قيّم دوران كالكان أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني المؤتمر الطارئ والتاريخي الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني والذي يعتبر رداً على دعوة القائد آبو "السلام والمجتمع الديمقراطي"، الذي انعقد بين 5 ـ 7 من أيار في منطقتين مختلفتين من مناطق الدفاع المشروع خلال مقابلة على قناة مديا خبر (Medya Haber TV).
أوضح كالكان بأنه يجب فهم نتائج المؤتمر الثاني عشر من قبل الشعب وخاصة من قبل قادة المرحلة الجديدة، النساء والشباب بشكل صحيح وقال" يجب علينا استخلاص الدروس من الماضي وفهمها، والتعمق فيها، وعلى هذا الأساس طرح النقد والنقد الذاتي، إن المرحلة هي مرحلة النقد والنقد الذاتي، ومرحلة استخلاص الدروس من الماضي، ولكن دون أن نبقى في الماضي، علينا النظر إلى ما هو الجديد، والانضمام إلى العملية بكل قوة بالسير على الخط الآبوجي بشجاعة وتفان كبير".
وذكّر كالكان بأن المضطهدين، والأوساط الاشتراكية، والاشتراكيين، والثوريين، والأصدقاء الديمقراطيين، يسيرون معاً، وهذه المسيرة ستجلب معها تطورات مهمة، وتابع بالقول: "ندائي للجميع على هذا الأساس: دعونا نفهم بشكل صحيح، ونقيّم بشكل عام، ونستخلص الدروس من الماضي، وننظر إلى المستقبل بثقة وشجاعة، ونتخذ خطوات حاسمة، ولنضمن نجاح عملية السلام والمجتمع الديمقراطي".
تقييمات دوران كالكان هي كالتالي:
أريد ان أقول بدايةً، أن القائد آبو قد حضّر هذا المؤتمر، أصبح إرادة المؤتمر، وهو صاحب الجهد الأكبر، أحييه بكل حب واحترام، وكما قيل مرةً أخرى، فإننا، بالإضافة لسري سريا أوندر، وصلنا إلى هذا اليوم بقوة وإرادة شهدائنا الأبطال، الذين يصل عددهم إلى عشرات الآلاف، في شخص رفيقينا فؤاد ورضا، أستذكر جميع شهداء نضال الحرية بكل احترام وحب وامتنان.
حقيقةً، كان سري سريا أوندر أكثر شخص شارك في هذه العملية وتطورات النقاشات حولها، قال القائد آبو" منذ 12 عام ونحن نعمل معاً"، هو أكثر من ساعد القائد آبو على مدى 12 عام، وأكثر من حاول، وكان له الجهد الأكبر في التحضير لدعوة 27 شباط وإنجاحها.
حقيقةً إنه كان شخص قيّماً للغاية، وعاملاً وبناءً ومحللاً ومنتجاً، مؤتمرنا الثاني عشر عرّف كل ذلك، أستذكر شخص سري سريا أوندر وتعاونه للمؤتمر ومحاولاته وجهوده بكل حب وتقدير، طبعاً كان فرداً في نضال الحرية والديمقراطية، وتم إعلانه كشهيد.
استشهد عندما كان على رأس عمله ويقوم بجهد ونضال كبيرين، حتى كيف استشهد، لازالت تجري مناقشات حول ذلك، ليس غريباً أن يكون هجوماً، أستطيع قول هذا: عندما سمعت أول مرةً بمرضه قلت، هل نحن نواجه حادثة أخرى كحادثة أوزال؟، الحقيقية ليست واضحة، ولكن النقاشات قائمة، الرأي العام أعلنه كشهيد السلام والديمقراطية.
نحن كمؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني انضممنا إلى هذا الوصف، وأردنا أن يكون لسري سريا أوندر الذي بذل الكثير من المحاولات، جهد في إنجاح مؤتمرنا وأن يكون هذا وسيلة لتحقيق ذلك، ونحن نؤمن بهذا أيضاً... بأن هذا الهدف سيساهم بالتأكيد في نجاح المؤتمر.
