فتحت مراكز الاقتراع في العراق صباح الثلاثاء أبوابها أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية السادسة، لاختيار أعضاء البرلمان الجديد المكوّن من 329 نائباً، وسط أجواء إقليمية متوترة وصراع داخلي على تثبيت الاستقرار السياسي في البلاد.
أحد الجوانب المختلفة في سياق هذه الانتخابات هو التقدم الذي تحققه عملية السلام مع المكون الكردي في تركيا، بعد إطلاق الزعيم الكردي عبدالله أوجلان نداء السلام والمجتمع الديمقراطي في فبراير الماضي وما ارتبط بذلك من تطورات كان آخرها انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من تركيا.
في هذا السياق، أكد المحلل السياسي العراقي الدكتور حكيم عبدالكريم، في تصريح لموقع "المبادرة"، أن عملية السلام في تركيا بالفعل كان لها انعكاسات إيجابية على المشهد الانتخابي في إقليم كردستان العراق، حيث تسيطر حالة من الهدوء لا سيما في المناطق القريبة من مرتفعات قنديل، مع توقف الضربات التي كانت تقوم بها تركيا بداعي ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وأضاف السياسي العراقي أن عملية السلام انعكست كذلك بشكل إيجابي على العلاقات بين القوى السياسية الكردية الرئيسية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وقلت حدة التوتر بينهما، في إشارة منه إلى التباينات التي كانت بين الحزبين بشأن التدخلات التركية في شمال العراق والموقف من حزب العمال الكردستاني.
وتستمر عملية التصويت من الساعة السابعة صباحاً حتى السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، على أن تُعلن النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع، وفق ما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
ويبلغ عدد العراقيين الذين يحق لهم التصويت أكثر من 21 مليون مواطن، بعد أكثر من عقدين على الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام صدام حسين، وسنوات طويلة من المواجهات مع تنظيم داعش التي أرهقت البلاد سياسياً واقتصادياً.
ورغم الانتظام النسبي في إجراء الانتخابات خلال السنوات الماضية، لا تزال الديمقراطية العراقية تواجه تحديات متجذرة تتمثل في تفشي الفساد وضعف الإدارة العامة، ما يثير حالة من الشكوك لدى قطاعات واسعة من المواطنين حول جدوى العملية الانتخابية.
ويشارك في هذا الاستحقاق أكثر من 7700 مرشح، بينهم نسبة تمثل 30 في المئة من النساء، مع تخصيص ربع مقاعد البرلمان لهنّ وفق نظام الكوتا. وتشرف على مراقبة العملية الانتخابية بعثات دولية من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لضمان النزاهة والشفافية.
وشهدت الحملة الانتخابية حوادث عنف متفرقة، أبرزها مقتل المرشح السني صفاء المشهداني في العاصمة بغداد الشهر الماضي، ما ألقى بظلاله على المشهد الانتخابي وأثار المخاوف من تأثير التوترات الأمنية على سير العملية الديمقراطية.