بث تجريبي

المبادرة العربية: لا بد من حرية أوجلان لإنجاح عملية السلام

أصدرت المبادرة العربية لحرية عبدالله أوجلان بياناً بشأن مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي ومؤتمر الحزب، رحبت فيه بمقررات المؤتمر وأكدت على حرية القائد أوجلان وتحقيق البنية القانونية والسياسية لإنجاح عملية السلام.

رحّبت المبادرة العربية بقرارات حزب العمال الكردستاني في مؤتمره الأخير، خاصة حلّ هيكله التنظيمي وإنهاء الكفاح المسلح، واعتبرت ذلك خطوة تاريخية نحو السلام والديمقراطية في المنطقة، تماشياً مع رؤية القائد والمفكر عبد الله أوجلان.

وأكدت المبادرة أن نجاح هذه المرحلة يتطلب الإفراج الفوري عن أوجلان، لضمان انتقال سلمي نحو النضال السياسي والاجتماعي، داعية البرلمان التركي إلى اتخاذ خطوات تشريعية داعمة للسلام، ومناشدة المجتمع الدولي لدعم حملة "أريد اللقاء مع أوجلان".

كما قدّمت المبادرة تعازيها إلى أوجلان والشعب الكردي، باستشهاد رفيقيه رضا آلتون وعلي حيدر كايتان، خلال المؤتمر الأخير، مشيدةً بنضالهما من أجل الحرية والديمقراطية.

وجاء نص البيان:

"تتابع المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، باهتمام بالغ، مخرجات المؤتمر الأخير لحزب العمال الكردستاني، والذي أقرّ خطوة تاريخية تمثلت في حلّ الهيكل التنظيمي للحزب، وإنهاء الكفاح المسلح، وفتح أفق جديد نحو مرحلة السياسة الديمقراطية، التي تستجيب لتطلعات شعوب المنطقة في الحرية، والعدالة، والديمقراطية، وذلك انسجامًا مع نداء المفكر والقائد عبد الله أوجلان، الصادر في 27 شباط/فبراير.

إننا، في المبادرة، إذ نثمّن عاليًا هذا التحوّل الجذري، نؤكّد أن هذه اللحظة المفصلية في تاريخ الشرق الأوسط، والدخول في مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي، لا يمكن أن تكتمل دون الإفراج الفوري عن المفكر والقائد عبد الله أوجلان، المعتقل في عزلة تامة منذ أكثر من 26 عامًا في جزيرة إمرالي. فقد كان أوجلان، وعلى مدى سنوات طويلة، المبادر الأول إلى طرح الحلول الديمقراطية، والساعي إلى تجاوز الحرب والكفاح المسلح، بعد أن أدّى هذا الكفاح دوره في مواجهة سياسات الإبادة والإنكار، وأسهم في رفع الوعي المجتمعي والنضالي إلى مستوى جديد، ودعا إلى بناء مشروع سياسي ديمقراطي تعددي، قائم على مفاهيم المجتمع الديمقراطي، وحرية المرأة، وتجاوز السلطوية وأحادية الدولة القومية.

ونرى أن عبد الله أوجلان هو الطرف الأقدر على ضمان انتقال آمن ومنظّم، من مرحلة العمل المسلح إلى مرحلة النضال السياسي والاجتماعي السلمي. ولا يمكن لعملية التحول هذه أن تنجح ما لم يكن صاحب الرؤية وصانع المسار حاضراً مادياً، حرّاً، مشاركاً في صياغة الحلول، مشرفاً على الديناميكيات الجديدة التي ستنبثق من هذه المرحلة. لقد أثبتت السنوات الماضية أن كل المبادرات التي استُبعد فيها أوجلان، أو تمّ تهميش رؤيته، قد عادت إلى دائرة العنف والتعطيل.

وعليه، فإن الإفراج عن عبد الله أوجلان لم يعُد مجرد مطلب حقوقي وإنساني، بل أصبح ضرورة سياسية ومجتمعية، لضمان الاستقرار الإقليمي، وإنجاح عملية سلام حقيقية وشاملة. كما أن التقدّم في هذه العملية لا يمكن أن يتمّ من دون خطوات جدية، وفعلية، وسريعة، من الجانب التركي، تشمل إعداد بنية قانونية وسياسية ملائمة. وفي هذا السياق، لا بدّ أن يتحرّك البرلمان التركي لتشكيل لجان وهيئات مختصة بإجراء تعديلات دستورية وتشريعية، تمهيداً لاستعادة العلاقات التاريخية بين الكرد والترك، وبين جميع شعوب ومكوّنات المنطقة، وضمان الوصول إلى نتائج ملموسة لعملية السلام، خصوصاً بعد الخطوات المهمة التي اتخذها أوجلان وحزب العمال الكردستاني.

نحن، كأصوات عربية حُرّة، مؤمنة بحرية الشعوب وأخوّتها وكرامة الإنسان، ندعو القوى الوطنية والأحرار  في المنطقة والعالم وكذلك المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، والقوى الديمقراطية حول العالم، إلى ممارسة مزيد من العمل والضغط من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن عبد الله أوجلان، وتمكينه من أداء دوره التاريخي في إدارة هذه المرحلة الحساسة، التي يمكن أن تؤسس لعصر جديد من العلاقات بين شعوب المنطقة، يقوم على الحوار، والاعتراف المتبادل، والعدالة الانتقالية، لتكون الشعوب قادرة على مواجهة كل التحديات والصعوبات القائمة.

وفي الختام، نؤكّد في المبادرة أن الزمن قد تغيّر، وأن إرادة الشعوب أقوى من القيود، وأن صوت العدالة والحق لا يُسكت. كما نستذكر، بكل احترام وتقدير، شهادة رفيقي القائد: رضا آلتون وعلي حيدر كايتان، اللذين أُعلن عن استشهادهما خلال المؤتمر الأخير، واللذين أمضيا حياتهما في سبيل العمل والنضال من أجل الحرية، والحق، والديمقراطية، وعليه نقدم تعازينا للقائد أوجلان وللشعب الكردي ولكل الأحرار، ونعلن عن انضمامنا إلى حملة "أريد اللقاء مع أوجلان" المتممة للحملة العالمية لحرية أوجلان".

جدير بالذكر فإن المبادرة العربية لحرية عبد الله أوجلان هي تجمع عربي يضم مثقفين وناشطين وسياسيين من مختلف الدول العربية، تأسست عام  2021 ويهدف إلى  الدعم  والمطالبة بحرية المفكر والمناضل عبد الله أوجلان، المعتقل في سجن إيمرالي بتركيا منذ عام 1999.

قد يهمك