على هذا الأساس، استذكر رفيق وصديقي الغالي والعزيز سري سريا أوندر بكل حب وتقدير واحترام وامتنان وأقول بأننا سوف نجعل ذكراه حية في قلوبنا وسنحقق آماله بالتأكيد.
العملية ستفتح طريق الحرية والديمقراطية والاشتراكية
أصبح هذا المؤتمر مؤتمراً تاريخياً ومثمراً ومتخذاً للقرارات، حقيقةً، إن العديد من مؤتمرات حزب العمال الكردستاني، على الرغم من أنها لا تقول الشيء نفسه للجميع، مرت بأوقات حرجة للغاية ونقاط تحول، ظهر تجديد، ومع القرارات التي اتخذتها، مهدت الطريق لخطوات جديدة في نضال الحرية.
حتى الآن وصلنا إلى هنا على هذا الأساس، مؤتمرنا الثاني عشر لم يُخرّب هذا التقليد، بل اظهر تصميماً أعمق، أنهى مأساة تاريخية، وأصبح الأساس وبداية عصر جديد.
الآن نستطيع أن نقول هذا بكل سهولة، في مسيرة الحرية الآبوجية، انتهى عصر حزب العمال الكردستاني وبدأ عصر جديد، لقد وصف القائد آبو العصر الجديد "عصر السلام والمجتمع الديمقراطي" وقال بأنه سيحقق نضال المجتمع الديمقراطي للعصر الجديد، إنهم يؤمنون بذلك، على هذا الأساس سيكون المرحلة التي أمامنا وسيلة لتطورات جديدة وسيفتح الطريق أمام خطوات نحو الحرية والديمقراطية والاشتراكية، طبعاً هذا يتحقق من خلال النضال والجهود، ولذلك فقد دخلنا عصر جديد من النضال.
كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ يعني هذا موضوع يتم مناقشته، معروف منذ زمن طويل، إذا قلناها على نحو شعبي، هي نتيجة نضال آخر عشر سنوات، بدأت هذه المرحلة بعد إحباط وهزيمة وفشل هجمات الحرب الخاصة والشاملة على أساس "خطة عملية التدمير" من أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني وتصفيته، مرة أخرى، فرضت الحرب العالمية الثالثة في المنطقة مثل هذه العملية.
هذا كله كان ضرورياً من أجل حكومة حزب العدالة والتنمية والجمهورية التركية، الجمهورية بنموذجها الذي يعود إلى مائة عام، رأت وفهمت أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في مواجهة مقاومة الشعب الكردي من أجل الحرية وعواقب الحرب التي يشنها النظام العالمي في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من 30 عاماً، ولم تعد قادرة على الاستمرار في العقلية والسياسة المبنية على إنكار الكرد، ورأت أن البقاء في مثل هذه الحالة يشكل لهم مخاطر كبيرة، قال بعض الإداريين إنها "مشكلة أمن"، لقد رأوا أن الدولة والجمهورية تواجهان مشكلة أمنية، وهنا أطلقوا دعوة.
نحن نعلم ان دولت بهجلي زعيم حزب الشعب الجمهوري قد طوّر مثل هذه الدعوة منذ بداية شهر تشرين الأول، القائد آبو التقى لأول مرة بعد أربعة أعوام مع عمر أوجلان ابن شقيقه في 23 تشرين الأول ورد على هذا الشيء، قال القائد آبو" لو يفكرون هكذا وتم إطلاق هذه الدعوة، فإنني أفهم ذلك ولن أُبقيها بلا رد وبلا ثمن، إذا كانت الظروف والشروط مواتية، فإنني أملك القوة لنقل القضية الكردية من ساحة الصراع والعنف إلى الساحة السياسية والقانون الديمقراطي"، بقول "إذا أتيحت الفرصة وتم إنشاء الأساس، فسوف ألعب دوراً في هذه المسألة"، أعلن عن عملية جديدة وسمّاها.
