بث تجريبي

بريطانيا تطوّر أقمارًا صناعية بالذكاء الاصطناعي لحماية أصولها الفضائية وسط تصاعد المخاوف من عسكرة الفضاء

تستعد المملكة المتحدة لإطلاق منظومة أقمار صناعية تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف حماية أصولها الفضائية الحيوية، في خطوة تعكس تصاعد القلق الغربي من توسّع سباق التسلح إلى الفضاء وتزايد التوترات الدولية المرتبطة بالأنشطة العسكرية خارج الغلاف الجوي.

وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن هذه الأقمار ستؤدي دور "حراس شخصيين" في المدار، ضمن مشروع تقوده شركة "لوديستا" المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء، التي تخطط لنشر أقمار صناعية ذاتية التشغيل قادرة على مراقبة أي تهديدات محتملة للأمن القومي، بما في ذلك الصواريخ، وأدوات التجسس، أو الأقمار المعادية.

وستتموضع الأقمار الحارسة بالقرب من الأصول الفضائية الحساسة، مع قدرتها على تنفيذ مناورات جماعية منسقة وتبادل البيانات ضمن منظومة ذكية مشتركة، بهدف إنشاء شبكة دفاعية فضائية متكاملة لحماية المدار الأرضي.

واتهمت عدة وكالات فضاء دولية روسيا بتعمد تتبع ومضايقة الأقمار الصناعية العسكرية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت قال فيه قائد قيادة الفضاء البريطانية، اللواء بول تيدمان، إن موسكو تحاول بصورة متكررة تعطيل الأصول الفضائية للمملكة المتحدة عبر عمليات تشويش وتلاعب تحدث بشكل شبه أسبوعي.

وفي السياق ذاته، اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، في سبتمبر الماضي، روسيا بملاحقة أقمار صناعية مخصصة لأغراض عسكرية، بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها عقب رصد قمر صناعي روسي أطلق جسمًا طائرًا غامضًا بالقرب من مركبة فضائية أمريكية، ما أثار تساؤلات بشأن نوايا موسكو وقدراتها في المجال الفضائي.

وإلى جانب رصد التهديدات، ستتمكن الأقمار الحارسة من فحص وإصلاح الأصول الفضائية التي تحميها، إضافة إلى إرسال صور وبيانات إلى الأرض تحدد الجهات التي تحاول العبث بالأقمار، مع تزايد المخاوف الغربية من كل من روسيا والصين.

وشبّه الرئيس التنفيذي لشركة "لوديستا"، نيل بوكانان، هذه التكنولوجيا بجرس باب ذكي في الفضاء يرصد أي تحركات مشبوهة ويبلغ بها فورًا، بينما أكد الشريك المؤسس توماس سانتيني أن قيادة الفضاء البريطانية تعتبر السيطرة على الفضاء أولوية استراتيجية قصوى.

ويحذّر خبراء من أن الفضاء قد يتحول إلى ساحة أولى لمواجهة عالمية كبرى، في ظل تسارع عسكرة المدار، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي أن الفضاء بات مجالًا عملياتيًا للحرب، مشيرًا إلى وجود أكثر من 200 سلاح مضاد للأقمار الصناعية في المدار، مع تفوق روسيا والصين في تطوير تقنيات تشمل الصواريخ والليزر والحرب السيبرانية.

وفي عام 2023، حذّرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية من خطط روسية محتملة لنشر أسلحة نووية في الفضاء قادرة على تدمير شبكات الأقمار الصناعية، بما يشكل تهديدًا بالغ الخطورة للأمن الدولي.

قد يهمك