انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من الجرائم، خاصة تلك التي تقع داخل البيوت وعلى يد الأزواج، وهو ما يثير تساؤلًا مؤلمًا:
هل كانت هذه الجرائم وليدة لحظة خلاف عابرة؟
أم أن هناك بوادر وعلامات تحذيرية كانت واضحة منذ البداية، لكن تم تجاهلها أو التقليل من شأنها؟
الحقيقة أن هذه الجرائم لم تحدث من فراغ. كثيرًا ما سبقتها أنماط متكررة من العنف النفسي، أو الإهمال، أو السيطرة، أو التقليل من الشأن. وربما بدأت الخلافات بسيطة، ثم تصاعدت دون وعي، حتى وصلت إلى نهايات مؤلمة لم يتوقعها أحد.
وفي مجتمعاتنا، كثيرًا ما تُمدَح المرأة “الأصيلة” لأنها تتحمل، وتتنازل، وتصبر، وتبرر الأخطاء، أملًا في الحفاظ على بيتها واستقراره. لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح بصدق:
إلى متى؟
وهل الصبر بلا حدود فضيلة دائمًا، أم قد يتحول أحيانًا إلى خطر حقيقي؟
الزواج في جوهره مودة ورحمة، وسكن وطمأنينة، وطاعة لله قائمة على الاحترام المتبادل، لا على القهر أو الإهانة. فالمرأة مكرمة من الله ورسوله، وكلام الله يُتلى، وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - واضحة في حسن المعاشرة. فكيف يُطلب من امرأة أن تتنازل عن كرامتها، أو تصمت عن أذى نفسي أو جسدي، باسم الصبر أو الحفاظ على البيت؟
إن الوعي هو أول وأهم خطوة للحفاظ على أي علاقة سليمة. فالمرأة ليست وحدها المسؤولة عن استقرار البيت، مهما كانت حريصة ومخلصة. الاحترام، والأمان النفسي، والكرامة الإنسانية، حقوق أساسية لا يجوز التنازل عنها تحت أي مسمى.
إذا كنتِ تبذلين كل ما في وسعك للحفاظ على بيتك، وتقدمين التقدير والاحترام، وفي المقابل تُقابلين بالإهمال، أو التقليل، أو الإيذاء النفسي، أو التهديد، فهنا يجب التوقف، وإعادة النظر بوعي وشجاعة. فالتغاضي المستمر عن العلامات الحمراء لا يحمي الأسرة، بل قد يعرضها لخطر أكبر.
طلب المساعدة ليس ضعفًا، ووضع الحدود ليس أنانية، والانسحاب من علاقة مؤذية ليس فشلًا. بل في كثير من الأحيان، يكون القرار الأكثر شجاعة هو حماية النفس والروح قبل فوات الأوان.
هذه رسالة لكل امرأة:
كرامتكِ ليست ثمنًا لاستمرار أي علاقة، وأمانكِ ليس رفاهية. كوني واعية، وكوني رحيمة بنفسك، فالحياة لا تُبنى على الخوف، بل على الأمان والاحترام.
أصداء المرأة
منبر الرأي
أصداء المرأة