بعد هذا الشيء، بقيت الأطراف على دعواتهم وتصريحاتهم الأولية، وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب دخل مرةً أخرى على الخط، بروين بولدان وسري سريا أوندر اللذين عملا ضمن الوفد الوسيط بين إمرالي والرأي العام وحزب العمال الكردستاني في أعوام 2013 ـ 2015، دخلا على الخط مرةً أخرى من قبل الحكومة، وخلقت الفرصة للقاء مع القائد، ومن ثم دخل حزب المساواة وديمقراطية الشعوب كقوة فعالة على الخط.
وأخيراً وبدون أي تأخير، ومع تصريحات الأطراف، أطلق القائد آبو دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" في 27 شباط 2025، الجميع وصفها بأنها "مانفيستو القرن"،"مانفيستو الديمقراطية"،" مانفيستو العصر"، وأوضح الكثير من المثقفين بأنه، عدا القائد آبو، لا أحد يستطيع أن يحضّر هكذا خِطاب وأن يظهر هكذا إرادة" وأطلقوا دعوة، قبل ذلك، أرسلنا نحن والقائد آبو رسائل إلى العديد من الأحزاب، حدد هدفه، ونحن استجبنا، وأراد أن تتحقق هذه الدعوة.
لا داعي لتكرار ذلك، فقد استجبنا عبر بيان، ولتمهيد الطريق لهذه العملية، وتنفيذ أهداف وغايات الدعوة، وإيجاد أساس جيد، أعلنا وقف إطلاق النار في الأول من آذار، من طرف واحد... ولتسهيل تقدّم النقاش، عارضت بعض الدوائر هذا الأمر، وكان هناك من لم يعرف هذا، وكان هناك العديد من الأشخاص الذين حاولوا تخريبها من الداخل والخارج.
ولكن هذا العمل تم بصبر، ذاك الشخص الذي كان الأكثر صبراً، والأكثر محاولة، والأكثر الذي خاطر بحياته كان في الواقع شهيدنا الأخير، سري سريا أوندر، نستذكره مرةً أخرى، حقيقةً، كان سري سريا أوندر شهيدنا الأخير، سوف نستذكر ونقيّم ونتحدث دوماً عن محاولاته وعمله بامتنان.
بالنتيجة كان موقفنا هو: نحن مستعدون للقيام بكل ما يُطلب منا، قالوا "يجب أن ينعقد المؤتمر"، لكننا قلنا إننا لا نملك القوة والإرادة للقيام بذلك، وقد أعلنا ذلك أيضاً للقائد آبو عبر رسالة، بعد الدعوة، أعلنا ذلك للرأي العام في بياننا بتاريخ الأول من آذار، بعبارة أخرى، هذا لم يكن شرطاً، بل كان تعبيراً عن وضع ملموس، يعني أن القائد آبو وحده هو القادر على فعل ما يُراد فعله، لم توجد إرادة أو قوة أخرى قادرة على فعل ذلك.
طلبوا منا أن "نتخلى عن الكفاح المسلح"، وأن "نتخذ قراراً بتغيير الاستراتيجية"، وأن "نتخذ قراراً بحل حزب العمال الكردستاني"، لا يمكن لحزب العمال الكردستاني، كما قال دولت بهجلي، أن يفعل ذلك إلا القائد المؤسس لحزب العمال الكردستاني، كانت هناك رغبة في ترك السلاح، وهذا الأمر قيد المناقشة، يعني أن الجميع حمل السلاح لضمان حرية القائد آبو الجسدية، لقد انضموا إلى القائد آبو، كيف يمكننا إيقاف هذه الحرب وإلقاء هذا السلاح؟
في ذاك الوسط، حاولنا استخدام السلاح بقدر استطاعتنا لتحقيق ذاك الهدف، لمنح القوة والمساندة، هذه كانت وظيفة إدارتنا، غير ذلك، لم يكن ممكناً، لقد قلنا هذا من قبل، أثناء عملية 2013، في رسائلنا إلى القائد آبو في ذلك الوقت: نحن نخوض حرباً، سواء صح أم خطأ، ناحجة أم لا، توجد إدارة حرب، ولكن إذا كانت تلك عملية سلام، فلا يمكننا أن نكون نحن من يقودها.
