بث تجريبي

رئيس الأمن النووي الأمريكي يشدد الإجراءات بعد خروقات حساسة وإعلان ترامب عن تجارب نووية جديدة

بعد أسابيع قليلة من توليه مسؤولية الإشراف على الترسانة النووية الأمريكية، وجد براندون ويليامز، رئيس الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA)، نفسه في مواجهة مباشرة مع جدل واسع أثاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه المفاجئ عن إمكانية استئناف التجارب النووية.

ويليامز، وهو ضابط بحري سابق وعضو كونغرس سابق عن شمال نيويورك، لا يمتلك خلفية تقنية عميقة في إدارة المجمع النووي الأمريكي، إلا أنه بادر فور توليه المنصب بتوجيه تعليمات صارمة لمرؤوسيه لتعزيز إجراءات حماية المعلومات السرية المتعلقة بأخطر الأسلحة في العالم.

وفي مذكرة حملت نبرة تحذيرية غير معتادة، عنوانها: "URGENT: Upholding Our Oath / عاجل: الوفاء بقسمنا"، خاطب ويليامز رؤساء المختبرات النووية والمصانع التابعة للوكالة قائلًا:
"هذا ليس اقتراحًا. إنه أمر. أمننا القومي لا يسمح بأي بديل."

وذكرت "نيويورك تايمز" أن نبرة الرسالة وانتشارها الواسع يعكسان حجم القلق داخل الوكالة، خصوصًا بعد إعلان ترامب الشهر الماضي استئناف التجارب النووية، وهو قرار أثار اعتراضات داخلية، حتى من مسؤولين في الوكالة نفسها، وفقًا لشبكة CNN.

مخاوف من تدهور السلامة النووية

ورث ويليامز، الذي وصفه تقرير سابق بأنه "مليونير يبدأ يومه بقراءة الكتاب المقدس"، منظومة ضخمة ومتشعبة يبلغ حجم ميزانيتها 25 مليار دولار، وتضم أكثر من 65 ألف موظف موزعين على منشآت تمتد من الساحل الشرقي إلى الغربي.

ورغم الإجراءات الفيدرالية المشددة، تشير تقارير وزارة الطاقة إلى وقوع خروقات أمنية متعددة خلال الأعوام الأخيرة، معظمها يتعلق بمختبرات الأسلحة النووية.

وفي مذكرته، حذّر ويليامز من أن هذه التجاوزات "قوّضت ثقة القيادة الوطنية بقدرتنا على حماية المعلومات الحساسة"، مؤكدًا أن أي تسريب، مهما بدا بسيطًا، يمثل تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية.

خروقات متتابعة في منشآت حساسة

كان مصنع مدينة كانساس سيتي، المسؤول عن تصنيع الأجزاء الميكانيكية للرؤوس النووية، من بين الجهات التي تلقت الرسالة، بعدما كشفت ثلاثة حوادث منفصلة هذا العام عن تعرّض معلومات سرية حول تصميم الأسلحة للاختراق. ورغم عدم توجيه اتهامات جنائية، وافقت إدارة المصنع على عقوبات مدنية وتعزيزات أمنية.

كما تلقى توماس ماسون، مدير مختبر لوس ألاموس الشهير—الذي وُلدت فيه القنبلة الذرية—نسخة من المذكرة، في أعقاب حوادث متكررة خلال عامي 2023 و2024 شملت إدخال أجهزة غير مصرح بها إلى مناطق محظورة، بينها هواتف محمولة وسماعات أذن وآلات قهوة تعمل بتقنية البلوتوث.

وتسلط هذه الحوادث الضوء على تزايد القلق داخل المجمع النووي الأمريكي بشأن قدرة الوكالة على السيطرة على نظام أمني معقد، في وقت يعيد فيه البيت الأبيض طرح سياسات نووية مثيرة للجدل.

قد يهمك