في الخامس عشر من أغسطس 2025، حلت الذكرى الرابعة لعودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان، بعد الانسحاب الأميركي المفاجئ وسقوط كابول في عام 2021، وهو الحدث الذي غيّر موازين القوى في المنطقة وترك تداعيات عميقة على الداخل الأفغاني وجواره الإقليمي.
على الصعيد الداخلي، تواجه أفغانستان تحديات جسيمة. فبينما تسعى طالبان لتثبيت سلطتها عبر فرض رؤيتها السياسية والاجتماعية، ما زال الشعب الأفغاني يعاني من تدهور اقتصادي حاد، وغياب فرص العمل، وانقطاع المساعدات الدولية. كما أن أوضاع حقوق الإنسان، ولا سيما أوضاع المرأة، تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية، حيث لا تزال القيود المفروضة على تعليم الفتيات وعمل النساء محل انتقاد متواصل.
أما على المستوى الإقليمي، فقد شكّل صعود طالبان مصدر قلق لجيران أفغانستان، وعلى رأسهم باكستان التي وجدت نفسها في مواجهة تصاعد عمليات حركة طالبان الباكستانية (TTP)، مما أثار توتراً في العلاقات بين إسلام آباد وكابول. وفي المقابل، تحاول دول أخرى مثل الصين وإيران وروسيا الانخراط مع الحكومة القائمة في كابول لضمان الاستقرار ومنع تحوّل أفغانستان إلى بؤرة تهدد أمن المنطقة.
دولياً، لا تزال طالبان معزولة نسبياً، إذ لم تحظ حكومتها باعتراف رسمي واسع، رغم وجود قنوات تواصل غير مباشرة مع بعض القوى الكبرى التي تسعى للتعامل مع الواقع الجديد على الأرض، بما يخدم مصالحها الأمنية والاقتصادية.
وبينما تطوي أفغانستان عامها الرابع تحت حكم طالبان، يظل مستقبل البلاد مرهوناً بقدرة الحركة على تقديم نموذج حكم أكثر شمولاً، يستجيب لتطلعات الشعب الأفغاني ويعيد اندماج الدولة في المجتمع الدولي.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
منبر الرأي
أصداء المرأة
منبر الرأي
منبر الرأي