نحن لا نستطيع أن نقوم بمهمة اتخاذ هذه القرارات، وإرضاء الحركة والشعب، وإعادة توجيههم، قلنا أن القائد آبو فقط هو القادر على فعل ذلك، كان هذا وضعاً واضحاً، وليس شرطاً، بل تعبيراً عما سيحدث، في ذلك الوقت، قال لنا القائد آبو: "أرحّب بقراركم هذا كرفيق، وأحترمه، وعلى هذا الأساس، سأسعى جاهداً لإنجاز كل ما يقع على عاتقي بنجاح"، لقد ظل الوضع على هذا النحو منذ ذلك الحين، هذا الوضع ليس بجديد.
مؤتمرنا اتخذ قرارات تاريخية
في الواقع، كل الذين يقودون هذه العملية في الدوائر الحكومية وفي الدولة معروفون، نريد أن يعرف الرأي العام أيضاً، لأن هناك الكثير من النقاشات، وفي النهاية، ورغم أن الأمر لم يكن بالضبط كما أردنا، فإن مشاركة القائد آبو كانت طوعية في إقناع المؤتمر والتوصل إلى قرار، وعندما حدثت مثل هذه المشاركة، تمكنا من عقد المؤتمر على الفور. لقد فعلنا ذلك بإرادتنا، في مناطقنا، وبقوتنا.
كان يُناقش على هذا النحو: "هذا سيحدث، وهذا سيحدث..." نحن قوة تقاتل، حسناً، هناك معارك ونحن نقدم شهداء، ولكننا نخوض حرباً أيضاً، ولم ننجز بعد إمكاناتنا الحربية بشكل كامل، وفي هذا الصدد، عقدنا هذا المؤتمر بإرادتنا الحرة، اتخذ مؤتمرنا قرارات تاريخية.
وجاء في التصريحات أن قرارات اليوم تاريخية، وسيتم الإعلان عن كافة القرارات قريباً، لقد اتخذنا قرارات في بعض الأجزاء، سنشارك قراراتنا مع الرأي العام، كان مؤتمرنا مفتوحاً للرأي العام، ونتائجه ستكون مفتوحة أيضاً.
القائد آبو فقط من يملك الإرادة في اتخاذ القرارات وتنفيذها
القرارات التي تم تحديدها في دعوة القائد آبو "السلام والمجتمع الديمقراطي" والتي طُلب اتخاذها من أجل عقد المؤتمر، تشمل وقف محاولات حلّ حزب العمال الكردستاني، حلّ البنية التنظيمية، ووقف أسلوب الكفاح المسلح، لكن يجب أن يكون القائد آبو هو من يقود هذه العملية ويديرها، فقط القائد آبو هو القادر على تنفيذها، يعني أنه كيف أن القائد آبو فقط وحده يملك الإرادة في اتخاذ هذه القرارات، فإن القائد آبو فقط يملك الإرادة في تنفيذها، على الجميع أن يعلم هذا.
لذلك فإن بعض الناس لا يفعلون هذا من أجل الخداع. بإمكانه أن يفعل ذلك، لكن ليس الأمر كما لو أنه لا يريد ذلك. ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال أساليب وقيادة القائد آبو ومن خلال تحقيق الشروط والظروف لحياة عمل وحياة حرة. ومن المفهوم بوضوح.
وبناءً على ذلك، اتخذنا أيضًا قرارات بشأن الشهداء. لقد اتخذنا أيضًا قرارات بشأن المكالمات. وقد قررنا أيضًا الإطار الأساسي للنضال من أجل مجتمع ديمقراطي. وقررنا أيضًا تطوير الأطر السياسية والقانونية الديمقراطية. وسنقدمها للجمهور
يعني أن بعض الناس لا يفعلون هذا من أجل الخداع، بإمكانه أن يفعل ذلك، لكن ليس الأمر كما لو أنه لا يريد ذلك، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال أسلوب وإدارة القائد آبو وذلك بتحقيق الشروط والظروف وحرية الحياة والعمل، يُفهم ذلك بوضوح.
