الجيش الألماني يتخذ إجراءات حازمة بحق قوات المظليين على خلفية اتهامات بالتطرف وسوء السلوك

اتخذ الجيش الألماني إجراءات صارمة بحق وحدات من قوات المظليين، عقب اتهامات خطيرة تتعلق بالتطرف اليميني وسوء السلوك وطقوس عنف وتعاطي المخدرات، شملت فصل عدد من الجنود وفرض قيود على الخدمة العسكرية، وذلك رغم استمرار التحقيقات الجارية، بحسب ما أفاد موقع "إن تي في" الألماني.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن النيابة العامة تجري تحقيقات بحق 19 جنديًا، بالتوازي مع إعداد خطة عمل خاصة بقوات الإنزال الجوي، استنادًا إلى تقرير يُعدّه قائد القوات البرية، هارالد جانته، يتوقع أن يتضمن إجراءات تتعلق بالتدريب والقيادة والوقاية، بهدف منع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلًا.

وأوضحت صحيفة "فرانكفورت ألجماينه" أن التحقيقات مستمرة منذ أشهر داخل فوج المظليين رقم 26، ولا تقتصر الاتهامات على التطرف اليميني والسلوك غير اللائق، بل تشمل أيضًا طقوس عنف وتعاطي مخدرات.

ووفقًا للتقارير، يواجه عشرات المشتبه بهم اتهامات بالاعتداءات الجنسية والتنمر ضد النساء، كما يُشتبه في تورط ما لا يقل عن 30 جنديًا في حوادث ذات طابع يميني متطرف، مع الإشارة إلى أكثر من 200 واقعة منفصلة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر داخل الفوج معلومات عن تبادل تحيات نازية وتنظيم "حفل نازي مزعوم"، إلى جانب وجود مجموعة يمينية متطرفة معادية للسامية بشكل علني داخل الوحدة، فضلًا عن تعرض النساء في صفوف القوة لسلوكيات استعراضية.

من جهته، قال المتحدث باسم لواء الإنزال الجوي الأول في مدينة زارلويس إنه لا يمكن في الوقت الحالي تأكيد أو نفي الوقائع الفردية، طالما أن النيابة العامة وهيئة الادعاء العسكري تواصلان التحقيقات.

وحذر قائد القوات البرية هارالد جانته من خطورة هذه الوقائع على المؤسسة العسكرية، قائلًا لصحيفة "فرانكفورت ألجماينه": "ما جرى في تسفايبروكن صادم، ليس فقط بسبب الأحداث، بل بسبب أسلوب التعامل معها داخل الجيش. القيادة السيئة غير مقبولة ولن يتم التسامح معها".

وأكد متحدث باسم الجيش الألماني أن هذه الانتهاكات، في حال ثبوتها، تشكل تهديدًا مباشرًا لسمعة القوات المسلحة الألمانية، مشددًا على أن التطرف اليميني والسلوك الجنسي غير اللائق لا مكان لهما داخل البوندسفير.

وتشارك في التحقيقات النيابة العامة، وهيئة الادعاء العسكري، وجهاز الاستخبارات العسكرية، وقد جرى بالفعل فصل عدد من الجنود، إلى جانب فرض حظر على ممارسة الخدمة بالزي العسكري في عدة حالات.

وأوضح متحدث باسم نيابة مدينة تسفايبروكن أن التحقيقات تشمل 19 جنديًا من رتب الجنود وضباط الصف، وتركز أساسًا على مخالفات محتملة لقانون استهلاك القنب، إضافة إلى اتهامات بالتحريض على الكراهية واستخدام رموز منظمات محظورة دستوريًا. ويضم فوج المظليين رقم 26 نحو 1700 جندية وجندي.