في خضم الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، كشفت تقارير إعلامية أمريكية أن حركة حماس الفلسطينية تعتزم إرسال رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر وساطة قطرية، تتضمن عرضًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة.
وبحسب ما أوردته شبكة فوكس نيوز عن مسؤول رفيع في إدارة ترامب ومصدر مشارك في المحادثات، فإن الرسالة لا تزال بيد الوسطاء القطريين، فيما تأمل دوائر أمريكية أن يشكل هذا الطرح فرصة لإحياء المفاوضات التي تعطلت عقب الغارة الإسرائيلية على الدوحة، والتي استهدفت قادة بارزين في الحركة.
ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن العرض الجديد يعيد إحياء ما عُرف بـ"مخطط ويتكوف"، الذي طرحه مبعوث ترامب للشرق الأوسط في مايو الماضي، وينص على إطلاق نصف المحتجزين مقابل هدنة لمدة شهرين، على أن يضمن الرئيس الأمريكي التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار. غير أن تل أبيب جددت رفضها لأي اتفاق جزئي، مؤكدة أنها لن تقبل إلا بإطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة.
وتتباين التقديرات بشأن أعداد المحتجزين؛ حيث تؤكد إسرائيل أن حماس تحتجز 20 شخصًا على قيد الحياة، بينما يعتبر 26 آخرون قتلى، في حين أشار ترامب إلى أن الأعداد أكبر، متحدثًا عن "ما يقرب من 40 قتيلًا" ومصرّحًا بأن كثيرين "يموتون في الأنفاق".
بالتوازي، اعترفت عدة دول، بينها بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال، رسميًا بدولة فلسطين، فيما تستعد دول أوروبية أخرى، بينها فرنسا، لاتخاذ الخطوة ذاتها. وقد قوبلت هذه التحركات بانتقادات شديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفها بأنها "مكافأة لإرهاب حماس"، بينما شددت الولايات المتحدة على رفضها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الراهن.
ميدانيًا، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها البرية المكثفة في مدينة غزة، خصوصًا في أحياء الزيتون والشجاعية، مستخدمة قصفًا جويًا ومدفعيًا عنيفًا إلى جانب تفجير المنازل عبر روبوتات مسيّرة، فيما أكد نتنياهو أن الحرب "ستستمر حتى القضاء التام على قدرات حماس العسكرية" وأن استعادة المحتجزين "تبقى أولوية قصوى".