مع هذه، اتخذنا أيضاً قرارات بشأن الشهداء، لقد اتخذنا قرارات بشأن جرحى الحرب أيضاً، وقرارات في الإطار الأساسي للنضال من أجل المجتمع الديمقراطي، كما اتخذنا قرارات لتطوير الأطر السياسية والقانونية الديمقراطية، وسنقدمها للرأي العام.
الذين يرتكبون المجازر ضد الانسان لا يمكن أن يتحرروا
الكثير من الأوساط كانت ترى بأن حزب العمال الكردستاني والقائد آبو مسؤولين عن ذلك، حتى أنهم حاولوا أن يقولوا أشياء مثل "إنهم مسؤولون"، "نحن نعتبرهم مجرمون"، "نحن من سنحكم عليهم"، وما إلى ذلك، ولكن هذا لم يكن الحقيقة، إن العقلاء والعادلين والديمقراطيين الحقيقيين قالوا دائماً: إن حزب العمال الكردستاني ليس سبباً، بل هو نتيجة، عدا ذلك، هناك أيضاً أسباب أدت إلى ظهور حزب العمال الكردستاني، يجب فهم هذه الأسباب جيداً، ما هي هذه الأسباب ومن هم أصحابها؟ السبب هو: كان هناك مجتمع تم إنكاره ويراد تدميره، أي المجتمع الكردي.
عقلية وسياسة كهذه، اتخذت القرار على أساس معاهدة لوزان؛ بين القوى الرأسمالية العالمية المهيمنة في تلك الحقبة والحركة الكمالية التي كانت لديها القدرة على إنشاء دولة جديدة في تركيا، لقد بدأت الجمهورية الكمالية عملية كهذه من خلال دستور عام 1924، منذ مئة عام، وخاصة في شمال كردستان، كانت هناك تحركات على هذا الأساس في أجزاء كردستان الأربعة.
بشكل علني وعنيف، تم تنفيذ هذا النموذج -نموذج العداء للكرد الذي يعتبر الكرد غير موجودين ويهدف إلى القضاء عليهم -على نطاق واسع من قبل الجمهورية التركية، ولكن هذا ليس كل شيء، تم تنفيذه في البداية من قبل بريطانيا، ثم تم نقله فيما بعد إلى إدارة بغداد في العراق، تم تنفيذها من قبل إدارة صدام حسين، نفذته حكومة الشاه في إيران، ولا يزال يحافظ على وجوده حتى يومنا هذا بأشكال مختلفة، وبشكلٍ ما، قل عدد الكرد في سوريا، وكانوا يتعرضون للاستبعاد باستمرار.
والكرد على مدى مائة عام ولطالما انتفضوا ضد ذلك، قاوموا بأساليب مختلفة، سموها انتفاضة، عصر الانتفاضات، أبدوا ردة فعل وقاموا بانتفاضة، قاوموا، لم يقبلوا كل شيء كما هو، ولكن فلننظر إلى العالم أجمع، العالم دعم من؟ دعم الذين هاجموا الكرد، من أجل ارتكاب المجازر، دعم الدول التي ارتكبت المجازر ضد الكرد.
في أية منطقة من العالم، سواءً كان يسارياً أم يمينياً، أو الرأسمالية الغربية أو الاشتراكية السوفييتية الحقيقية، لا أحد منهم قال "مقاومة الكرد محقة وشرعية" ولم يقوموا بدعمها، هذا يعني أنهم لم يقوموا بذلك لوحدهم، إن نظام الحداثة الرأسمالية العالمي والمهيمن، هو في الواقع نظام تم إنشاؤه في شكله الحالي على أساس غياب الكرد وتدميرهم.
هذا النموذج ليس لتركيا فقط، وليس للجمهورية التركية فقط، في الواقع، هو هكذا على المستوى العالمي، إن تقدّم مقاومة حزب العمال الكردستاني بعد عام 1990، الانتفاضات في شمال كردستان ـ انتصار ثورة الانبعاث الوطني ـ تأثيراتها الغير ناجحة، وتوحيد التطورات في كلا الجزأين غيرت الوضع إلى حدٍ ما.
