أعلن جهاز الأمن الأوكراني، اليوم الجمعة، تنفيذ عملية عسكرية وصفها بالنوعية وغير المسبوقة، استهدفت ناقلة نفط روسية تابعة لما يُعرف بـ«الأسطول الشبح» في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، في مؤشر على اتساع نطاق المواجهة البحرية بين موسكو وكييف.
ونقل مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة «فرانس برس» أن طائرات مسيّرة هجومية استهدفت ناقلة النفط «قنديل» (Qandil) خلال إبحارها في مياه محايدة، على مسافة تزيد على 2000 كيلومتر من الأراضي الأوكرانية.
وأوضح المصدر أن الهجوم أسفر عن أضرار جسيمة أدت إلى إخراج الناقلة عن الخدمة عمليًا، مشيرًا إلى أنها كانت فارغة وقت الاستهداف، الأمر الذي حال دون حدوث تلوث بيئي في البحر الأبيض المتوسط.
وتُعد هذه العملية تحولًا لافتًا في التكتيكات الأوكرانية، إذ كانت الضربات السابقة تتركز بشكل رئيسي في حوض البحر الأسود، قبل أن تمتد للمرة الأولى إلى نطاق بحري أبعد.
وتهدف كييف، بحسب المصدر، إلى تضييق الخناق على شبكة النقل غير المعلنة التي تستخدمها روسيا للالتفاف على العقوبات الدولية، وحرمانها من عائدات تُستخدم في تمويل العمليات العسكرية المستمرة منذ قرابة أربع سنوات.
ونقلت التقارير عن المصدر قوله إن أوكرانيا «لن تتوقف عن استهداف مصالح خصومها أينما وُجدت»، في رسالة ردع مباشرة إلى موسكو.
وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة هجمات أوكرانية مكثفة خلال الفترة الأخيرة، شملت استهداف أربع سفن في البحر الأسود قرب السواحل التركية، من بينها ناقلتا النفط «داشان» و«فيرات».
ويُنظر إلى هذا التصعيد باعتباره جزءًا من حملة أوسع تستهدف البنية التحتية للطاقة الروسية، بما يشمل المصافي ومحطات التصدير، بهدف رفع الكلفة الاقتصادية للحرب على روسيا.
في المقابل، أفادت تقارير إعلامية روسية بتزايد التهديدات الأوكرانية للملاحة المرتبطة بموسكو، محذّرة من احتمال تحوّل الممرات البحرية الدولية إلى ساحات مواجهة مفتوحة تتجاوز النطاق الجغرافي التقليدي للصراع.