مصر تكشف عن مقبرة "وسر إف رع" والتي تعود لعصر الأسرة الخامسة

أعلنت مصر عن اكتشاف مذهل في منطقة سقارة الأثرية، حيث تمكنت البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة الدكتور زاهي حواس للآثار والتراث من الكشف عن مقبرة الأمير "وسر إف رع" ابن الملك "أوسر كاف" أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، حيث تحمل هذه المقبرة العديد من الأسرار التي تعكس عظمة تلك الحقبة التاريخية.

ومن أبرز الاكتشافات في المقبرة هو العثور على باب وهمي من الجرانيت الوردي، والذي يعتبر الأول من نوعه من حيث حجمه الضخم، حيث يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار ونصف، وعرضه 1.15 متر.

الباب مزين بنقوش هيروغليفية دقيقة توضح اسم الأمير وألقابه المتعددة، مثل "الأمير الوراثي، حاكم إقليمي بوتو ونخبت، الكاتب الملكي، الوزير، القاضي، والكاهن المرتل". هذه النقوش تعكس المكانة الرفيعة للأمير داخل الدولة القديمة.

كما تم العثور داخل المقبرة على تمثال للملك زوسر وزوجته وبناته العشرة. تشير الدراسات الأولية إلى أن هذه التماثيل كانت موجودة في غرفة بجوار هرم الملك زوسر المدرج، وتم نقلها إلى مقبرة الأمير "وسر إف رع" خلال العصور المتأخرة.

ويفتح هذا الاكتشاف باب التساؤلات حول السبب وراء نقل هذه التماثيل من مكانها الأصلي إلى هنا، وتستمر البعثة في استكمال أعمالها لفهم أبعاد هذا النقل.

ومن بين الاكتشافات الأخرى، تم العثور على مائدة للقرابين مصنوعة من الجرانيت الأحمر، بقطر 92.5 سم، وتحمل نصًا هيروغليفيا يحدد قوائم القرابين.

كما تم العثور على تمثال ضخم من الجرانيت الأسود بارتفاع 1.17 متر يمثل رجلًا واقفًا، وعلى صدره نقوش هيروغليفية تحمل اسم صاحبه وألقابه. تشير الدلائل إلى أن هذا التمثال يعود إلى "الأسرة 26"، مما يفتح احتمال إعادة استخدام المقبرة في العصر المتأخر.

وفي الجهة الشرقية للمقبرة، فقد تم العثور على مدخل آخر مزين بكتفيين من الجرانيت الوردي، عليهما نقوش لصاحب المقبرة وألقابه.

وإلى الشمال من العتب، اكتشفت البعثة مجموعة مكونة من 13 تمثالًا من الجرانيت الوردي جالسين على مقاعد ذات مسند مرتفع. يعتبر هذا الاكتشاف الأول من نوعه في منطقة سقارة، ويعزز فهمنا لطقوس الدفن والتكريم في تلك الفترة الزمنية.

وتشير الاكتشافات المستمرة في المقبرة لأبعاد جديدة لحياة الأمير "وسر إف رع" في العصور القديمة، وتفتح الأفق لفهم أعمق لثقافة وطقوس تلك الحقبة.

ولا يزال الباحثون يواصلون أعمالهم في المنطقة، موجهين اهتمامهم إلى دراسة تماثيل الجرانيت والأسلوب الفني الذي يعكس مدى تطور الفنون التشكيلية في مصر القديمة.