بث تجريبي

بريطانيا تعترف رسمياً بدولة فلسطين بعد كندا وأستراليا .. تحول تاريخي في سياسة لندن الخارجية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اليوم الأحد، اعتراف المملكة المتحدة رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بأنها تحول جوهري في السياسة الخارجية البريطانية تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، رغم كونها رمزية إلى حد كبير من الناحية العملية، بحسب توصيف صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ويأتي القرار البريطاني بعد وقت قصير من خطوات مماثلة اتخذتها كندا وأستراليا، بالاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة، الأمر الذي يعكس تزايدًا ملحوظًا في موجة الدعم الدولي لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتصاعد الانتقادات الدولية للانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

دلالات رمزية

الخطوة البريطانية تحمل رمزية سياسية عالية، إذ تُشكّل قطيعة مع مواقف الحكومات السابقة التي لطالما تحفظت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل التوصل إلى اتفاق تسوية نهائي. كما أنها تُوجّه رسالة قوية لإسرائيل، في وقت تواجه فيه عزلة متنامية وضغوطًا متزايدة بسبب استمرارها في سياسات الاستيطان والضم، إلى جانب الاتهامات الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ويرى محللون أن اعتراف لندن بفلسطين، رغم أنه لن يغيّر بشكل مباشر من المعادلات على الأرض، إلا أنه يعزز موقف الفلسطينيين في المحافل الدولية، ويمنح دفعة قوية لحراك دبلوماسي يسعى إلى تثبيت الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية. كما قد يشجع دولًا أوروبية أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة، بما يزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيًا ويضعها تحت ضغوط أكبر للانخراط في مسار تفاوضي جاد.

توتر مع الحكومة الإسرائيلية

من ناحية أخرى، يُتوقع أن يثير القرار البريطاني توترًا في العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية، التي تعتبر أي اعتراف دولي بفلسطين "إجراءً أحاديًا" يُقوّض فرص المفاوضات.

كما قد تواجه لندن ضغوطًا من واشنطن، التي لا تزال متحفظة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم التحولات الملحوظة في الرأي العام الغربي لصالح القضية الفلسطينية.

ورقة ضغط؟

في السياق ذاته، يُشير مراقبون إلى أن الاعتراف البريطاني، إذا ترافق مع إجراءات عملية مثل دعم الفلسطينيين اقتصاديًا أو الضغط لوقف الاستيطان، قد يتحول من مجرد خطوة رمزية إلى ورقة ضغط مؤثرة على إسرائيل، ويفتح الباب أمام إعادة رسم ملامح السياسة الغربية في الشرق الأوسط.

بذلك، تضع بريطانيا نفسها في قلب مشهد سياسي جديد، يُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، ويُمهّد لمرحلة قد تكون أكثر صعوبة بالنسبة لإسرائيل في مواجهة عزلة دولية متصاعدة.

قد يهمك