بث تجريبي

ترامب يختصر خطته للسلام في أوكرانيا إلى 22 بندًا… وواشنطن تتحدث عن تنازلات روسية ومرونة متبادلة

في خطوة لافتة على مسار الجهود الأمريكية لإحياء مسار التسوية في أوكرانيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليص خطته للسلام من 28 بنداً إلى 22 بنداً، بعد شطب ست نقاط قال إنها لم تعد مناسبة لطبيعة المرحلة الحالية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه واشنطن وموسكو إلى وجود مساحة مشتركة يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسي يُنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ترامب: النزاع يتحرك في اتجاه واحد… والأراضي قد تصبح روسية "في نهاية المطاف"

وفي تصريحاته، قال ترامب إن الجانب الروسي يقدم تنازلات مهمة يمكن أن تشكل أساسًا لاتفاق شامل، معتبرًا أن أكبر تنازل قد تقدمه موسكو هو "قبول وقف القتال والكف عن اقتطاع المزيد من الأراضي".

وأضاف  ترامب، أن النزاع أصبح يسير في “اتجاه واحد”، في إشارة إلى تغير ميزان السيطرة على الأرض، مشيراً إلى أن بعض الأراضي في أوكرانيا "قد تصبح روسية في نهاية المطاف" في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق سريع.

 يعكس هذا التصريح  رؤية ترامب الواقعية لمسار الحرب، والتي تقوم على تجميد خطوط السيطرة مقابل إطلاق مفاوضات أوسع بين الجانبين.

بوتين: الخطة الأمريكية يمكن أن تكون "أساساً للحل النهائي"

من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المسودة الأمريكية المختصرة للخطة أصبحت أكثر قابلية للنقاش، مشيراً إلى أن موسكو مستعدة لإبداء المرونة إذا كانت واشنطن راغبة في التفاهم حول القضايا الجوهرية للنزاع، وعلى رأسها وضع الأقاليم التي ضمتها روسيا منذ 2022.

وقال بوتين إن،"الخطة الأمريكية يمكن أن تشكل أساساً للحل، وقد تلقينا إشارة بأن الولايات المتحدة تريد مرونة من الجانب الروسي، ونحن مستعدون لذلك."

  تعكس تصريحات الطرفين أن قنوات التفاوض غير المعلنة تسير بوتيرة أسرع مما تظهره المواقف العلنية، خصوصاً مع الضغوط الاقتصادية والعسكرية الواقعة على الطرفين.

شطب 6 بنود… ما الذي تغيّر في خطة ترامب؟

رغم أن البيت الأبيض لم يكشف تفاصيل البنود المحذوفة، فإن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن التعديلات ركّزت على، تخفيف المقترحات المتعلقة بانتشار القوات الدولية، وحذف البنود المرتبطة بعقوبات مشددة على موسكو، إعادة صياغة ملف الحدود بما يتوافق مع الواقع الميداني الحالي، وتخصيص مساحة أكبر لمفاوضات مباشرة بين كييف وموسكو.

هذه التعديلات تعكس رغبة الإدارة الأمريكية في جعل الخطة أكثر واقعية وقابلة للقبول من جانب روسيا، التي رفضت المسودة الأولى لاحتوائها على “شروط مهينة”  بحسب وصف مسؤولين روس.

تسوية "على مراحل"… وهاجس وقف النار

تشير المعطيات إلى أن واشنطن تريد دفع موسكو وكييف نحو اتفاق مرحلي يبدأ بوقف الأعمال القتالية ثم الانتقال نحو ترتيبات سياسية وأمنية طويلة الأمد، مع بقاء بعض الملفات الحساسة مثل وضع دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون مفتوحة للنقاش، وأكد ترامب  أن وقف إطلاق النار يمثل "النقطة المركزية" في الخطة، وأن موسكو أبدت استعداداً مبدئياً للتعاطي معه.

كييف بين ضغوط الغرب وحسابات الميدان

ورغم عدم صدور تعليق مباشر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التعديلات الأمريكية، تشير التقديرات إلى أن كييف تواجه ضغوطاً متزايدة من القوى الغربية لإظهار مرونة أكبر، خصوصاً بعد تراجع الدعم العسكري الأوروبي والجمود في الجبهات شرقي البلاد.

  قال دبلوماسيون غرب،  إن كييف “لم تعد في موقع يسمح لها برفض كل المقترحات”، وإن المجتمع الدولي يبحث عن مخرج يحفظ ماء وجه الجميع.

 

قد يهمك