أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن دوائر سياسية وأمنية في إسرائيل تخشى من احتمال ممارسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا على تل أبيب للانسحاب من جنوب سوريا ومنطقة قمة جبل الشيخ، وذلك عقب اللقاء الذي جمعه الأسبوع الماضي في البيت الأبيض بالرئيس السوري أحمد الشرع.
ووفق التقرير المنشور على موقع الصحيفة الإلكتروني واي نت اليوم الجمعة، فإن إسرائيل تعمل في الوقت الراهن على تجديد مواقع عسكرية في جبل الشيخ استعدادًا لشتاء قاسٍ، في وقت ترى فيه واشنطن ودمشق أن بقاء القوات الإسرائيلية هناك قد لا يستمر طويلًا بعد التقارب السياسي الأخير بين ترامب والشرع.
وبعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، شنت إسرائيل ضربات على مواقع عسكرية سورية بهدف إضعاف القدرات القتالية للنظام الجديد، كما عززت وجودها العسكري في جنوب سوريا وعلى قمة جبل الشيخ، التي تعتبرها مؤسسة الأمن الإسرائيلية موقعًا استراتيجيًا يشرف على مسارات تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وخاصة نحو حزب الله.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ داخل الجولان السوري المحتل بثماني نقاط استيطانية على مسافة بضعة كيلومترات داخل الأراضي السورية، ضمن منطقة يسكنها نحو 70 ألف شخص من قرى جنوب حوران.
وأضاف التقرير أن اتصالات محدودة جرت خلال الأشهر الأخيرة بين ممثلين عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومبعوثين من حكومة الشرع، دون تحقيق تقدم ملموس، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات تهدف للوصول إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار يحل محل الترتيبات التي كانت قائمة منذ عام 1974 وحتى انهيار نظام الأسد العام الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق المقترح لا يمثل مسارًا للتطبيع أو اتفاق سلام، لكنه قد يفرض معادلات جديدة على إسرائيل إذا قرر الرئيس الأمريكي الضغط لتنفيذه، على غرار الضغط الذي مورس عليها في ملف وقف إطلاق النار في غزة.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد كشف في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء الماضي أن حكومته تخوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مؤكدًا تحقيق تقدم ملحوظ، لكنه ربط التوصل إلى اتفاق نهائي بانسحاب إسرائيل إلى خطوط ما قبل 8 ديسمبر.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل منفتحة على مناقشة الانسحاب من جنوب سوريا ومنطقة جبل الشيخ ضمن صفقة أشمل لتجديد وقف إطلاق النار، شريطة الحفاظ على حرية العمل العسكري ضد ما تصفه بالتهديدات الناشئة في المنطقة، في وقت تتزايد فيه التقديرات بأن تل أبيب تقترب من تنفيذ عملية عسكرية محدودة ضد حزب الله في لبنان.
وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية، وفق التقرير، إلى أن العملية المحتملة قد تشمل سلسلة ضربات جوية ضد منشآت إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة في سهل البقاع وبيروت، وسط اعتقاد بأن حزب الله ما زال يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ وعددًا كبيرًا من المسيّرات الهجومية وغيرها، التي جرى تطويرها بعد الحرب الأخيرة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتذكير بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي أكد فيها أكثر من مرة خلال العام الماضي أن بلاده لن تنسحب من قمة جبل الشيخ التي سيطرت عليها بعد انهيار نظام الأسد.
فضاءات الفكر
منبر الرأي