لم يعد نهر الفرات شريان حياة كما كان؛ فالمياه تنحسر، الأراضي الزراعية تجف، ومحطات الكهرباء مهددة بالتوقف، متر واحد فقط يفصل سد الفرات عن التوقف الكامل، ما ينذر بكارثة قد تطفئ النور وتقطع الماء عن ملايين السكان في سوريا.
ويسير نهر الفرات نحو تراجع غير مسبوق يهدد الزراعة ومياه الشرب والكهرباء، متر واحد فقط قد يحسم مصير سد الفرات ويغرق المنطقة في كارثة إنسانية وبيئية.
وينبع نهر الفرات من تركيا ويعبر الأراضي السورية قبل أن يتجه إلى العراق حيث يلتقي بنهر دجلة لتشكيل شط العرب، لكن انخفاض منسوب المياه أدى إلى خروج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية عن الخدمة.
وتوقفت العديد من محطات ضخ المياه للشرب والري بسبب ابتعاد مجرى النهر عنها، بينما لجأت بعض البلدات إلى ردم أجزاء من المجرى بكتل إسمنتية كبيرة لضمان وصول المياه إلى المضخات التي تغذي المدن والقرى على ضفاف النهر.
وتبلغ الطاقة التخزينية لبحيرة سد الفرات المقام عند مدينة الطبقة 14 مليار متر مكعب، لكن الكميات الفعلية أقل بكثير، ما يعرض مدينة حلب لخطر نقص مياه الشرب، بينما قد تتوقف محطات الري التي تروي عشرات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية عن العمل.
أسباب انخفاض منسوب المياه
قد شيدت تركيا خمسة سدود عملاقة على نهر الفرات ضمن مشروع الغاب منذ سبعينيات القرن الماضي، وما زال العمل جارياً على سدّين آخرين، في حين ينص اتفاق مؤقت وقع عام 1987 بين أنقرة ودمشق على أن تحصل سوريا على ما لا يقل عن 500 متر مكعب في الثانية، إلا أن الواقع يشير إلى كميات أقل بكثير.
الإدارة الذاتية تحذر
فيما حذّرت إدارة السدود في إقليم شمال وشرق سوريا من انخفاض مستوى المياه في سد الفرات، مشيرة إلى أن متر واحد إضافي قد يؤدي إلى توقف السد عن العمل.
وأكد الإداري في إدارة السدود في إقليم شمال وشرق سوريا، عماد عبيد، أن السد يشهد انخفاضاً غير مسبوق في مخزونه، محذراً من أن البحيرة باتت قريبة جداً من النقطة التي قد تتوقف عندها الكهرباء بشكل شبه كامل في المناطق المعتمدة على توليد الطاقة من السد.
وأوضح عبيد أن الإدارة اتخذت قراراً بترشيد استهلاك الكهرباء، محذراً من أن تداعيات انخفاض المياه لن تقتصر على الكهرباء فقط، بل ستطال الصحة العامة، البيئة، ومصادر رزق الأهالي.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
منبر الرأي
منبر الرأي
أصداء المرأة
منوعات
منبر الرأي
منبر الرأي