أفادت السفارة الروسية في الخرطوم لوكالة “نوفوستي” أن الطائرة العسكرية من طراز “إيليوشن 76” التي تحطمت شرق السودان قبل يومين لم يكن على متنها أي مواطن روسي، استنادًا إلى معلومات أولية حصلت عليها من مصدرين عسكريين.
وأوضحت السفارة أن الطائرة الروسية الصنع سقطت أثناء محاولة هبوط في قاعدة جوية بمدينة بورتسودان، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم، وسط ترجيحات بأن يكون السبب خطأ بشري أو عطلًا فنيًا مفاجئًا، وحتى الآن لم تُصدر القوات المسلحة السودانية بيانًا نهائيًا حول عدد الضحايا أو تفاصيل إضافية.
وقع الحادث في قاعدة دقنه الجوية، حيث أكدت مصادر عسكرية أن الطائرة التابعة للجيش السوداني تعرضت لعطل فني حاد أثناء محاولة الهبوط ما أدى إلى تحطمها الكامل ومصرع طاقمها.
وواصلت المصادر التأكيد على عدم وجود إعلان رسمي يحدد عدد الضحايا، ما يبقي الغموض مسيطرًا على الحصيلة النهائية.
تعد طائرة “إيليوشن-76” من الركائز الأساسية للنقل العسكري في السودان، وقد لعبت خلال السنوات الماضية دورًا محوريًا في نقل الإمدادات والجنود عبر خطوط المواجهة.
ويُعد فقدانها في هذا الحادث ضربة موجعة لقدرات الجيش اللوجستية، خصوصًا مع استمرار النزاع واتساع رقعة العمليات العسكرية.
ألقى الحادث بظلال إنسانية قاسية، حيث نعى الصحفي المعروف عثمان ميرغني ابن أخيه الضابط في القوات الجوية عمران علي ميرغني، الذي قضى في التحطم غرب بورتسودان. وأشار ميرغني إلى أن الفقيد كان يؤدي واجبه منذ اندلاع الحرب، فيما أكدت مصادر عسكرية أن كامل الطاقم فقد حياته في الحادثة.
وأوضحت مصادر محلية أن الطائرة سقطت مساء 9 ديسمبر 2025 في منطقة أدار أويب غرب مدينة بورتسودان أثناء استعدادها للهبوط، مؤكدة أن عطلاً فنياً كان السبب المباشر للحادث، كما استبعدت التحقيقات الأولية فرضية تعرض الطائرة لاستهداف معادٍ، بينما لا يزال غياب أي بيان رسمي يزيد من الضبابية حول طبيعة العطل.
يمثل هذا الحادث رابع خسارة لطيـرة من طراز “إيليوشن-76” خلال العام الجاري، في ظل تصاعد العمليات القتالية وتنامي استخدام قوات الدعم السريع لمنظومات تشويش متطورة.
كما يأتي بعد تحطم طائرة مماثلة في غرب كردفان بسبب خلل في الجناح الأيمن أدى إلى اشتعالها وسقوطها قرب الفرقة 22 مشاة، ما أثار جدلاً واسعًا حول جاهزية الأسطول الجوي في بيئة الحرب الحالية.
تعد طائرة “إيليوشن-76” ناقلة عسكرية سوفيتية الصنع تعمل في السودان منذ عقود، وتُستخدم أساساً لنقل المعدات والقوات في ظروف تشغيل صعبة، وقد أدت الحرب المستمرة إلى ضغط كبير على الأسطول الجوي، ما رفع من معدلات الأعطال والحوادث خلال الأشهر الأخيرة.