أكد النائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في تركيا، جنكيز جيجك، ضرورة سنّ قوانين خاصة بالعملية الانتقالية، تمهّد لتحول حركة التحرر الكردستاني من الكفاح المسلح إلى النضال السياسي الديمقراطي، مشدداً على أن هذا الإطار التشريعي يجب أن يكون بمثابة "قانون للعملية الانتقالية" أو "قانون خاص بحزب العمال الكردستاني".
وأوضح جيجك، في حوار مع صحيفة "يني أوزغور بوليتيكا"، أن الهدف من هذه القوانين هو الانتقال من قرن الصراع والإنكار إلى قرن جديد تسوده العدالة والمواطنة المتساوية، عبر تجاوز السياسات التي تنظر إلى الوجود الكردي كتهديد. وأضاف أن "العقل الحقوقي الجديد" الذي يتحدث عنه يسعى إلى تحويل حركة التحرر الكردستانية إلى حركة سياسية وقانونية ديمقراطية فاعلة في مجتمع حر.
قانون التكامل الديمقراطي
وفي حديثه عن "قانون التكامل الديمقراطي"، أشار إلى أن الأولوية تتمثل في خلق بيئة ديمقراطية تنهي التمييز ضد الكرد وتكفل مشاركتهم في الحياة العامة بلغتهم وثقافتهم، مؤكداً أهمية إقرار قانون لمكافحة التمييز وتحديث مفهوم المواطنة، وتعزيز الإدارات المحلية القائمة على إرادة الشعب، وترسيخ الحق في التعليم باللغة الأم، وضمان حرية الفكر والتنظيم.
ورداً على تصريحات صبري أوك حول ضرورة القوانين الخاصة بالعملية بدلاً من العفو، شدّد جيجك على أن "الكرد ليسوا مجرمين حتى يُعفى عنهم"، بل شعب حُرم من حقوقه، لذا فالحاجة ليست إلى عفو بل إلى تشريعات تفتح الطريق أمام الانتقال السلمي إلى الديمقراطية.
وطالب جيجك البرلمان التركي بإقرار هذه القوانين بالتوافق بين جميع الأحزاب، وليس استناداً إلى أغلبية الحزب الحاكم فقط، مؤكداً أن اللجنة البرلمانية يجب أن تكون وسيلةً لتحقيق هذا التوافق، ومعالجة جذور القضية الكردية بشجاعة سياسية.
فرصة تاريخية
وأشار إلى أن هذه المرحلة تمثل فرصة تاريخية ثانية بعد قرن من فشل "قانون الإصلاح الكردي" عام 1922، داعياً إلى الاستفادة منها لبناء "جمهورية ديمقراطية" في مئويتها الثانية. كما أكد ضرورة لقاء اللجنة البرلمانية بالقائد عبد الله أوجلان باعتباره طرفاً أساسياً في تحويل النضال المسلح إلى مسار سياسي، معتبراً أن تجنّب اللقاء به يعكس خوفاً من الحل.
وأضاف أن إعلان الانسحاب في 26 أكتوبر والتطورات السياسية الأخيرة زادت من احتمال عقد اللقاء مع أوجلان، ما قد يمهد لمرحلة جديدة عنوانها "الجمهورية الديمقراطية".
وفي ختام حديثه، شدّد جيجك على أن اعتقال السياسيين مثل صلاح الدين دميرتاش وفيغن يوكسكداغ يتنافى مع روح العملية السياسية ويضعف مصداقيتها، مؤكداً أن نجاح المرحلة الانتقالية يعتمد على إرادة الشعب الكردي ونضاله الديمقراطي من أجل الحرية والعيش المشترك بسلام وعدالة.