بث تجريبي

استطلاع: ثلثا الأوروبيين يشككون في قدرة جيوشهم على مواجهة روسيا مع استمرار الحرب الأوكرانية

بعد أربع سنوات على اندلاع الحرب في أوكرانيا، تتعمق القطيعة بين روسيا وأوروبا، بينما يواجه الاتحاد الأوروبي أزمة ثقة متزايدة لدى مواطنيه في قدرته العسكرية على ردع موسكو، رغم المليارات التي ضُخت لتعزيز الدفاع الأوروبي.

ومع دخول عام 2026، تبدو الخيارات العسكرية لأوكرانيا محدودة، رغم استمرار الدعم الأوروبي، في وقت تحافظ فيه القوات الروسية على تقدمها الميداني بوتيرة بطيئة، مقابل خسائر بشرية مرتفعة للغاية.

وأظهر استطلاع رأي جديد أجرته شركة Cluster 17 لصالح مجلة Le Grand Continent، أن 69% من الأوروبيين في تسع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي لا يثقون في قدرة جيوش بلدانهم على الدفاع عن أراضيهم في حال تعرضها لهجوم روسي.

وشمل الاستطلاع فرنسا وكرواتيا وألمانيا وبولندا وهولندا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبلجيكا، بعد أيام فقط من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده "مستعدة الآن" لمواجهة أوروبا.

وسجلت فرنسا أعلى مستوى من الثقة، حيث قال 44% من المشاركين إنهم يثقون بقدرة جيشهم، مقابل 51% أعربوا عن تشاؤمهم، بينما جاءت أدنى مستويات الثقة في بلجيكا وإيطاليا والبرتغال، حيث تجاوزت نسبة عدم الثقة 85%.

وأشار معدو الاستطلاع إلى أن العامل الجغرافي يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل هذه التصورات، إذ تشعر الدول البعيدة جغرافيًا عن روسيا بأنها أقل قدرة على خوض مواجهة عسكرية مباشرة مع موسكو.

ويأتي هذا التراجع في ثقة الرأي العام رغم أن الاتحاد الأوروبي أطلق سلسلة حزم دفاعية ضخمة، بهدف ضمان جاهزية القارة لمواجهة أي تهديد روسي بحلول عام 2030، في إطار جهود إعادة تسليح غير مسبوقة بلغت مئات المليارات من اليورو.

كما اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على زيادة إنتاج الأسلحة وتسريع وتيرة الاستحواذ العسكري، في وقت تحذر فيه أجهزة استخبارات غربية من احتمال أن تختبر موسكو التزام حلف شمال الأطلسي بالمادة الخامسة المتعلقة بالدفاع الجماعي.

في المقابل، تواجه أوكرانيا عام 2026 بخيارات عسكرية ضيقة، رغم موافقة الاتحاد الأوروبي على قرض حاسم بقيمة 90 مليار يورو، يكفي لتمويل المجهود الحربي الأوكراني حتى أواخر عام 2027، لكنه لن يُحدث تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى، بحسب خبراء.

وتشير التقديرات إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى نحو 228 ألف دولار في الدقيقة، فيما تنفق روسيا قرابة 16.6 مليار دولار شهريًا على العمليات العسكرية، ما يعادل 44% من إيراداتها الضريبية، بينما يخصص الجانب الأوكراني نحو 30% من ناتجه المحلي الإجمالي للمجهود الحربي.

سياسيًا، طرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسودة محدثة لخطة سلام من 20 بندًا، تشمل تجميد القتال عند خطوط التماس الحالية، وإنشاء مناطق منزوعة السلاح في شرق البلاد، وإجراء انتخابات رئاسية، مع الإبقاء على طلب الانضمام إلى حلف الناتو.

في المقابل، اعتبرت موسكو الخطة "نقطة انطلاق" فقط، مؤكدة أنها تفتقر إلى عناصر جوهرية من وجهة نظرها، وتسعى إلى إدخال تعديلات جوهرية عليها، وفق ما نقلته وكالة "بلومبرج" عن مصدر مقرب من الكرملين.

وعسكريًا، تشير تقديرات استخباراتية غربية إلى أن روسيا فقدت خلال عام 2025 وحده أكثر من 400 ألف قتيل وجريح، فيما قدّرت الاستخبارات الدفاعية البريطانية إجمالي الخسائر الروسية منذ بدء الحرب في 2022 بأكثر من 1.118 مليون فرد.

قد يهمك