بث تجريبي

اللواء محمد عبدالواحد يحذّر: الواقع الميداني في السودان يرسّخ مسار التقسيم

تعليقاً على تطورات الوضع في السودان، قال اللواء محمد عبدالواحد، خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية المصري، إن ما يحدث في السودان “ينذر بمخاطر التقسيم”، مؤكداً ميله إلى “المدرسة الواقعية في التحليل”، ومشيراً إلى أن “الواقع الميداني يؤكد أن هناك تقسيمًا فعليًا”.

وأوضح عبدالواحد، في تصريح لـ"المبادرة"، أن الصراع في السودان "جزء من صراع جيوسياسي دولي بين القوى العظمى، سواء الولايات المتحدة الأمريكية والغربية من جهة، وضد التواجد الروسي والصيني والإيراني من جهة أخرى"، مؤكداً أن للصراع "أطرافًا دولية توظّف أطرافًا محلية بتعزيز الصراع”، مع وجود “أطراف محلية أو إقليمية تعزّز طرفي الصراع".

وأضاف أن الصراع "كان في بدايته صراعًا داخليًا بحجة، ثم انتقل إلى حرب بيئة الوكالة لصالح القوى العظمى"، مشيراً إلى أن "ما حدث مؤخرًا من عمليات عسكرية وإطالة زمن الحرب يدل على أن الداعمين الدوليين والإقليميين يدعمون بسخاء إطالة هذه الحرب". ولفت إلى أنه "لا توجد دولة في الدنيا تستطيع أن تقعد كل هذه الفترة، خاصة إذا كانت دولة مثل السودان ظروفها الاقتصادية والمعاشية صعبة للغاية".

الواقع الميداني

وبيّن عبدالواحد أن "الواقع الميداني على الأرض خلال الفترة السابقة يؤكد وجود انتصارات حقيقية لقوات الدعم السريع وفرض أمر واقع"، موضحاً سيطرتها "على إقليم دارفور بالولايات الخمس، وبالتالي سيطرة عسكرية وسيطرة اقتصادية على الموارد، خاصة الذهب، وسيطرة جيوسياسية لأنه تحكّم في منطقة غاية في الأهمية، خاصة المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وتشاد وممرات التهريب الموجودة في هذه المنطقة، وهو ما يمنحه بعدًا جيوسياسيًا قويًا".

وأشار إلى أن هذا الامتداد "وصل إلى كردفان وحقق انتصارات في الولايات الشمالية بشمال كردفان وغرب كردفان وحتى جنوب كردفان، والسيطرة على منابع النفط في هذه المنطقة، خاصة في غرب وجنوب كردفان"، مؤكداً أن ذلك :"يدل على أن هناك من يعيد رسم الخريطة السياسية السودانية وفقًا للموارد أكثر منها وفقًا للجغرافيا”، بحيث “يبحث عن الموارد أولًا: السيطرة على الذهب في دارفور وعلى البترول في كردفان".

الأمن القومي المصري

وتوقع عبدالواحد "جولات خلال الفترة القادمة وصولًا إلى ولايات النيل الأزرق للوصول إلى مياه النيل الأزرق"، محذراً من أن ذلك "خطير جدًا لأنه يفتح قطبًا مباشرًا مع إثيوبيا، ويتيح إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية مرة أخرى"، معتبراً أن "كل ذلك يشكّل تهديدًا للأمن القومي المصري"، وأنه "في سبيل عملية الانقسام، فإن إعادة رسم الخريطة مرة أخرى يرسّخ لفكرة الانقسام"، مشيراً إلى جاهزية الدولة المصرية للتعامل مع كل الأخطار.

كما أشار إلى أن "لغة الخطاب بين الطرفين تتسم باستقطاب شديد ولغة كراهية وعنف قوية وحادة في الشرق والغرب"، وهو ما ينذر بتداعيات عملية الانفصال بين الشرق والغرب"، لافتاً إلى وجود "داعمين دوليين".

وتساءل عبدالواحد عن توصيف قوات الدعم السريع، قائلاً إن "الغرب والولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن لا يصفونه بتوصيفه الحقيقي"، موضحاً أن "ما يحدث في السودان ليس تمرد الجيش داخل الجيش؛ فالدعم السريع كان ميليشيات ليست لها صفة ثم انضم للجيش في ظروف سياسية معينة، فهو ليس فصيلاً من الجيش".

وأضاف أن "الدعم الغربي للدعم السريع، خاصة أنهم ساووا بين الكفتين، أي جعلوا الجيش مساوياً للميليشيا، يدل على وجود دعم غربي لعملية التقسيم".

وأشار إلى أن “الدول الإقليمية التي تدعم الدعم السريع لا تلقى انتقادات دولية كبيرة"، وهو ما اعتبره "ضوءًا أخضر للمشاركة والدعم"، موضحاً أن "الدعم السريع لم يُسأل عن المسيّرات ولا العربات المدرعة ولا أجهزة التشويش التي حصل عليها مؤخرًا"، مؤكداً وجود "رغبة دولية تدعم هذا الصراع".

سيناريو التقسيم

وختم عبدالواحد بالقول إنه "يميل إلى سيناريو التقسيم"، مرجحاً أن "الواقع يشير إلى إيقاف الحرب خلال الفترة القادمة عبر هدنة تتبناها الرباعية بتعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الدخول في حالة لا حرب ولا سلم بين الشرق والغرب".

واعتبر أن ذلك سيكون على غرار النموذج الليبي، حيث "يفرض أمر واقع يستفيد منه كل طرف، فيرفض فكرة وحدة الأراضي مرة أخرى لأنه مستفيد استفادة شخصية".

قد يهمك