حتى إن لم تعترف بعض الدول بحقوقهم، الحقوق الوطنية والديمقراطية للشعب الكردي، لقد خلقوا سياسات ابتعدت عن إنكار الكرد وتوجهوا نحو قبول وجودهم، يستمر هذا الأمر حتى يومنا هذا، ولذلك، هذا هو الوضع الآن.
هذا هو النموذج الصحيح، ما هو النموذج الذي سيتغير؟ هناك مجتمع وهوية وطنية كردية تجاوز عدد سكانها الأربعين مليون نسمة، ووصل عددهم إلى خمسين مليون نسمة، يعيشون في أرض وجغرافية محددة لكنهم منتشرين في أنحاء العالم، لم يتم القضاء عليهم على مدى مائة عام عن طريق الاستيعاب والتهجير والمجازر، هذا غير ممكن، من خلال عدائكم هذا، لا يمكنكم أن تكونوا ديمقراطيين أو مطالبين بالحرية في تركيا، أو في الشرق الأوسط، أو في العالم، من المستحيل على من يرتكب المجازر أن يعيش بحرية وديمقراطية.
هذا النموذج هو في الواقع المسؤول عن الوضع الحالي في العالم، وعن إنتاج هذا القدر الكبير من الفاشية وعن تطور الحركات العنصرية والفاشية الجديدة، يعيش على حساب كردستان، هناك حالة يعيش على حساب العداء تجاه الكرد من خلال إنكارهم وتدميرهم.
نعم، نفس الأشياء تحدث في العديد من المناطق، هل سيتغير هذا الآن؟ بعض القوى في النظام العالمي يُظهر مثل هذا النهج منذ تسعينيات القرن العشرين، وقد رأينا ذلك في مواقفهم حيال جنوب كردستان.
هل ستشهد تركيا تحولاً جذرياً؟
والآن يمكننا أن نرى ذلك في نموذج إقليم شمال وشرق سوريا، روج آفا، ومن الممكن ملاحظة تغيير واضح في السياسات، وفي الواقع فهمنا هذا" إذا لم يكن هناك حل في تركيا، فلن يكون هناك حل في أي مكان آخر، حتى لو قامت هذه الدولة أو تلك في العالم بتغيير نموذجها وتغيير سياساتها بشكل كامل؛ وحتى لو اتخذت دولة أخرى في الشرق الأوسط، دولة أخرى تسيطر على جزء آخر من كردستان، قرارات مختلفة، فلن يكون هناك حل دائم هناك، لأنَّ النظام العالمي يحقق ذلك من خلال الجمهورية التركية.
من المؤكد بأنَّ هنالك تغييرات ستحدث في تركيا، وسوف يحدث هذا مع التحول النموذجي في الجمهورية التركية، سيتم التخلي عن تلك الذهنية والسياسات المعادية للكرد، والعداء تجاه الكرد وإنكار وجوده، وبدلاً من ذلك، سيتم قبول وجود الكرد، سيتم قبول الحقوق الوطنية الديمقراطية والحياة الحرة، وسيكون من المقبول أن يعيشوا مع الشعوب الأخرى وفق نموذج أخوة الشعوب و الوحدة الديمقراطية.
وهذا ما يريده الكرد، لا توجد أي محاولة للانفصال، التقسيم، التجزئة أو التحول إلى دول انفصالية، هل ستحقق الجمهورية التركية تحولاً جذرياً؟ فهل ستتغير السياسة التي تنتهجها؟ إذا حدث هذا، فإنَّه سيؤثر على المنطقة والعالم برمته، نحن نرى هذا، هل يوجد مثل هذا الوضع في ظل الوضع السياسي الحالي في تركيا والجمهورية التركية؟ لأنَّنا لا نعرف حقيقةً، لذلك لا يمكننا قول أي شيء بوضوح.
