في ذلك ملف السعودية.
أشار الكاتب إلى أن علاء الدين طالب فوراً بمكتب مستقل، وراتب مساوٍ لزملائه، وسيارة جديدة، ونثرية شهرية ضخمة، مبرراً ذلك بكثرة المهام والزيارات.
بيّن الكاتب أن إجراءات التعيين واجهت عقبة بيروقراطية بسبب غياب الشهادات والسيرة الذاتية، ما يهدد بعدم إضفاء الطابع الرسمي على المنصب.
اختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على الدعم غير المحدود الذي يمنحه البرهان لمعاونه علاء الدين، متسائلاً ما إذا كان هذا الدعم سيصمد أمام تعقيدات النظام البيروقراطي، في وقت يلوّح فيه الأخير بالاستقالة إذا أعاقته الوثائق الرسمية.