بث تجريبي

في الذكرى 77 لها .. ماذا تعرف عن النكبة؟

في الخامس عشر من مايو من كل عام، تحل ذكرى النكبة الفلسطينية، التي تمثل واحدة من أكثر المآسي الإنسانية والسياسية إيلاماً في التاريخ الحديث، حيث اقتلع أكثر من 750 ألف فلسطيني من أرضهم، ودمرت أكثر من 500 قرية ومدينة خلال حرب عام 1948، لتُعلن في المقابل قيام دولة إسرائيل على أنقاض شعب كامل.

ما هي النكبة؟

النكبة تعني بالعربية الكارثة، وهي الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون والعرب على ما حدث في عام 1948، حين تم تهجير مئات آلاف الفلسطينيين قسرا من مدنهم وقراهم، وتم تدمير مجتمعهم واقتلاعهم من أرضهم، بالتزامن مع إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو1948.

- وفي عام 1947، أصدرت الأمم المتحدة قرار التقسيم رقم 181، الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية، مع وضع خاص للقدس، في المقابل رفض العرب القرار باعتباره مجحفاً، واندلعت المواجهات بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية.

- في 14 مايو 1948، أعلن بن غوريون قيام إسرائيل، وفي اليوم التالي بدأت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، والتي انتهت بهزيمة الجيوش العربية.

ماذا جرى فعليًا؟

- وقد تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من ديارهم إلى الضفة وغزة والدول المجاورة، حيث تم تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية تم تدميرها أو طُرد سكانها منها. 

- وارتكبت عصابات الهاجاناه والأتسل وليحي الصهيونية عشرات المجازر بحق المدنيين، أبرزها دير ياسين (أبريل 1948) والطنورة، وصفصاف، والدوايمة.

النكبة كقضية دولية

ارتبطت النكبة بعدد من القرارات الدولية مثل:

- قرار الأمم المتحدة رقم 194 (1948) الذي أكد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والتعويض.

- وقد رفضت إسرائيل تنفيذ القرار، رغم اشتراطه لقبولها كعضو في الأمم المتحدة، ولا تزال  قضية اللاجئين من أهم قضايا الصراع، ولم تُحل حتى اليوم.

ماذا تعني النكبة للفلسطينيين؟النكبة ليست مجرد حدث تاريخي، بل تجربة مستمرة من اللجوء والحرمان والاحتلال. وقد تحولت إلى رمز للظلم الاستعماري، وجزء من الهوية الوطنية الفلسطينية.

ورغم مرور 77 عاماً، يتمسك الفلسطينيون بـ”حق العودة” كحق شرعي وتاريخي، كما أن أحداث النكبة تظل حاضرة في الروايات، والأغاني، والأفلام، والفن التشكيلي.

77 عاماً على التهجير القسري

واليوم  تمر 77 سنة على النكبة، وما زال الجرح الفلسطيني مفتوحاً. لا يزال ملايين الفلسطينيين يعيشون في المنافي ومخيمات اللجوء، محرومين من حق العودة الذي كفلته القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 194.
لكن النكبة لم تكن مجرد حدث وقع في الماضي، بل تحولت إلى مسار مستمر من المعاناة والاضطهاد والاحتلال.

نكبة مستمرة في غزة

وتأتي الذكرى هذا العام في ظل واحدة من أبشع الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث يتعرض الفلسطينيون لحصار وتجويع وقصف متواصل خلف آلاف الشهداء والجرحى، في مشهد يرى فيه كثيرون استمراراً للنكبة بأساليب أكثر دموية ووحشية.
مشاهد التهجير القسري في رفح، وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها، تُعيد للأذهان مأساة 1948، وتجسد ”النكبة المستمرة”.

حق العودة.. ثابت لا يسقط بالتقادم

ورغم مرور أكثر من سبعة عقود، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون يتمسكون بـحقهم في العودة إلى ديارهم، وهو حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم وفق القانون الدولي. وقد ظلت قضية اللاجئين محوراً أساسياً في أي مفاوضات أو مبادرات سلام، لكنها لم تجد حتى اليوم حلاً عادلاً وشاملاً.

النكبة في الذاكرة والهوية

ولم تكن النكبة حدثاً تاريخياً فحسب، بل أصبحت جزءاً من الهوية الفلسطينية، حاضرة في الأدب والشعر والرواية والفن، وفي ذاكرة الأجيال التي لم تعشها لكنها ورثت وجعها.
وقد ساهمت المبادرات الفلسطينية والشبابية في إحياء الذكرى سنوياً، سواء في الداخل أو الشتات، من خلال الفعاليات، والمسيرات، والمعارض، وحملات التوثيق.

رسالة الذكرى الـ77: لا نسيان ولا تنازل

تحمل الذكرى السابعة والسبعون للنكبة رسالة واضحة: الشعب الفلسطيني لن ينسى، ولن يتنازل عن حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة، وحقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.

ورغم تعاقب الحكومات والصفقات والتطبيع، يبقى الفلسطينيون متمسكين بحقهم، وتبقى النكبة شاهدًا على ظلم تاريخي لم يُصحح بعد.

قد يهمك