هناك بعض الأشياء التي لاحظناها، هناك بعض الأشخاص الذين يجدون بأنَّ النموذج الحالي والسياسات والذهنية تضعهم في موقف صعب للغاية، ومن جهة أخرى هناك بعض الأشخاص الذين هم أصدقاء للكرد - مثل، سري سُريا أوندر، أنَّهم أصدقاء أقوياء جداً، وهناك أطراف ديمقراطية وأخرى اشتراكية أيضاً.
هناك بعض الأطراف التي لا تستطيع تطبيق النموذج الحالي ولا تتجه كثيراً نحو الأمام مع الصراعات والتطورات وتواجه العديد من الصعوبات، هناك أسئلة تدور في ذهن الجميع، ونحن ننظر إلى الأيام الأخيرة، يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات.
يقولون "لن تسير الأمور على هذا الشكل، نحن ندخل عصراً جديداً" أنَّهم يصرحون هذا، ولكنهم يتجاهلون نوع العمل، على سبيل المثال، ما هو العصر الجديد؟ يقولون بأنَّ هناك مشكلة عدم الاستقرار والأمن، من أين جاءت هذه المشكلة؟ لقد انتشرت الحرب من مكان آخر، نحن نسميها الحرب، وهم يسمونها إرهاباً، هناك جو من الحرب والصراع، من أين تأتي؟ إنَّهم لا يجيبون على هذا السؤال حقاً، نعم، هذه الأشياء موجودة، وحزب العمال الكردستاني يفعل هذه الأشياء، ولكن هذا يحدث بسبب عقلية وسياسة الإنكار اتجاه الكرد والتي تهدف إلى تدميرهم، وتنشأ مشكلة الأمن وعدم الاستقرار بسبب الوضع المجزأ الذي يعاني من الصراعات الداخلية.
إنَّ تركيا الحالية لا تستطيع بناء وحدتها وسلامتها وقوتها، ولهذا السبب لا يستطيعون قول ذلك بشكل علني، هذا ما يقوله بعض الأطراف، وخاصة الأطراف اليسارية- الديمقراطية، والأطراف التي تطالب بتحرير المرأة، لدينا أصدقاء وحلفاء، وهم يفعلون هذا، ولكن داخل المؤسسة السياسية المهيمنة، هناك من يقول "لا بد من حل هذه المشكلة بطريقة أو بأخرى" وهناك من يقول أيضاً "يجب الاعتراف بالكرد" لقد وصل الأمر إلى هذا المستوى.
عندما قال ديميريل في عام 1992 "نحن نعرف الحقيقة الكردية" حتى دوغان غورش كان يتحدث باللغة الكردية، ولا يزال الوضع على حاله الآن، وهناك تصريحات مماثلة من أحزاب المعارضة - وخاصة حزب الشعب الجمهوري، وكان موقف حزب العدالة والتنمية مختلفاً جداً في الماضي، بمعنى آخر، بعد وصوله إلى السلطة، اتجه نحو نموذج الدولة، قبل أن يتولى السلطة كان شيئاً، وبعد أن تولى السلطة أصبح شيئاً آخر، وقال القائد آبو عن نهج حزب الحركة القومية ودولت بهجلي "أرى تحولاً نموذجياً" إنَّه واضحٌ بشكل جزئي، ولكن بدون مثل هذا الوضوح، لا يمكننا التأكيد على أي شيء فليوضحوا هذا المسألة.
هناك قوة تسمى الدولة العميقة، يتم التعبير عنها، تعريفها والحديث عنها، ونحن نقول ذلك، ولكننا لا نعرف ما هي شكلها ونهجها ؟
يسمونها الدولة العميقة، الدولة السرية، لا أعلم، منظمات سوبر غلاديو، تنظيمات الكونتر-كريلا، تنظيمات مبنية على علاقات مع النظام وحلف شمال الأطلسي "الناتو" وهناك قضية معاداة الكريلا في تركيا، والتي لم يتم حلها بعد، لم يتم التأثير عليها.
ولا تزال مستمرة، والقائد آبو قال بإنَّ وجودها "آلية عمل الانقلاب" هناك آلية للتأثير المستمر، السياسة لا تستطيع اتخاذ القرارات، السياسة لا تعمل.
