بث تجريبي

رعاية القائد عبد الله أوجلان للتحالف العربي ـ الكردي في سوريا

تعيش الأمة الإسلامية أخطر مرحلة في العصر الحديث؛ لعل أبرز ما يلفت الانتباه فيها الإبادة الجماعية لأهل قطاع غزة؛ والاعتداءات على لبنان وسوريا واليمن وإيران وقطر بدون أي رد فعل من الجانبين العربي الإسلامي؛ وكل ما خرج من قمة الدوحة بقطر يوم 15 أيلول‪  ؛ ما هي إلا إدانات فقط؛ ولم يوجد قط أي تحالف عربي أو إسلامي على المستوى الشعبي أو الرسمي؛ وهو مكمن الضعف

ووسط هذا المتاح اليائس والمحيط؛ حدث نوع من التحالف بين الكرد والعرب في سوريا؛ بدعم روحي وعقلي وإنساني برعاية كاملة فكرية مؤثرة، من المفكر القائد عبد الله أوجلان؛ وهو تحالف دعا له وهو خلف الأسوار؛ لتكون وحدة متقدمة بين الكرد والعرب وغيرهم في إطار مشروع الأمة الديمقراطية، الذي ينادي به القائد أوجلان؛ وبالفعل حدثت الخطوة الأولى بتحالف عربي كردي داخل الدولة السورية؛ قد تكون محاولة للبداية ليتكون تحالف أوسع في إطار الأمة الديمقراطية بين كافة الشعوب العربية والإسلامية.

رسالة تحالف السلام

وفي يوم 14 أيلول 2025؛ أرسل القائد عبد الله أوجلان رسالة إلى العرب السوريين، من شيوخ ووجهاء عشائر مناطق الجزيرة، ودير الزور، والرقة، والطبقة، في سوريا؛ قال في الرسالة ضمن ما جاء فيها: (إن اتحادكم ودعمكم للكرد على أساس نظام الأمة الديمقراطية، هو أمر له معنى كبير؛ أنتم من خلال هذا الاتفاق، تبنون أساساً تاريخياً جديداً بالثقة للعلاقات والتحالف بين الشعبين العربي والكردي)، وهو يعني ما يقول، لأنه يتابع أفكاره النظرية لتمسي عملية وحدوية قابلة للتنفيذ.

قراءة في رسالة القائد.. العمق التاريخي

 

المفكر عبد الله أوجلان لم يكتفِ بتحالف داخل سوريا؛ فقد ذكّر الأمة الإسلامية بانصهار الشعبين الكردي والعربي داخل الحضارة الإسلامية؛ فقال (في قلب التاريخ، هناك علاقات بين الشعبين الكردي والعربي،  ودوماً كانت الصداقة والأخوّة بين الشعبين العربي والكردي في المقدمة؛ حتى أصبحت هذه الصداقة أساساً في دخول غالبية الكرد الدين الإسلامي الحنيف بسهولة خلال فترة ظهوره، وانتشاره بقيادة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، والسبب الرئيس لهذا الأمر؛ هو العلاقات القوية بين الشعبين الكردي والعربي، لقد استمرت هذه العلاقات الأخوية بين الشعبين بعد الإسلام، لعدة قرون حيث تطورت وازدهرت، أي أن هذا الاتفاق الذي تقودونه اليوم، هو تاريخي من ناحية، واجتماعي من ناحية أخرى، كذلك له أساس سياسي أيضاً)، وهو يؤكد على جزأين، الأول هو العمق التاريخي داخل إطار الدولة الإسلامية الواسعة. لذا؛ يستمر في التذكير بالدور الكردي المشرق في تاريخ الكرد والعرب وغيرهم وقال (لذا إن هذا الموقف والاتحاد في سوريا له أهمية كبيرة، وأنا أعطيها معنى كبيراً، وأقف داعماً لأخوّة وتحالف الشعبين الكردي والعربي لما له من أساس تاريخي).

لقد شرح  المفكر عبد الله أوجلان ماضي الأمة وميراثها الوجودي؛ وانأ أجزم أن دور الكرد في الحضارة الإسلامية وفي البلاد الإسلامية يفوق أي شعب آخر؛ لأن إسهامات؛ الكرد وصلت المشرق والمغرب؛ وهي إسهامات دينية وثقافية وعسكرية؛ ولا يقلل هذا من الدور العربي؛ وما يثير الشحن في النفوس، هو ما حدث في العصر الحديث؛ لأنه أمر مؤسف، فقد أسهم العرب والفرس والترك في وقوع الكرد بين أربعة دول، منها دولتين عربيتين العراق وسوريا؛ ودولتين إسلاميتين إيران وتركيا؛ لم يشفع للكرد دورهم في الحضارة الإسلامية ولا دورهم الريادي في نهضة الدول العربية في العصر الحديث، لا يتحدث عنهم أحد في المنظمات الإسلامية، وهو ما يعلمه جيداً القائد عبد الله أوجلان، وكل الشعب الكردي المشهور بالشعب النبيل، وهو طريق طويل، ينتصر فيه الحق في النهاية.

الفكر الأوجلاني… سبيل لسلام الأمة الديمقراطية

كل هذا تداركه المفكر عبد الله أوجلان وتطلع إلى نهضة حقيقية، تقوم على منهج الأمة الديمقراطية التي ينادي بها؛ وهي الأمة التي تنشد السلام مع كل طوائف المجتمع السوري في البداية، ثم تتأثر بها باقي الشعوب العربية وغير العربية؛ وقد قال في نهاية رسالته (على هذا الأساس طورنا وأعطينا توجيهات على أساس أخوّة الشعوب والأمة الديمقراطية. يجب أن يتساوى الجميع، وهذا ضروري لبناء سوريا ديمقراطية، آمنة، وموحدة وعادلة.  للعرب والكرد والسريان والآشوريين وكل من يعيش على هذه الأرض المقدسة، أن يتحركوا من أجل هذه الأخوّة التاريخية. أنا بهذا الأمل والثقة أضمكم وأحضنكم بشدة).

وحضن القائد عبد الله أوجلان هو حضن السلام، بعد أن قدّم النموذج لتحالف الأخوة والمساواة؛ ربما يكون ذلك مقدمة لتحالف الشعوب العربية والإسلامية داخل نموذج الأمة الديمقراطية… لعل أن يكون ذلك قريباً.

... نقلاً عن صحيفة روناهي

قد يهمك