بث تجريبي

محمود زايد: حرية أوجلان حرية للشرق الأوسط كله وشعوبه

قال الدكتور محمود زايد الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الكردي إن القائد أوجلان ليس بالرجل العادي الذي يمكن أن نجده في أي مكان أو خلال أي فترة من التاريخ، فهو ينطلق من مجالات تجابه التمييز السياسي والطبقي والذكورية، ولم يكتف بالتشريح والتشخيص وإنما وضع كذلك الدواء لانعتاق العالم كله وليس الشرق الأوسط فقط.

وأضاف، في تصريحات له خلال إحدى الندوات بالعاصمة المصرية القاهرة، أن واحدة من أهم مميزات أوجلان أنه خلق فلسفة تطبيقية؛ أي تنظر للقضايا ثم تطبق على أرض الواقع، ولهذا فإن القائد آبو يتفوق على فلاسفة كبار سواء السابقين الذين نظروا للمدينة الفاضلة بينما نظر هو للمجتمع الديمقراطي الفاضل، ووضع أساليب لتطبيق ذلك على أرض الواقع، مشيراً في هذا السياق إلى تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا قائلاً إنها نموذج وبرهان على ذلك.

وأكد "زايد" أن مقاومة القائد أوجلان في سجن إمرالي هي مقاومة لنظام الاستبداد، وعمل من أجل الحرية للمجتمعات، مشدداً على أن الأتراك يريدون من هذا النظام أن يذوق أوجلان الموت كل يوم، مختتماً تقديمه بالقول: "ولهذا أقول إن حرية أوجلان هي حرية للشرق الأوسط كله وشعوبه".

 

صمود في الأسر

ولأكثر من 26 عاماً يعيش القائد في أسره بسجن إمرالي منذ المؤامرة الدولية عام 1999، التي شاركت فيها عدة قوى إقليمية ودولية، وانتهت باختطافه في نيروبي بكينيا ونقله إلى تركيا في عملية لا تزال تشكل جرحاً غائراً في ذاكرة كل المناضلين والشعوب التواقة إلى الحرية، وليس الكرد وحدهم.

ويُحتجز القائد أوجلان في عزلة مشددة، ولطالما حرم من زيارة محاميه وعائلته لفترات طويلة، حتى تحول هذا السجن البغيض في إمرالي إلى رمز للعزلة السياسية والإنسانية، حيث يُمنع عنه حتى أبسط الحقوق التي تكفلها القوانين الدولية للسجناء، مثل الاتصال بالعالم الخارجي أو الحصول على الرعاية الصحية الكافية.

لكن رغم ظروفه القاسية، لعب القائد دوراً محورياً في طرح مبادرات للسلام، وأطلق عدة رسائل من محبسه تدعو للحوار وحل القضية الكردية بالوسائل الديمقراطية. كما أن كتاباته وفكره السياسي تطور من الكفاح المسلح إلى تبني مفهوم "الأمة الديمقراطية"، مؤكداً على التعايش بين الشعوب وحقوق المرأة والبيئة.

وفي 27 فبراير/شباط طرح القائد مبادرته نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، كمبادرة من أجل السلام بين الشعبين التركي والكردي، وقد استجاب لها حزب العمال الكردستاني بحل هيكله التنظيمي ووقف كافة أعماله المسلحة في مايو/أيار، وسط إشادات دولية كبيرة دعت في الوقت ذاته النظام التركي لاتخاذ خطوات إيجابية، إلا أن الأخير لا يزال يماطل ويراوغ.

واليوم ينظر إلى قضية القائد بوصفها قضية إنسانية وسياسية كبرى، تتجاوز شخصه لتعبّر عن معاناة شعب كامل محروم من حقوقه. والمطالبة بحريته أصبحت رمزاً للنضال من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط، وسط دعوات متصاعدة من منظمات دولية وشخصيات سياسية بضرورة إنهاء العزلة وإطلاق سراحه.

 

 

قد يهمك