السياسة لا تستطيع إجراء التغييرات أو اتخاذ القرار بشأنها، كل هذا مبني على الانقلابات، وقيل أن الآليات المذكورة تعمل وتحدث بشكل فعال.
نحن لا نعلم هذا، ولكن نستطيع أن نستخلص هذا الاستنتاج من تجاربنا، عندما قيَّم القائد آبو الوضع في عام ١٩٩٣، عندها قال القائد "لقد اقتربنا من الجبهة، لقد أخذنا الدولة من كافة الجهات، واقتربنا منها بهذا الشكل، لذلك ارتكبنا خطاً" وبقولنا "بعدها أدركنا أن الأمر ليس كذلك، كانت هناك نهج وأراء مختلفة داخل الدولة، وكانت هناك أيضاً خلافات وصراعات، على سبيل المثال، كان أوزال تياراً، حتى لو قال أوزال ذلك، فلا بد أنَّهم تعاونوا مع بعضهم البعض، فهم جميعاً على نفس الوضعية ونفس المنوال ، وربما يلجؤون إلى الحيل والألاعيب" لقد كنا قريبين جداً من الجبهة.
لم يكن تيار أوزال قوياً، لقد تم قمع الاتجاهات المعارضة – الكونتر-كريلا، الدولة العميقة، أو أي شيء آخر تريد تسميتها، لقد شجعوا العنف، وعرقلوا الحلول، بل وأزالوها أيضاً، كما قاموا بالقضاء على تيار أوزال والنزعة نحو الحل داخل الدولة.
إنَّ الأحداث التي شهدتها تركيا بين عامي 1993 و1998 تضمنت أحداثاً بالغة الأهمية وذات معنى، كيف تم القضاء على تيار أوزال داخل الجيش والبيروقراطية؟ ينبغي البحث في هذه الأمور بوعي وإدراك شديد، بهذا الشكل تم التضييق علينا.
لقد شارك القائد آبو في هذه العملية داخل حزب العمال الكردستاني منذ عام 1990، أي أنَّه قام بدوره على أكمل وجه، ما هو الدور الذي قام به؟ انظر، مكتوب هناك "لقد مزقت الوثيقة التي أمرت بإبادة الكرد، وجعلتَ العالم أجمع يقول بإنَّ الكرد أحياء ولهم وجود" لقد صرح الرفيق فؤاد عن هذه الأشياء في شباط 1986، في تلك الفترة انطلقت قفزة 15 آب، لقد مزقت قفزة 15 آب تلك الوثيقة، ماذا حدث لإحياء المجتمع؟ وفي عام 1990، تحولت إلى انتفاضة بقيادة المرأة، لقد أطلقنا على هذه الثورة اسم الانبعاث الوطني، وبهذه الطريقة، قام حزب العمال الكردستاني بأداء دوره السابق على أكمل وجه.
قال القائد آبو في عام 1994 "اكتمل الانبعاث، والآن هو وقت الخلاص" ومع ذلك فإنَّ الخطوات التي اتخذت في هذا المجال خلال 30-50 سنة الماضية والجهود المبذولة لتطويره بشكل أحادي الجانب كانت دائماً يتم عرقلتها ولذلك بقيت دون نتائج، من قبل أطراف عديدة.
بعد وقف إطلاق النار في الأول من أيلول 1998، عقد الحزب اجتماعات مع الأطراف العسكرية والمدنية والوحدات المختلفة، بدءاً من داخل السجن وحتى أوروبا، على سبيل المثال، لم تكن عملية وقف إطلاق نار من جانب واحد، تحدثتُ حينها مع القائد آبو، وقال "لا يوجد حل مع عملية وقف إطلاق النار من جانب واحد، دعونا لا نفعل ذلك مرة أخرى" صحيح أنَّنا كنا نفكر بنفس الشيء الذي فكر به القائد بشأن هذه المسألة، وبعد ذلك تم إعلان عن عملية وقف إطلاق النار في الأول من أيلول، ولكن هذا لم يكن من جانب واحد، وكانت هناك أطراف تقبل وتلعب دور الضامن باسم الدولة.